انتقدت جمعية حقوق الإنسان السعودية quot;توقيفquot; رجلي الدين السعوديين محمد العريفي ومحسن العواجي، في موقف هو الأول الذي ترد فيه الجمعية على quot;أنباءquot; كما وصفتها، معتبرة وفق متحدثها أن ذلك مخالف للاتفاقيات التي وافقت عليها السعودية في ما يخص حرية التعبير.


عبدالله آل هيضه من الرياض: انتقدت جمعية حقوق الإنسان السعودية الأنباء التي تحدثت عن إيقاف السلطات السعودية لرجلي الدين السعوديين محمد العريفي، ومحسن العواجي.

وقال المتحدث الرسمي للجمعية صالح الخثلان في حديث لـquot;إيلافquot; إن quot;المادة 32 من الميثاق العربي لحقوق الإنسان، الذي صادقت عليه المملكة، كفلت حق الأفراد في التعبيرquot;. وأضاف في حديثه، الذي عبّر عنه بيان الجمعية كذلك، أنه إذا صح ما quot;يشاع في وسائل الإعلام عن توقيف محمد العريفي ومحسن العواجي فـquot;إن ذلك يعد مخالفة لالتزامات المملكة تجاه حقوق الإنسان التي نصَّت عليها اتفاقيات إقليمية ودوليةquot;.

وطالب الخثلان الجهات الأمنية المختصة بتوضيح حقيقة ذلك، والتأكيد على ضمان حقوق الإنسان، quot;وفق ما كفلته الشريعة الإسلامية والمواثيق الإقليمية الدوليةquot;.

مصادر quot;إيلافquot; المقربة من رجل الدين السعودي محمد العريفي، تؤكد إيقاف الأجهزة الأمنية لمحمد العريفي وصدور قرار يمنعه من السفر خارج المملكة، وهو الأمر نفسه الذي لحق بمحسن العواجي.

محمد العريفي.. دعوات الجهاد
ويعد محمد العريفي رجل الدين السعودي الأكثر إثارة، الذي يجد قبولًا في أوساط شبابية سعودية وعربية، كوّن خلالها جيشًا من المدافعين عنه ومبررين لما يصنفه الكتاب السعوديين بـquot;الحماقاتquot;.

محمد العريفي، دعا إلى الجهاد من القاهرة، التي تردد عليها كثيرًا قبل سقوط حكم الإخوان المسلمين، رغم الحرص الحكومي على تحجيم تلك الدعوات سرًا قبل العلن، وهو ما طالب به العاهل السعودي الملك عبدالله لهيئة العلماء الدينيين quot;تغليظ العقاب على من يدعوا الشباب إلى الجهادquot;.

وكان مفتي السعودية، عبدالعزيز آل الشيخ، حذر من الدعوة إلى الجهاد في الدول المنكوبة وفق تسميته، معتبرًا أنه quot;باب وللتهلكةquot;، وأضاف المفتي آل الشيخ أن الجهاد في سوريا quot;لا يعدّ جهادًا، اذ لا يعلم المرء تحت أي لواء ينخرط، ما يوقع الشباب في فخ وأهداف الأعداءquot;، مشيرًا إلى أن الجهاد من دون موافقة ولي الامر يدخل ضمن مفهوم quot;الجاهليةquot;.

جاءت دعوة العريفي، تبعًا لدعوة رابطة العلماء المسلمين السنّة، حيث أعلن بيان المؤتمر، الذي عقد الخميس في مصر، تحت عنوان quot;دور العلماء في نصرة سورياquot; عن quot;وجوب الجهاد لنصرة إخواننا في سوريا، بالنفس والمال والسلاح، وكل أنواع الجهاد والنصرة وما من شأنه إنقاذ الشعب السوري من قبضة النظام الطائفيquot;، معتبرة الرابطة أن حرب سوريا هي حرب ضد quot;الإسلام والمسلمينquot;.

ودفعت السعودية ثمن التحاق عدد كبير من أبنائها للجهاد في أفغانستان خلال الثمانينات من القرن الماضي، عادت غالبيتهم حاملة فكرًا جهاديًا وخط quot;القاعدةquot; وزعيمها أسامة بن لادن، نتج منها تنظيم سعودي فتح شلالات الدماء في المملكة خلال الأعوام 1995 و2003 و2004.

محسن العواجي وبيان المثقفين السعوديين
بينما جاء إيقاف رجل الدين الآخر، محسن العواجي بعد ظهوره في أحد البرامج التلفزيونية، حيث كرر انتقاده لبعض الإجراءات الداخلية في المملكة، وكذلك مواقف السعودية الخارجية، خاصة بعد سقوط حكم الإخوان في مصر. إضافة إلى حشد العواجي لتوقيعات عديدة في بيان سمّي ببيان quot;المثقفين السعوديينquot;.

وحمل البيان، الذي وقع عليه أكثر من ألف سعودي، مناشدة quot;مثقفينquot; بثبات المعتصمين المصريين في ساحة رابعة العدوية المنادين بـquot;استرداد الشرعية المسلوبةquot;، وأعلنوا فيه كذلك عن تضامنهم الكامل مع الشعب المصري في دعوة quot;الانقلابيين المغتصبينquot; إلى سلطة الشعب وquot;الخارجين على الشرعيةquot;.