بانغي: quot;جوتوديا استقال، فماذا يريدون اكثر من ذلك؟quot;، يتساءل بعض سكان حي بي كا5 ببانغي واغلبيته من المسلمين وحيث يسود التشاؤم والخوف، مع استمرار نهب المحلات التجارية وتدمير المساجد واعمال الانتقام رغم تنحي رئيس افريقيا الوسطى ميشال جوتوديا.
ويهز فتحي راسه ويقول quot;سحقا لهذا البلد!quot; وهو ينظر الى جثة رجل دمر وجهه بالحجارة -- واحدة من ثلاث جثث نقلت صباح السبت من مسجد علي بابورو بعد اعمال عنف الليل.
ويتنهد الطالب الذي قال انه تلقى رسائل قصيرة على هاتفه من اصدقاء مسيحيين سابقين يتوعدونه بان quot;دوره سيأتيquot;، مؤكدا quot;ظننا ان استقالة جوتوديا ستكون حلا سلميا للجميع لكن ذلك مستمر مع الاسفquot;.
لكن على الاقل توقفت المجازر على نطاق واسع، كما يقول امام جامع بانغي يحيى الهادي وازيا بعباءته البيضاء.
ووازيا كان يتسلم في اوج المجازر بين المسيحيين والمسلمين في كانون الاول/ديسمبر، عشرات الجثث يوميا. وقال quot;الان عددهم ثلاث او اربع يومياquot; وهو يرفع غطاء على جثة جديدة وصلت لتوها لمحاولة التعرف على صاحبها.
وحصلت في الساعات التي تلت استقالة ميشال جوتوديا الجمعة عدة اعمال نهب وقتل خمسة اشخاص على الاقل وجرح العشرات وفق الصليب الاحمر في افريقيا الوسطى.
وقال الطالب اسماعيل حسن ان خمسين متجرا نهبت في بي كا5 خلال الساعات ال36 الاخيرة. وما زال سكان الحي يفرون الى تشاد بالمئات، وحتى السبت كانت شاحنات محملة باقصى ما يمكن من امتعة وحقائب تنتظر دورية جنود تشاديين لحمايتها قبل الرحيل.
وقال التاجر عيسى محمد الذي يرفض الرحيل ان quot;السكان محبطون ولا يفهمون لماذا لا تزال المليشيات المسيحية تقتل الناس وتنهب المتاجرquot; مؤكدا quot;انا ولدت هنا وانا من افريقيا الوسطى ولا علاقة لي بتشادquot;.
وقد اطيح بميشال جوتوديا لكن الاحقاد ما زالت شديدة، ويرى العديد من المسيحيين الذين كانوا لنحو سنة ضحية تجاوزات متمردي سيليكا التحالف الذي نصب جوتوديا في السلطة ان quot;المسلمين وسيليكا وجه واحدquot;.
وغير بعيد عن حي بي كا5 وفي حي بيمبو حيث الاغلبية من المسيحيين يدمر نحو مئة شخص بالمطارق والحجارة مسجدا كتبت على احد الجدران التي ما زالت قائمة quot;ادمر باسم يسوعquot;.
وقال بيرانجي احد الشبان بهدوء quot;لا نحتاج عربا ولا مسلمين. لقد نهبونا وقتلونا، يستحيل العيش معهمquot;.
واضاف سيفيري الذي كان بجانبه ان quot;الاحقاد تملكت الناس الذين لم ينسوا. اننا ندفع ثمن كل شيء في هذه الدنيا. تعرضوا للنهب واليوم ينهبون حرقت كنائسهم فيدمرون المساجدquot;.
وبعد حي بيمبو تنتهي المدينة التي تحرس مدخلها مجموعة من سيليكا ما زالت متمركزة وقوات تشادية من القوة الافريقية لمساعدة افريقيا الوسطى (ميسكا).
ويعتبر quot;الكابتنquot; سليمان داودا الذي يحرس الموقع من القلائل في سيليكا الذي احتفظ بعلاقات تقريبا سليمة مع السكان.
وحاول هذا المسلم الشاب الذي كان محاسبا، تهدئة الوضع في الحي عندما دخل المتمردون بانغي في اذار/مارس 2013 ثم ارتقى لمسؤوليات في سيليكا قبل ان يحلها ميشال جوتوديا شخصيا.
واليوم يقر بانه يشعر quot;انه معزولquot;. وهو يتفهم ان المتمردين ارتكبوا quot;تجاوزاتquot; في الواقع تجاوزات على نطاق واسع- وان حكم جوتوديا قد quot;فشلquot;، لكنه يرى انه quot;قام بواجبهquot; ويعرب عن استعداده للعمل مع حكومة افريقيا الوسطى الجديدة ايا كانت.