واشنطن: يشتبه مسؤولون اميركيون بضلوع معتقل سابق في غوانتانامو في الهجوم على القنصلية الاميركية في مدينة بنغازي شرق ليبيا والذي ادى الى مقتل السفير الاميركي في ايلول/سبتمبر 2012، على ما افادت صحيفة واشنطن بوست الثلاثاء.

وبحسب الصحيفة، فان مسلحين بقيادة ابو سفيان بن قمو زعيم جماعة انصار الشريعة في مدينة درنة الليبية شاركوا في الهجوم الذي ادى الى مقتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة اميركيين اخرين.

وتابعت الصحيفة ان المسؤولين الاميركيين يعتزمون ادراج ثلاثة من فروع مجموعة بن قمو متمركزة في درنة وبنغازي وفي تونس على القائمة السوداء الاميركية للمنظمات الارهابية.

كما نقلت عن مسؤولين على اطلاع بالامر انه سيتم ادراج بن قمو وزعيمي ميليشيات اخرين هما احمد ابو ختالة وسيف الله بن حسين على قائمة الارهابيين.

ويسمح هذا الاجراء بالضغط على المجموعة وقطع الدعم عن انشطتها الارهابية من خلال تجميد اموالها واموال قادتها ومنع الشركات والمواطنين الاميركيين من التعامل معهم.

واكد شهود لمسؤولين اميركيين ان عناصر بن قمو قطعوا المسافة الطويلة من درنة الى بنغازي قبل هجوم 11 ايلولِ/سبتمبر 2012 ولو انه لم يتم التثبت من التخطيط مسبقا للهجوم.

وسعى مسؤولون اميركيون وفق الصحيفة للقبض على ابو ختالة في بنغازي غير انهم تخلوا عن ذلك خشية ان يثير الامر اضطرابات ويزعزع استقرار الحكومة الليبية.

ونفى ابو ختالة اي ضلوع له في الهجوم على القنصلية الاميركية.

كما ذكرت الصحيفة ان المسؤولين الاميركيين يسعون كذلك لمعرفة ما اذا كان اي من مهاجمي القنصلية ضالعا في قتل المدرس الاميركي روني سميث بالرصاص الشهر الماضي في بنغازي.

واوردت الصحيفة نقلا عن وثائق عسكرية اميركية سربها موقع ويكيليكس ان بن قمو الليبي البالغ من العمر 54 عاما قضى عشر سنوات في السجن في ليبيا قبل فراره الى مصر ومن ثم افغانستان حيث تدرب في المخيمات التي اقامها اسامة بن لادن قبل ان يعمل سائق شاحنة لشركة بن لادن في السودان.

وتابعت الصحيفة انه قاتل مع عناصر طالبان بعد الاجتياح الاميركي لافغانستان عام 2001 ثم فر الى باكستان حيث تم توقيفه وتسليمه الى الاميركيين الذين نقلوه الى قاعدة غوانتانامو في ايار/مايو 2002 وفي 2007 اعيد الى ليبيا حيث وضع في الاعتقال حتى اطلاق سراحه عام 2008.

وتفيد الوثائق العسكرية ان بن قمو كان quot;على ارتباط منذ وقت طويل بالحركة الجهادية وبعناصر من القاعدة وغيرها من المجموعات المتطرفةquot;.

كما انه مرتبط بحسب الوثائق الاميركية بابو زبيدة القيادي الاساسي في القاعدة المحتجز في غوانتانامو.

واثار الهجوم على القنصلية في بنغازي عاصفة سياسية استمرت عدة اشهر بين الادارة الديموقراطية والمعارضة البرلمانية الجمهورية التي اتهمت السلطة التنفيذية بالتستر على الطابع quot;الارهابيquot; للاعتداء حتى لا تضر بحصيلة اوباما على صعيد الامن القومي في وقت كان يخوض حملة لاعادة انتخابه.

واكدت الدبلوماسية الاميركية مؤخرا انها لا تملك quot;اي عنصر يثبت ان النواة الصلبة للقاعدةquot; كانت ضالعة في الهجوم مشيرة في المقابل الى ان المهاجمين ربما quot;استلهموا ايديولوجية القاعدةquot;.