تخطّت الإماراتية شيخة العبدولي كل العقبات، وفازت بجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز، لتفوّقها في الصف الثامن رغم كبر سنها، لكن طموح هذه الجدّة لا يتوقف عند هذا الحدّ، إذ عينها على الجامعة.

أبو ظبي: تغلبت الإماراتية شيخة العبدولي على كل الظرف الصعبة المحيطة، وتمكنت من اللحاق بركب العلم ولو متأخرة للتفوق في الصف الثامن وتفوز بجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز، بعد حصولها على معدل ‬91.1٪. واستطاعت تحقيق ذلك رغم كونها أماً لـ‬14 ابناً وابنة، وجدة لـ‬19 حفيداً.
ونقلت صحيفة quot;الإمارات اليومquot; عن شيخة العبدولي، من مركز دبا لتعليم الكبار في الفجيرة قولها بأنها فخورة بإنجازاتها أمام أبنائها وأحفادها، واعتبرت أن laquo;فوزها دليل على أن المرأة الإماراتية الطموحة ستصل إلى كل ما تتمناه، على الرغم من مسؤولياتها التي لا تغفل عنها وأعباء الحياةraquo;.
وقالت العبدولي: laquo;شجعتني إدارة مدرستي على التقدم لجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم، لما رأته فيّ من طموح ومثابرة، فلم أترك نشاطاً في المدرسة إلا وشاركت فيهraquo;، وتابعت laquo;لم أتوقع فوزي بالجائزة، لكن لحظة الفوز تذكرت مقولة (اطلب العلم من المهد إلى اللحد)، وازددت فخراً بنفسيraquo;.
وأضافت شيخة laquo;أهدي فوزي اليوم إلى أمي التي شجعتني على الدراسة، على الرغم من كبر سني وكثرة مسؤولياتي، ففرحتها بي جعلتني أطمح إلى الدراسة الجامعية وأتحدى نفسيraquo;.
وعن رحلة الدراسة والمعوقات التي واجهتها، قالت إنها في طفولتها كانت laquo;تعيش في منطقة طيبة الجبلية النائية التي لم تكن فيها مدرسة، وكان من الصعب الالتحاق بمدرسة بعيدة لقلة المواصلات في تلك الفترةraquo;، وتابعت laquo;تزوجت في سن مبكرة، وانشغلت بتربية أبنائي والتفرغ لأسرتي، وعندما كبروا واعتمدوا على أنفسهم، عاودتني الرغبة في الالتحاق بمدرسة والتعلمraquo;، وأضافت laquo;لا أجد وقتاً للدراسة إلا في المدرسة، لانشغالي بأحفادي في الفترة الصباحية، واهتمامي بابني المعاق الذي يبلغ من العمر ‬29 عاماًraquo;.
وتمكنت شيخة من الدخول لقاعات الدراسة في اقرب مركز من منزلها وهو مركز دبا للإناث، وفي تلك الفترة كانت تسمع عن مراكز تعليم الكبار فكان هدفها في هذه الايام ان تتعلم حتى تتمكن من القراءة والكتابة ومواكبة ابنائها في المذاكرة بالإضافة الى انها ترغب في حفظ القرآن الكريم وهذه الدراسة ستقربها من حفظه، ولم تكن تعلم انها ستستمر في التعليم نظرا لصعوبته في البداية ولكنها استمرت في التعليم من دون انقطاع.
ورغم دراستها الا انها لم تنشغل عن اولادها فزوجت منهم من زوجت ورزقت بـ16حفيدا، ولعبت الام البديلة في حياة هؤلاء الاطفال بالإضافة الى رعاية زوجها الكبير في السن ومزرعتها التي تعتبر اهتمامها الاكبر لأنها تعيش فيه موروثها.
وتروي شيخة، أنها فرحت فرحتين في حياتها فكانت اولهما عندما عمل اولادها وبناتها في مراكز مرموقة في الدولة والتي من شأنها سيخدمون وطنهم والفرحة الثانية عندما ابلغتها مديرة مركز دبا للإناث لتعليم الكبار ابتسام جابر بأنها فازت في جائزة حمدان للأداء التعليمي المتميز بفئة اكبر دارسة سنا لوصولها للصف الثامن.
وافادت شيخة أن مديرة المركز لعبت دورا كبيرا في حياتها العلمية حيث قدمت لها كافة وسائل الدعم التي ترتقي بتحصيلها الدراسي، وذكرت شيخة انها تسعى لاستكمال دراستها حتى آخر يوم في حياتها.
وقالت إن العمل في مرزعتها يأخذ من وقتها الكثير فتتوجه عصراً إلى المدرسة، laquo;حيث ألتزم بالحضور اليومي، ولا أفوّت حصة دراسية واحدةraquo;، وأكدت أن laquo;وجودي في المدرسة يشعرني بالراحة، وهو أفضل وقت للدراسة والتركيز عالياً، وحين أواجه أي صعوبات ألجأ إلى أبنائي لمساعدتي في أي شيء يستعصي عليّ فهمه، فأبنائي يقومون بتشجيعي على المضيّ في طريق العلم ومواصلة دراستيraquo;.
ولفتت العبدولي إلى أنها بعد أن أكملت مهمتها الاجتماعية والعائلية أماً وجدة ومربية، تفرغت لنفسها لتعود إلى مقاعد الدراسة، ولحفظ القرآن الكريم، وتابعت laquo;منذ أن التحقت بالصفوف المدرسية وأنا أشعر بالثقة والسعادةraquo;.
وذكر ابنها حمدان سالم العبدولي أنه laquo;يشعر بفخر كبير أن له أماً بهذا الطموح وهذه الإرادة القوية، وتسلّحها بالعلم يجعلني أكثر مسؤولية تجاه كل ما درسته وتعلمته، فهي قدوتي التي أسعى لأن أصل إلى شيء من إنجازاتهاraquo;.
وأضاف laquo;حلم أمي أن تكمل دراستها وتلتحق بالجامعة، لتتخصص بقسم الرياضيات، لحبها الشديد لهاraquo;، مؤكداً أنه سيسعى لتحقيق هذه الأمنية لها.