بدأ عدد كبير من عناصر الشرطة والأمن السورية حماية أماكن العبادة المسيحية تحسبًا لانفجارات قد تستهدفها، عشية عيد الفصح لدى الطوائف الشرقية، التي عبّر أبناؤها السوريون عن حزن لعدم تمكنهم من المشاركة في الطقوس الكنسية بسبب الخوف.


دمشق: منذ أكثر من عامين، يخيّم جوّ من الحزن على الطوائف المسيحية الشرقية في سوريا، حيث ألغيت الاحتفالات، ولم تشارك سوى قلة في طقوس الجمعة العظيمة خوفًا من وقوع تفجيرات.

ويحتفل مسيحيو الطوائف الشرقية في سوريا بعيد الفصح، الذي يصادف الأحد بغصّة وخوف من التفجيرات وأعمال العنف، التي تنتشر في معظم أنحاء البلاد. ولم يشارك السوريون الجمعة في طقوس يوم الجمعة العظيمة.

تقول شذى، وهي ربة منزل تقطن في جرمانا قرب دمشق، لوكالة فرانس برس، quot;لن أجرؤ على الذهاب إلى الكنيسة هذا المساء... فأنا أخشى الانفجاراتquot;. وتضيف quot;تم إلغاء الاحتفالات.. الأولاد لن يشاهدوا الكشافة وهم يقومون بعرض في الطريق، كما في السابقquot;.

العنف يردع الصلاة
ويقطن جرمانا سكان مسيحيون ودروز، وشهدت المنطقة تفجيرات عدة خلال الأشهر الأخيرة أوقعت عشرات القتلى والجرحى.
ويقول يوسف (30 عامًا)، الموظف في شركة أجنبية، إن الكثيرين لن يشاركوا في الصلوات quot;لأن العنف لا يتوقفquot;.

يضيف الرجل، الذي يقيم في حي التجارة في جنوب دمشق، quot;هذا الصباح عند الفجر، سمعت صوت انفجار قوي، وتبين أنه ناتج من احتراق خزان الكيروسين في مطار دمشق، بحسب ما سمعت لاحقًا عبر نشرات الأخبار التلفزيونيةquot;.

وأعلن بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا يازجي (سوري الجنسية) أنه لن يتلقى التهاني بالعيد بسبب خطف أسقفين في منطقة حلب (شمال) لا يزالان قيد الاحتجاز، وأحدهما شقيقه مطران حلب للروم الأرثوذكس بولس يازجي.

وخطف يازجي مع مطران حلب للسريان الأرثوذكس يوحنا إبراهيم في 22 نيسان/إبريل أثناء عودتهما من تركيا إلى حلب. وقالت مصادر كنسية إنهما كانا يفاوضان من أجل الإفراج عن كاهنين آخرين مخطوفين.

البلد ينزف
في حلب، يقول أنطوان (47 عامًا) الذي يعمل طبيبًا، إن quot;الجو حزينquot; في المدينة، مضيفًا quot;للسنة الثالثة على التوالي، نحتفل بعيد الفصح في أجواء من الحزن، لأن البلد ينزفquot;. ويوضح أن صلاة الجمعة ستقام quot;على نية المطرانين المخطوفينquot;. ويتابع quot;سنصلي من أجل عودتهما بالسلامة، نحن نؤمن بقيامة يسوع وقيامة سورياquot;.

أما في حمص (وسط)، فتتمسك رلى سلام (طالبة) بالأمل. quot;المسيحيون باقون رغم كل المآسي التي يعانونها والوسائل المستخدمة لطردناquot;. وتتابع quot;نحن مصممون أكثر من أي وقت مضى على مكافحة التطرف. نحن أصحاب هذه الأرض، ونحن متجذرون فيها منذ آلاف السنينquot;. واتخذت السلطات تدابير أمنية مشددة في محيط الكنائس في العاصمة.

إجراءات أمنية
ويروي صاحب متجر صغير يسكن حي القصاع في وسط دمشق، أن quot;الطرق المؤدية إلى الكنائس قطعت يوم خميس الأسرار أمس. ويحمي عدد كبير من عناصر الشرطة والأمن أماكن العبادة المسيحية. الا ان عدد الذين شاركوا في الصلوات قليل جداquot;.

ويرى جبرائيل الموظف في شركة خاصة في دمشق ان quot;العيد يقتصر على الصلوات، لان النزف مستمر في بلادناquot;، مضيفا quot;الوضع يزداد خطورةquot;. في بيروت التي توجه اليها عدد من السوريين المسيحيين للاحتفال بالعيد، تقول هالة انها استأجرت شقة لتمضي فيها بضعة ايام. quot;جئت لاهدئ اعصابي، ولالتقي ابني الذي يعمل في قطرquot;.

وتتابع quot;هنا، الحياة طبيعية. احاول ان انسى الكابوس الذي نعيشه في سوريا لبعض الوقتquot;. ويشكل المسيحيون خمسة في المئة من سكان سوريا.