رغم اتفاق الولايات المتحدة الأميركية وروسيا على آلية للتخلص من السلاح الكيميائي السوري، وهو ما يعني ابتعاد شبح الضربة العسكرية الأميركية، إلا أن إيران لا تزال تخشى على مصير حليفها بشار الأسد.


التقدم الدبلوماسي الحاصل لإنهاء الأزمة السورية بالطرق السياسية، لا يجعل إيران ترتاح، فمصير الأسدما زال معلقاً بالاشتباكات العنيفة التي يخوضها عناصر الجيش الحر ضد قوات النظام السوري. وإيران تنظر للصراع السوري على أنه حرب بالوكالة للحد من انتشار نفوذ الولايات المتحدة المتغطرسة في المنطقة.

وباعتبارها الحليف الإقليمي الأقرب لسوريا منذ عقود، تبذل إيران كل ما بوسعها للحيلولة دون الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. ويكفي أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، حذر من نيران ستلتهم الشرق الأوسط إن شنت أميركا هجومها.

وينظر مسؤولون إيرانيون كبار إلى سوريا باعتبارها المركز الذي لا يمكن الاستغناء عنه بمحور المقاومة الذي تقوده إيران في مواجهة النفوذ الأميركي والإسرائيلي بمنطقة الشرق الأوسط، التي تعد جسراً استراتيجياً هاماً يعمل منذ ثلاثة عقود كحلقة وصل لخط المواجهة مع إسرائيل وكقناة لتسليح ودعم حزب الله والجماعات الفلسطينية المسلحة.

وترى إيران أن المخاطر لا يمكن أن تكون أكبر في سوريا. فبنشرها مستشارين عسكريين وسماحها لحزب الله بأن يقاتل نيابةً عن الأسد في مواجهة الثوار المدعومين من قبل الولايات المتحدة، تشعر الجمهورية الإسلامية أنها تخوض حرباً بالوكالة ضد ما تطلق عليه quot;الغطرسة العالميةquot;.

ولفتت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية في هذا الإطار إلى أن أفضل نتيجة بالنسبة لطهران هي أن ينجح الأسد في تحقيق انتصار من شأنه ضمان احتفاظ إيران برأس الجسر الخاص بها والذي يربطها بالعالم العربي وبحلفائها المتقاتلين.

أما النتيجة الأسوأ بالنسبة لإيران فتتمثل في الإطاحة بنظام الأسد إما من جانب الثوار المدعومين من قبل أميركا أو من المقاتلين الإسلاميين الجهاديين المحسوبين على صفوف الثوار ويحتقرون إيران والولايات المتحدة الأميركية على حد سواء.

وأضافت الصحيفة أن التشبث بسوريا تسبب في خلق معضلات سياسية لإيران، التي لا ترى أن تلك الانتفاضة الشعبية تمثل جزءًا من موجة quot;الربيع العربيquot; التي أطاحت بعدد من الحكام المستبدين في تونس، مصر وليبيا، وإنما كمعركة ضد الإرهاب بدلاً من ذلك.

ومن المشاكل الأخرى التي تواجهها إيران ما قيل عن تكرار استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية ضد أفراد شعبه، خاصةً وأن طهران ترفض رفضاً تاماً استخدام تلك النوعية من الأسلحة من جانب أي طرف، وهو الموقف الذي تتبناه إيران بعد المعاناة التي مرت بها نتيجة استهدافها بتلك الأسلحة من جانب العراق في ثمانينات القرن الماضي.

كما تصدر طهران سلسلة من التصريحات اليومية الداعمة للأسد، إلى جانب التحذيرات الجادة التي يتم توجيهها لأي جهة تود الإضرار بسوريا، ويصدرها غالباً مسؤولون متشددون.