بيروت: يعد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي استبعد الاثنين من القيادة القطرية الجديدة لحزب البعث، المسؤول الوحيد الذي اخرج الى العلن تبايناته مع مقاربة الرئيس بشار الاسد للازمة التي تعصف في بلاده، ودعا الى quot;تسوية تاريخيةquot; لانهائها.

واختير الشرع الذي كان يعد بمثابة الضمانة السنية لنظام الرئيس بشار الاسد، عضوا في القيادة القطرية للمرة الاولى في العام 2000، خلال المؤتمر القطري التاسع للحزب الذي يهيمن على الحياة السياسية في سوريا منذ العام 1963.
والرئيس بشار الاسد هو الذي زكى الشرع لعضوية القيادة، وهو نفسه الذي أبعد الشرع اليوم عن القيادة الجديدة، اضافة الى كل أعضاء القيادة السابقة.
وفي مقابلة مع صحيفة quot;الاخبارquot; اللبنانية في كانون الاول/ديسمبر الماضي، وجه الشرع انتقادات علنية للطريقة التي يقارب فيها الاسد الازمة التي تعصف بالبلاد منذ منتصف آذار/مارس 2011.
وقال ان الاسد quot;لا يخفي رغبته بحسم الامور عسكريا حتى تحقيق النصر النهائيquot;. اضاف quot;ليس في امكان كل المعارضات حسم المعركة عسكريا، كما ان ما تقوم به قوات الامن ووحدات الجيش لن يحقق حسماquot;.
ودعا الشرع الذي طرح اسمه مرارا لاحتمال تولي سدة المسؤولية خلفا للاسد في حال التوافق على فترة انتقالية للخروج من الازمة، الى quot;تسوية تاريخيةquot; تشمل الدول الاقليمية واعضاء مجلس الامن.
ورغم تأكيد الرجل الثاني في النظام ان الاسد quot;يملك في يديه كل مقاليد الامور في البلادquot;، تحدث عن quot;آراء ووجهات نظرquot; داخل القيادة، لم تصل الى حد quot;الحديث عن تيارات او عن خلافات عميقةquot;، على حد تعبيره.
وطرح الشرع (74 عاما) منذ بداية الازمة السورية ان يؤدي دور الوسيط، بعدما وجد نفسه وسط حدي ولائه للنظام، وارتباطه بمسقط رأسه درعا (جنوب) التي اندلعت فيها شرارة الاحتجاجات المناهضة للنظام.
ومنذ ذلك الحين، ابتعد الشرع عن الاضواء، باستثناء مرات نادرة منها ترؤسه في تموز/يوليو 2011 لقاء تشاوريا للحوار الوطني السوري شاركت فيه نحو 200 شخصية تمثل قوى سياسية ومستقلين وأكاديميين وفنانين.
وشغل الشرع طوال 22 عاما منصب وزير الخارجية السورية، قبل ان يعين نائبا للرئيس في العام 2006، بعد ستة اعوام من تسلم بشار الاسد مقاليد الحكم بعد وفاة والده حافظ الاسد.
وحظي الشرع الذي ينظر إليه بصفته مفاوضا حازما، بثقة الأسد الاب الذي اوكل اليه ملف المفاوضات مع اسرائيل، والتي بدأت سرا في العام 1991.
يتكلم الشرع الانكليزية بطلاقة ويحمل شهادة في الادب الانكليزي من جامعة دمشق. عمل مديرا لمكتب الخطوط الجوية السورية في بريطانيا من 1963 الى العام 1976 واستفاد من اقامته في تلك الفترة في العاصمة البريطانية لدراسة القانون الدولي في جامعة لندن.
دخل الشرع السلك الدبلوماسي عام 1977 سفيرا لبلاده في روما وبقي في العاصمة الايطالية حتى 1980 عندما عين وزير دولة للشؤون الخارجية لمدة ثلاث سنوات. وتولى لاحقا منصب وزير الاعلام بالوكالة بعد وفاة الوزير الاصيل احمد اسكندر احمد.
وعين الشرع، وهو متزوج واب لولدين، وزيرا للخارجية في العام 1984.