نفى العراق بشدة اتهامه السعودية بالعنف الذي يجتاح أرجاءَه، مؤكدًا أنه يتعاون معها للقضاء على الإرهاب في المنطقة. وشدد على عدم ممارسته أية عمليات تعذيب لمعتقليها لديه.. فيما شيّعت مدينة الصدر اليوم ضحايا التفجيرات التي شهدتها مساء أمس، وأدت إلى مقتل 78 مواطنًا، وعبّر نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق عن الصدمة لما أسماه بالتصاعد الوحشي للعنف.


أسامة مهدي: نفت وزارة الداخلية العراقية، في تصريحات تداولتها وسائل إعلام ومواقع الكترونية عراقية، ونسبت إلى وكيلها الأقدم عدنان هادي الأسدي، نفت الاتهامات الموجهة للسعودية، وبالتحديد للأمير بندر بن سلطان الأمين العام لمجلس الأمن السعودي، بأنه وراء عمليات العنف الطائفي والعمليات الإرهابية التي تستهدف العراق، وأنه هو الذي يموّل ويخطط لهذه العمليات، التي تستهدف تدمير العراق، بعدما أشيع عن أن المسؤول العراقي قد أدلى بهذا الكلام في قاعة الغدير في محافظة السماوة الجنوبية لدى حضوره مهرجاناً عشائرياً.

تعاون لا اتهام
وأكدت الوزارة أنها quot;تنفي هذه الاتهامات، التي تحاول عرقلة جهود العراق ووزارة الداخلية في تطوير علاقاته مع دول المنطقة، وخصوصًا دول الجوار الإقليميquot;، مؤكدة أن مصير هذه الدول واحد، وأن التفاهمات والتعاون مستمر في مجال مكافحة الإرهاب بين العراق ومختلف دول المنطقة، وبينها السعودية.

وأوضحت أن الأسدي كان في مؤتمر عشائري في السماوة، يدعو إلى الوحدة والتكاتف ورصّ الصفوف بين أبناء الشعب الواحد ودعم أجهزة الأمن ورفض كل محاولات التفرقة الطائفية والعنصرية. ودعت وسائل الإعلام كافة إلى توخي الدقة والحذر في تناقل المعلومات واعتماد مصادر الأخبار الحقيقية لضمان الدقة.

من جهتها، نفت وزارة العدل معلومات وتصريحات تنشر في صحف عن حالات تعذيب وابتزاز للمعتقلين السعوديين، مؤكدة quot;أنها اتهامات تستهدف تشويه سمعة الأجهزة الأمنيةquot;. وقال الناطق باسم وزارة العدل حيدر السعدي في تصريحات صحافية اليوم إن الحديث عن حالات تعذيب وابتزاز للمعتقلين السعوديين في السجون العراقية مجرد اتهامات وادعاءات لا أساس لها من الصحة، ولم تحدث مطلقًا. وحذر من أن تكرار هذه الاتهامات لا يخدم التعاون والتنسيق بين البلدين، ويسيء إلى سمعة الأجهزة الأمنية العراقية.

وأضاف أن وزارة العدل تراعي المعايير الدولية وقوانين حقوق الإنسان في التعامل مع جميع المعتقلين من دون استثناء، وأن الرقابة مستمرة في السجون كافة. وحول نقل المعتقلين السعوديين من سجون بعض المحافظات العراقية، أوضح السعدي أن نقل جميع المعتقلين إلى العاصمة سيأخذ بعض الوقت.

وأشار إلى أن عدد السجناء السعوديين يبلغ حوالي 60 سجينًا، موضحًا quot;أن الاتفاق بين الرياض وبغداد يستثني المحكومين بالإعدام، ولكن بعد ذلك وافقت الحكومة على التفاوض حولهم بعد حضور اللجنة السعودية إلى بغدادquot;. وكان يفترض وصول وفد سعودي أمني إلى العراق للبحث في اتفاق تبادل السجناء، لكنه لم يصل بعد.

الأمم المتحدة مصدومة لوحشية العنف
فيما شيّعت مدينة الصدر في ضواحي بغداد الشرقية اليوم ضحايا التفجيرات، التي شهدتها مساء أمس، وأدت إلى مقتل 78 مواطنًا، فقد عبّر نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق عن الصدمة لما أسماه بالتصاعد الوحشي للعنف في العراق. وقال جيورجي بوستن إن ما روّعه بشكلٍ خاص هو تصاعد وتيرة الهجمات الوحشية ضد من كانوا قد فُجعوا في السابق بفقدان أعزاءٍ لهم، مُدينًا بأشد العبارات الممكنة الهجوم الذي استهدف مجلس عزاء في خيمة في مدينة الصدر الشيعية في بغداد، وأسفر عن مقتل وجرح العشرات السبت.

أضاف بوستن في بيان صحافي وزّعه مكتب الأمم المتحدة في العراق quot;تنبغي إدانة العنف بأشكاله كافة، ولكن ما روّعني بشكلٍ خاص هو تصاعد وتيرة الهجمات الوحشية ضد من كانوا قد فُجعوا في السابق بفقدان أعزاء لهمquot;. ودعا السلطات العراقية إلى تحرك عادل لبذل قصارى جهدها quot;لوضع حد لدائرة العنف المميتquot;.

ووجّه بوستن نداء ملحًّا لضبط النفس quot;لأن الانتقام لا يجلب سوى المزيد من العنف، وتقع على عاتق جميع القادة مسؤولية التحرك بشكل حازم لوقف تصاعد وتيرتهquot;. وعبّر عن quot;صدمته من الهجوم الذي أسفر عن مقتل وجرح العشراتquot;. جاء ذلك في وقت أعلنت السلطات العراقية اليوم عن ارتفاع ضحايا تفجير سيارتين مفخختين استهدفتا مجلس عزاء في مدينة الصدر في ضواحي بغداد الشرقية إلى 78 قتيلًا و202 جريح.

وقد أقيمت الأحد جنازة ضحايا ثلاثة تفجيرات استهدفت سرادق عزاء غصّ بالمعزين في حي مدينة الصدر، وتفقد السكان اليوم البقايا المتفحمة للسيارات وسرادق العزاء، الذي دمّر في الهجوم، فيما أقيمت جنازة لمن قتلوا في الحادث.

ويتعرّض التوازن الطائفي الهشّ في العراق لضغوط متزايدة جراء الحرب الأهلية الدائرة في سوريا المجاورة، التي يقاتل فيها المعارضون، ويغلب عليهم السنة، للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، حيث عبر مقاتلون من السنة والشيعة إلى سوريا من العراق لمساندة أحد طرفي الصراع.

يذكر أن معدلات العنف في العراق شهدت خلال الشهر الماضي مقتل وإصابة 2834 عراقيًا بعمليات عنف في مناطق متفرقة من البلاد، فيما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها لمقتل وإصابة 17 ألف عراقي منذ بداية العام الحالي 2013.