دكا: تصاعدت وتيرة اعمال العنف في بنغلادش الاحد مع سقوط 18 قتيلًا واحراق مئات مراكز الاقتراع تزامنا مع انتخابات تشريعية قاطعتها المعارضة ونتيجتها محسومة سلفا للحزب الحاكم وحلفائه.

ويخوض مرشحو حزب رابطة عوامي الحاكم وحلفاؤهم المعركة بلا منافس في 153 من 300 دائرة انتخابية، ما يعني فوزهم بالتزكية. اما في الدوائر المتبقية فقد فاز الحزب الحاكم بـ59 مقعدا، بينما فاز حلفاؤه بـ19 مقعدا، بحسب النتائج الاولية. وقررت المعارضة الاحد الدعوة الى اضراب جديد لمدة 48 ساعة احتجاجًا على quot;المهزلة الانتخابيةquot; والقمع، الذي اسفر عن سقوط 22 قتيلا في صفوف مؤيديها الاحد كما تقول.

واقدم الالاف من معارضي رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد على احراق او تخريب اكثر من مئتي مركز اقتراع، فيما قتل 18 شخصًا على الاقل منذ مساء السبت بحسب حصيلة موقتة للشرطة. وصرح سير الكبير المتحدث باسم حزب بنغلادش القومي، وهو اكبر احزاب المعارضة الـ21، لفرانس برس quot;دعونا الى الاضراب كي تلغي الحكومة هذه المهزلة الانتخابيةquot;. وتابع quot;كما اننا نحتج على مقتل 22 من ناشطينا بيد الشرطة اليومquot;.

وتعرض اثنان من القتلى للضرب حتى الموت في اثناء محاولتهما حماية مكاتب الاقتراع في شمال البلاد، حيث تنشط المعارضة القومية بقوة. اما قتلى الصدامات الاخرون فهم ناشطون في المعارضة قتلتهم قوى الامن، فضلا عن سائق شاحنة قضى في شاحنته عندما احرقها مهاجمون.

وقال قائد شرطة بوغرا سيد ابو صايم لوكالة فرانس برس ان quot;آلاف المتظاهرين هاجموا مراكز للتصويت وافراد وحداتنا مستخدمين الزجاجات الحارقة (مولوتوف) او قنابل حارقةquot;. وتابع ان الوضع quot;متقلب جداquot;، مضيفا انه تم احراق مخزون كبير من بطاقات الاقتراع علنا. واكد قائد شرطة بارباتيبور في شمال البلاد ان quot;الافquot; المتظاهرين المزودين quot;بمسدسات وقنابل صغيرةquot; هاجموا الشرطة التي اضطرت الى الرد.

واكد مقبل حسين ان quot;الهجوم كان منظما. تمكنوا من الاستيلاء على بطاقات اقتراع وحاولوا سرقة اسلحتناquot;. وتحدثت شرطة العاصمة دكا عن هجومين استهدفا مكتبي اقتراع. واستنفر اكثر من 50 الف جندي خشية اندلاع اعمال عنف اضافية في اعقاب اشهر من الاضرابات والتظاهرات وقطع الطرق اسفرت عن مقتل 150 شخصا.

وتشهد بنغلادش اعمال عنف هي الاكثر دموية منذ استقلالها في 1971 (عن باكستان). وافادت منظمة غير حكومية عن حصيلة بلغت 500 قتيل منذ كانون الثاني/يناير 2013. ويطالب الحزب القومي بتشكيل حكومة محايدة وموقتة قبل تنظيم الانتخابات على غرار ما حصل في السابق، لكن الحكومة رفضت.

ويرجح فوز رئيسة الوزراء الشيخة حسين واجد في الاقتراع بعد قرار زعيمة المعارضة خصمها التاريخي خالدة ضياء مقاطعة الانتخابات التشريعية. واعربت الولايات المتحدة ومنظمة الكومنولث والاتحاد الاوروبي عن القلق العميق حيال خطر اشتعال البلاد التي تضم 154 مليون نسمة، وعهدت العنف والانقلابات منذ استقلالها.

وامتنع هؤلاء الاطراف الدوليون من ارسال مراقبين، معتبرين ان ظروف اجراء استحقاق حر وشفاف غير متوافرة. وفي دكا افاد مراسلو فرانس برس عن ضعف المشاركة. ولم يتوجه التاجر نعمة الله الى مركز الاقتراع. وقال quot;اي نوع من الانتخابات هذه عندما لا يكون هناك ناخبون في مراكز التصويت ويكون المرشحان المتنافسان من حزب واحد؟quot;.

واغلقت مكتب الاقتراع ابوابها في الساعة 16,00 (10,00 ت غ) ويتوقع صدور النتائج في وقت مبكر صباح الاثنين. وصرح رئيس اللجنة الانتخابية قاضي رقيب الدين احمد بان quot;المشاركة كانت ضعيفة، جزئيا بسبب المقاطعةquot; من دون اعلان ارقام محددة.