أكد ملالي إيران مكرهم بدعوة الولايات المتحدة لاجراء محادثات ثنائية مباشرة حول برنامج طهران النووي، لتعزيز فرص إيران في نيل تنازلات قصوى من ادارة باراك أوباما قبل التوصل إلى اتفاق نهائي.


دعا علي اكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لشؤون السياسة الخارجية، الولايات المتحدة لإجراء محادثات ثنائية مباشرة مع إيران، جول البرنامج النووي الإيراني، في مبادرة اعتبرها مراقبون تلبي رغبة البيت الأبيض في انعاش رئاسة باراك اوباما باتفاق يستطيع أن يقدمه للشعب الاميركي والمجتمع الدولي، والايحاء للعديد من اعضاء الكونغرس، الذين يشكُّون في نيات إيران، بأنه ستكون لهم كلمة أكبر في المفاوضات النهائية، وتعطيل معارضة فرنسا بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التي تشارك في المفاوضات.

والأكثر من ذلك أن الملالي سيتكرمون على الدول الخمس الأخرى، بريطانيا والصين وروسيا وفرنسا والمانيا، بالحفاظ على ماء وجوههم من خلال عرض مفاوضات ثنائية منفصلة مع كل منها. وقال ولايتي في هذا الشأن: quot;لن نكون على الطريق الصحيح إذا لم نجر محادثات ثنائية مباشرة مع كل من الدول الست، إذ يتعين أن نجري محادثات مع هذه الدول على انفرادquot;.

غلق الملف

يمكن لمثل هذا العرض أن ينال قبولًا في واشنطن، وما يقرب كثيرًا من التأييد في عواصم مثل لندن وبرلين، حيث الفكرة السائدة تلح على غلق الملف النووي الإيراني. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن كامل غرانت، مدير مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية في باريس، قوله: quot;سيرحب ثلاثة ارباع العالم بتسلم اميركا قيادة الملف النووي الإيرانيquot;.

ومن شأن مثل هذا التطور أن يشجع ادارة اوباما على التفكير في الاستغناء عن دور فرنسا، بوصفها دولة مشاكسة لم تعد ندًا للولايات المتحدة في التعامل مع طهران. وفي هذا الشأن، اعرب دبلوماسيون فرنسيون سابقون عن مخاوفهم مشيرين إلى أن الاميركيين سيجرون محادثات ثنائية مباشرة في نهاية المطاف، وسنكون نحن معزولين لأن أوباما يريد اتفاقًا والإيرانيين اذكياء بما فيه الكفاية لإعطائه مثل هذه الاتفاقquot;.

فرنسا معارضة

بالرغم من انشغال القوات الفرنسية في منع الجهاديين من السيطرة على افريقيا الوسطى، وحاجة فرنسا إلى اسناد عسكري اميركي في عمليتها الأفريقية، رفضت الحكومة الفرنسية أن تنساق وراء واشنطن في استعدادها لتقديم تنازلات من شأنها أن تجعل إيران دولة لديها القدرة على انتاج سلاح نووي خلال اشهر، متى قررت العودة إلى انشطتها النووية.

وبعد يوم على اقتراح ولايتي اجراء محادثات ثنائية مباشرة مع الولايات المتحدة، أمضى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يومين في الرياض، مع العاهل السعودي الملك عبد الله. وتحدث مسؤول فرنسي عن تقارب وجهات نظر البلدين بشأن إيران وسوريا.

ولاحظ مراقبون أن هذا يعني أن السعودية تتفق مع فرنسا في الاصرار على تخلي الإيرانيين نهائيًا عن أي محاولات لامتلاك سلاح نووي، وعلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد للتوصل إلى حل سياسي ينهي نزيف الدم.

ضمان المصداقية

ونقلت صحيفة وول ستريت عن مسؤول رفيع في مجلس الأمن القومي الاميركي قوله: quot;إن السعوديين منزعجون إلى ابعد الحدود، والفرنسيين يتخذون موقفًا مزايدًا يقولون لهم فيه (لا يمكنكم الركون إلى الولايات المتحدة ولا يمكنكم الاعتماد على بريطانيا)، لكن السعوديين يعرفون أن التقدم إلى الأمام ليس ممكنًا من دون انخراط الاميركيين بقوة والفرنسيين أذكى من أن ينكروا ذلكquot;.

وردا على هذا الاتهام، قال مسؤول فرنسي إن اتفاقية بلا مصداقية مع إيران ستكون كارثة، وقبول الغرب بحل توافقي سيئ سيجعل توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية إلى إيران أمرًا مؤكدًاquot;.

وأضاف المسؤول الفرنسي لصحيفة وول ستريت جورنال: quot;ترى فرنسا أن دورها الحالي هو ضمان مصداقية أي اتفاق ينهي الخطر المتمثل بامتلاك إيران سلاحًا نوويًا أو الاحتفاظ بالقدرة على الانطلاق مجددًا في أي وقت لاحق لانتاج مثل هذا السلاحquot;.

وأضاف المسؤول الفرنسي: quot;حين يمعن الأصدقاء في اوروبا وغيرها النظر في موقف فرنسا، يستطيعون أن يجدوا أن قوته انعكاس لضعفهمquot;.