دافع ريتشارد دوكينز عن أفكاره الإلحادية، نافيًا أن يكون للأخلاق علاقة بالدين، وأكد أن المسيحية تحتضر في بريطانيا بينما يتقدم الإسلام فيها، وأوضح أن الكنيسة تحوّلت إلى شركة في أميركا للحصول على الدعم الخالي من الضرائب.

إيلاف: قال البريطاني كلينتون ريتشارد دوكينز، عالم البيولوجيا التطورية إن لا علاقة للأديان بالأخلاق، ورأى أن الفكرة البدائية التي تقول بكون الإنسان يحصل على البوصلة الأخلاقية من الدين هي فكرة فظيعة ومروعة.
وأوضح دوكينز في حوار مع المنتج جيسون مايكس ونشره موقع quot;سي أن أنquot; أنه لا يتعين على الإنسان أن يستلهم بوصلة الأخلاق من الدين، لأنه عندما ينظر في الكتب الدينية المقدسة ويستلهم منها بوصلته الأخلاقية، فسيكون الأمر مروعاً مثل الرجم الذي تشدد عليه ديانات.
وأضاف:quot;نحن نختار مثلاً من الإنجيل الآيات التي تعجبنا ونرفض تطبيق الآيات التي لا تعجبنا. فما هو المعيار الذي نعتمده في تفريق الملائم لنا من تلك التي لا تلائمنا. إن المعيار في ذلك ليس دينيًا وهو المعيار الذي يقود الشخص الحديث في بوصلته الأخلاقية ولا علاقة له البتة بأمور الدينquot;.
ورأى دوكينز أن بوصلة الأخلاق لأي شخص هي بكل تأكيد جزء من القرن بل والعقد الذي يعيش فيه بغض الطرف عن الدين. وقال:quot; لذلك فإننا نعيش في القرن الحادي والعشرين وبوصلة الأخلاق في هذا القرن تختلف عمّا كانت عليه قبل 100 أو 200 عام. نحن أقل عنصرية مما كان عليه أسلافنا وأقل quot;تمييزاً جنسيًا.quot; بل إننا ألطف مما كنا عليه، هذا يعني أن أمرًا تغيّر وبالتأكيد لا علاقة له بالدينquot;.
المسيحية تحتضر والإسلام يتقدم
ويقول الملحد البريطاني إنّ الولايات المتحدة هي أكثر دولة quot;متدينةquot; في الغرب المتقدم، مضيفاً quot;في بريطانيا، المسيحية في حالة احتضار. أما الإسلام فللأسف لا، وفي أوروبا الغربية بصفة عامة، تحتضر المسيحية. وحتى في الولايات المتحدة تظهر الأرقام أنّ الالتزام الديني بصدد التراجع بنسق واضح. والأشخاص الذين يسجلون أنفسهم الآن على أنهم غير متدينين هم في حدود 20 بالمئة. والكثير من الناس لا يعرفون معنى الأرقام والنسب العالية ومن ضمنهم السياسيون الذين يشعرون بأن عليهم أن يحصلوا على جماعات الضغط الدينية، وربما يتعين عليهم الآن أن ينظروا في هذه الإحصاءات وأن يقتنعوا بأنّه ليس جميع الأشخاص في هذه البلاد متدينينquot;.
الكنيسة تحوّلت إلى شركة
ويرى دوكينز أنه من الغرابة أن تكون الولايات المتحدة أكثر تديناً من بقية الأمم المتقدمة. ويرى أن أفضل التفسيرات quot;غير القابلة للتصديقquot; لهذا الامر والتي استمع إليها هي التي تقترح أنّ لدى بريطانيا والدول الاسكندنافية كنيسة لها ضوابط مؤسساتية واضحة، وهذا من شأنه أن يجعل من الدين أمرًا مثيرًا للملل. أما في الولايات المتحدة فهناك موانع دستورية تجعل من نفس الأمر ممكنًا. وهذا سبب من الأسباب التي أدت بالكنيسة في الولايات المتحدة إلى أن تكون أكثر شعبية حتى أنها أصبحت تجارة كبيرة بل وشركة حرة بما يجعل من الكنائس تتنافس في ما بينها للحصول على الدعم الخالي من الضرائب.
تأثير الآباء على أبنائهم
وقال دوكينز أنه لا يرغب في منع الآباء من التأثير في أطفالهم. وقال:quot;لكن فيما عدا ذلك فإنّ إطلاق صفة كاثوليكي على صبي فقط لأن آباءَه كاثوليك، يبدو في تقديري نوعاً من الاعتداء على الأطفال. فالطفل مازال صغيرًا جدًا ليعرف. ويمكنك أن تعرف مدى العبثية في هذه النقطة عندما تتحدث عن طفل كاثوليكي في الرابعة فذلك كما لو كان هناك طفل في الرابعة ولكنه وجودي أو طفل في الرابعة يعتمد علم المنطق الوضعي، بكلمات أخرى، لا نقبل أن نطلق على طفل صفة ما اعتماداً على قناعات والديه فلماذا نقبل بذلك عندما يتعلق الأمر بالدين؟ لماذا يتمتع الدين بحرية المرور والنفاذ عندما يتعلق الأمر بإطلاق الصفات على الأولاد في حين لا يكون ذلك ممكناً في بقية مناحي الحياة مثل السياسة أو غيرها؟quot;.