ينظر الفلسطينيون إلى سامر العيساوي المعتقل في اسرائيل quot;كبطل استطاع تحقيق ما يريد من خلال إضرابه عن الطعامquot;، الذي يعتبر الأطول في التاريخ، والذي استمر لـ277 يومًا.

رام الله: وافق الأسير الفلسطيني في سجن مستشفى الرملة الإسرائيلي سامر العيساوي على العرض الإسرائيلي الأخير الذي قدم له ويشمل الإفراج عنه بعد ثمانية أشهر وعودته إلى مسقط رأسه وبيته في القدس بعد إضراب عن الطعام استمر نحو 277 يومًا.
وعمت أجواء الفرح والسرور بلدة العيسوية قضاء القدس بعد الصفقة التيشملت وقف إضرابه عن الطعام بعد 277 يومًا من الإضراب مقابل أن يتم الإفراج عنه بعد ثمانية أشهر وعودته إلى بيته في مدينة القدس.
ونظمت عدة مسيرات واعتصامات تضامنية وفعاليات متعددة تشيد بالصمود الإسطوري للأسير العيساوي وتحديه للسجان الإسرائيلي بمعركة الأمعاء الخاوية وانتصار إرادته وتغلب أهدافه بعد رفضه للعديد من العروض التي تقضي بإبعاده للخارج أو قطاع غزة.
وعزز هذا الانتصار لإرادة الأسير العيساوي من صمود وتحديات الأسرى وانعكس ايجابًا على معنوياتهم رغم كل الظروف والويلات التي يحياها الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية.
وفي أعقاب تأكيد هذا الخبر نظمت وزارة الأسرى ونادي الأسير والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين وعائلة الأسير العيساوي مؤتمرًا صحافيًا في المركز الإعلامي الحكومي في مدينة رام الله أكدوا خلاله ضرورة توظيف هذا الانتصار واستغلاله لنصرة قضية الأسرى على المستوى السياسي وكافة المحافل.
وقال وزير الأسرى، عيسى قراقع: quot;إن المعركة التي خاضها الأسير سامر العيساوي تعد ملحمة إسطورية ودخلت التاريخ على المستويين الإنساني والفلسطيني.
وأشاد قراقع، بجهود القيادة الفلسطينية وكل من وقف وتضامن مع الأسرى بشكل عام ووضع الأسير سامر العيساوي بشكل خاص.
وأكد أن العيساوي، استطاع تحقيق الانتصار بعزمه وإصراره وإرادته برفضه لسياسة الإبعاد كما تمكن من تسجيل موقف سياسي مهم على السياسة الإسرائيلية الرامية إلى اقتلاع الأسرى وإبعادهم للخارج.
وبين وزير الأسرى، أن انتصار العيساوي ساهم في رفع وتحريك قضية الأسرى على مختلف المستويات، وقال قراقع: quot;إن العيساوي برهن للجميع أنه بالعزيمة والإرادة والصبر والوحدة يمكن الإنتصار على الاحتلال وسياساته، حيث يصبح بالإمكان وضع هذه السياسات في مأزق إنساني وسياسي وقانونيquot;.
ولفت إلى أن quot;العيساوي تمتع بقوة خارقة ولم يضعف رغم كافة العروض والضغوط التي مورست عليه وكان مثالاً للقوة وصلابة الإرادةquot;
وفي تصريحات سابقة، كان وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، قد أكد أن quot;حكومة إسرائيل تتعاطى مع الوضع الصحي للأسير سامر العيساوي quot;كمنتحرquot;، وليس كمناضل مضرب عن الطعام من أجل حريته وكرامتهquot;.
إلى ذلك، أكد قيس أبو ليلى، عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين أن quot;الانجاز والانتصار اللذين حققهما العيساوي، يعدان انتصارًا للحركة الأسيرة برمتها، مشيدًا بكافة الذين وقفوا إلى جانب العيساوي في معركتهquot;.
وقال أبو ليلى: quot; تعلمنا من العيساوي الصمود والعزم والإصرار وهو نهج بارع في انتزاع الحقوق في ظل ما تقوم به السلطات الإسرائيلية في التعامل مع الأسرى والمعتقلين في سجونهاquot;.
واستعرض هاني العيساوي عم الأسير سامر، ظروف احتجازه واعتقاله والسياسات التي مورست من قبل سلطات السجون والسلطات الإسرائيلية.
وأكد أن quot;الظروف والأجواء التي تعيشها العائلة اختلفت كليًا مع هذا الاتفاق وهذا النصر الذي حققه الأسير العيساوي، وقال: quot;إن سامر كان مدركًا لقراره ومؤمنًا بعدلة قضيتهquot;.
من ناحيته، أكد قدورة فارس، رئيس نادي الأسير الفلسطيني أن الأشهر الماضية كانت حاسمة ومقلقة للغاية والخوف كان دائماً مسيطراً على الجميع على حياة الأسير العيساوي لا سيما بعد تدهور وضعه الصحي نتيجة الإضراب المستمر عن الطعام.
وقال فارس: quot;كانت الإشاعات تنتشر دوما بنبأ استشهاده لكننا اليوم نحتفل بانتصاره وبطولته في معركته التي خاضها ضد سياسات السلطات الإسرائيليةquot;.
تفاصيل الصفقة
وفي السياق ذاته، أكد مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير الفلسطيني المحامي جواد بولس، أن الأسير سامر العيساوي وافق على العرض الإسرائيلي والذي يشمل وقف إضرابه عن الطعام مقابل الإفراج عنه بعد ثمانية أشهر.
وأكد نادي الأسير في بيان صحافي حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه أن النيابة العسكرية الإسرائيلية وافقت على صيغة اتفاق تفرض بموجبه عقوبة على الأسير العيساوي وتقضي باحتساب الفترة السابقة التي قضاها في الأسر منذ تاريخ 7\7\2012 إضافة إلى 8أشهر سجناً فعلياً ابتداء من الثالث والعشرين من إبريل الجاري ومع انتهائها سيفرج عنه إلى مسقط رأسه في العسيوية.
وأشار بولس، إلى أن الإدانة ستكون بشكل مباشر من قبل القاضي العسكري دون أن تكون هنالك حاجة للتوجه لأية جهة إسرائيلية رسمية من أجل إصدار عفو إضافي.
وقال مدير الوحدة القانونية: quot;إن ما حققه هذا الاتفاق هو إصرار سامر على عدم ادانته أمام هذه اللجنة بكامل فترة محكوميته السابقة والبالغة 20 عامًا وبالتوازي يصدر قرار عفو من قبل رئيس إسرائيل بحق سامر لما لهذه الإدانة من رسائل سياسية مرفوضة، وكذلك لعدم استعداد سامر للمثول أمامها، وبالتالي فإن قضية سامر سابقة تؤسس لما سيأتي من قضايا مشابهة وتمنع من إضفاء شرعية لهذه اللجنة بإعادة أحكام سابقة بحق قضايا مشابهة.
وأوضح بولس، أن الأيام الأخيرة شهدت نقاشًا حول هذه القضية بعد رفضها ولكن ولإصرار الأسير العيساوي على موقفه ونظراً لتدهور وضعه الصحي جاءت موافقة النيابة الإسرائيلية.
وأكد أن سامر العيساوي عاد إلى تناول المحاليل والمدعمات التي أوصى بها الأطباء بعد توقفه عن تناولها مؤخرًا.
وكانت مفاوضات مكثفة عقدت في الأسابيع الأخيرة بين جهات إسرائيلية والأسير العيساوي ومحاميه حول العديد من العروض منها إبعاده إلى الخارج أو إلى قطاع غزة دون نتيجة.
حملات تضامنية
وحظيت الملحمة البطولية التي قادها الأسير سامر العيساوي في إضرابه عن الطعام طوال الأشهر التسعة الماضية بالعديد من الحملات والمبادرات التضامنية مع العيساوي والأسرى في السجون الإسرائيلية، وكانت من تلك المبادرات حملات تضامنية على صفحات التواصل الاجتماعي وموقع الفيسبوك بتغيير صور المستخدمين بصورة الأسير العيساوي.
ومن المبادرات الأخرى كانت حملة نظمها ناشط من مدينة عكا هدفت الى رفع الوعي الجماهيري على المستويين المحلي والدولي بقضية الأسير العيساوي بالانتهاكات والتجاوزات التي تمارسها سلطات السجون الإسرائيلية.
وشملت المبادرة في حملة كتابة اسم الأسير سامر العيساوي على النقود الإسرائيلية من كافة الفئات واستمرت هذه الحملة مدة أسبوع ولاقت إقبالاً واسعاً.
وتفاعل الفلسطينيون مع قضية الأسير العيساوي ونظمت المسيرات والاعتصامات في مختلف المحافظات الفلسطينية بصورة دورية ونظمت العديد من المؤتمرات واللقاءات وبذلت العديد من الجهود على الصعيدين العربي والدولي سعياً للضغط على السلطات الإسرائيلية للإفراج عنه.
رسالة الأسير سامر العيساوي
وكان الأسير سامر العيساوي وجه رسالة لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني الذي صادف السابع عشر من الشهر الجاري من غرفته في مستشفى 'كابلان' الإسرائيلي عبر محاميه، طالب فيها بالعمل على إنهاء معاناة الأسرى.
وطالب العيساوي، quot;الفلسطينيين والشعب العربي والإسلامي بضرورة العمل من أجل إيصال صوت الأسرى الذين ضحوا وما زالوا يضحون من أجل حرية أبناء شعبهم وأرضهم والدفاع عن مقدساتها الإسلامية والمسيحية في أطهر بقعة في العالمquot;
وأكد العيساوي، أن quot;الأسرى مستمرون في نضالهم داخل السجون من أجل تحسين ظروف اعتقالهم والمحافظة على كرامتهم والعيش داخل هذه السجون الذي يحاول السجان باستمرار انتهاك المواثيق والقوانين التي تضمن حرية هؤلاء الأسرىquot;
وطالب بوجود فعاليات يومية من أجل إطلاق سراح جميع الأسرى وألا تكون هناك عملية تفاوض إلا بإطلاق جميع الأسرى بمقدمة عملية أي تفاوض بغض النظر عن نجاح هذه المفاوضات أو فشلها.
ودعا العيساوي، رفاقه بالسجون والمعتقلات الإسرائيلية إلى ضرورة التوحد وبناء الحركة الأسيرة كما كانت جسداً واحدًا، وأن تكون قراراتها واحدة وأهدافها واحدة، لأن المعاناة واحدة وأن يتم العمل على إنهاء الفصل بين أبناء الشعب الواحد وتعود الأقسام كما كانت تجمع جميع الفصائل والأطياف الفلسطينية.
الإرادة تنتصر
وقال مدير نادي الأسير الفلسطيني في نابلس رائد عامر، في تصريح لـquot;إيلافquot;: quot;إن إرادة الأسير سامر العيساوي انتصرت وأن الحرية باتت وشيكةquot;.
وأكد عامر، أن quot;عزيمة الأسير العيساوي قادته لتحقيق هذا الانتصار خاصة وأن ما كان يتم تداوله من عروض إبعاد وغيرها رفضها العيساوي جملة وتفصيلاً وأصر على موقفه وقرارهquot;.
وأشاد بصمود وتضحيات العيساوي وعزمه وإصراره في ظل تدهور وضعه الصحي ووصوله لدرجات الخطر الشديد رغم كل الضغوط والعروض.
إلى ذلك بيّن مدير وزارة شؤون الأسرى في نابلس سامر سمارو في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot; أن ما حققه الأسير العيساوي يعد quot;نصرًا حقيقيًا بعد كل ما تعرض له من تهديدات وضغوطquot;.
ولفت إلى أن الظروف التي عاشتها عائلة العيساوي كانت قاسية على مدار الأشهر الماضية لا سيما بعد توقفه عن تناول المحاليل والمدعمات في الآونة الأخير.
وأكد سمارو، أن النصر الذي حققه العيساوي بإرادته وصموده سيشكل عاملاً مشجعاً لصمود وتضحيات الحركة الأسيرة، مثمنًا كافة الجهود والفعاليات التضامنية التي خرجت نصرة للعيساوي والأسرى على وجه العموم.
فرحة شعبية
ومن جهته، أكد والد الأسير سامر العيساوي في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot; أن الفرحة عارمة وأن أحوال أسرة سامر انقلبت من الحزن والقلق إلى الفرح والسرور.
وقال: quot;سامر العيساوي هو ابن الشعب الفلسطيني وانتصاره انتصار لكل الفلسطينيين وللحركة الأسيرة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن العائلة تغيّرت أحوالها كليًا بعد هذا الاتفاق المشرف الذي يضمن عودة سامر لبيته بعد قضاء محكوميتهquot;.
وأشاد والد الأسير سامر بكافة جهود الإعلام والإعلاميين وكل الجهات القيادية والوزارات ذات العلاقة التي قدمت الكثير، مثمنًا في الوقت ذاته جهود الشعب الفلسطيني والفصائل وكل الشرفاء المتضامنين مع قضية سامر وكل الأسرى.