غرّمت هيئة الرقابة في بريطانيا قناة النور الإسلامية بتهمة التحريض على العنف، لأن مقدم أحد برامجها قال إن واجب المسلمين أن يقتلوا أي شخص يبدي عدم احترام للنبي محمد.


لوانا خوري من بيروت: انتقل اتهام الإسلاميين بالتحريض على العنف من مصر إلى بريطانيا، مع قرار هيئة الرقابة على الإذاعة ndash; أوفكوم تغريم محطة النور التلفزيونية الإسلامية ما قدّر بـ 85 ألف جنيه إسترليني، بعدما اتهمتها بالتحريض على العنف.

وكانت هذه الهيئة قضت بأن القناة هذه قد انتهكت الضوابط الإذاعية البريطانية عندما قال مقدم أحد برامج القناة إن واجب المسلمين أن يقتلوا أي شخص يبدي عدم احترام للنبي محمد، مؤكدةً أن الغرامة ضخمة بسبب الطبيعة الخطيرة للانتهاك، الذي يعدّ تحريضًا سافرًا على القتل، من دون أن يصل الأمر إلى حد سحب الترخيص الممنوح للقناة الإسلامية.

عقوبة الموت
تعود ملكية قناة نور التلفزيونية الإسلامية إلى شركة تلفزيون الإحياء الرقمي، وهي تبث في بريطانيا وعلى المستوى الدولي. وقد بثت حلقة البرنامج ذات الشأن يوم الثالث من أيار (مايو) 2012، وخلالها كان المقدّم العلامة محمد فاروق نظامي يجيب عن أسئلة متعلقة بالإسلام يرسلها المشاهدون من كل أنحاء العالم.

من بين هذه الأسئلة سؤال توجّه به أحد المتصلين، يسأل عن عقوبة من يبدي عدم الاحترام للنبي محمد. فأجابه نظامي: quot;لا يوجد خلاف في شأن هذا، ولا يوجد شك على الإطلاق في أن عقوبة من يبدي عدم احترام للنبي هي الموتquot;.

ما زاد الطين بلة كان تبرير نظامي تصرفات ممتاز قادري، الحارس الشخصي، الذي اغتال سلمان تاسير، حاكم ولاية البنجاب في العام 2011، لأنه كان معترضًا على مطالبة الأخير بتعديل قانون التجديف المثير للجدل.

فصل نظامي
لم تكتف هيئة الرقابة بالغرامة، بل فرضت أيضًا على القناة إذاعة بيان يشمل ما خلصت إليه أوفكوم، وعدم إعادة عرض البرنامج موضوع القرار. وفي دفاعها عمّا حصل، قالت قناة النور إن نظامي لم يكن يحرّض المشاهدين على العنف، بقدر ما كان يدعوهم إلى تحمّل المسؤولية، بأن يتحركوا حيثما رأوا عدم احترام للنبي.

وقال المسؤولون عن القناة إن تعليقات المذيع، الذي أمضى خمس سنوات في تقديم البرنامج، كانت مفاجئة تمامًا، ولا يمكن توقعها، موضحين أن القناة تتبع الفكر الصوفي، وتهدف إلى الترويج للسلام والتفاهم في أرجاء العالم. وبعد هذا الأمر، في أيار (مايو) الماضي، قررت شركة الإحياء، مالكة قناة النور، فصل نظامي بعدما اتهمته بالترويج لآراء سياسية شخصية، وتأييد أفعال عنيفة أثناء البرنامج.

وفي شهر تموز (يوليو) المنصرم، فرضت أوفكوم غرامة قدرها 85 ألف جنيه إسترليني على قناة دي. إم. ديجيتال، بعدما أذاعت خطابًا لداعية إسلامي، قال إن على المسلمين واجب قتل أي شخص يسيء إلى النبي محمد.