خلال حفل تدشين صحيفة مكة المكرمة اتضحت معالمها جيدًا للحاضرين، وكأنها تتحدى الصحافة التقليدية السعودية بجودة محتواها، الذي عمل عليه فريق عمل كبير جداً، جرى استقطابه من عدة صحف محلية، وقد أثارت الصحيفة الوليدة الكثير من الجدل حولها وحول رئيس تحريرها الدكتور عثمان الصيني.

وفي أول حوار له مع quot;إيلافquot; أكد الدكتور الصيني أن جرأته الصحفية هي من جرأة فريق عمله الذي يعتبره من أفضل الصحافيين والصحافيات على مستوى السعودية، محملاً نفسه مسؤولية أي مشكلة قد تقع فيها الصحيفة مع أي جهة ما، وشدد على أن حماية فريق عمله من الصحافيين والقيادات في التحرير من مسؤوليته إضافة إلى مسؤولية المؤسسة.

الدكتور عثمان الصيني رفض في البدء الإدلاء بأي تصريحات صحفية، إذ أنه يؤمن بأن أفضل حديث قد يُقال عن quot;مكةquot; هي محتواها ومدى جودته، مضيفاً: quot;لا أود الحديث عن الصحيفة لسبب بسيط، وهو إني أرغب بأن محتوى الصحيفة يتحدث عن نفسه، وأي حديث آخر قد نقوله هو إدعاء فقط.

- مما يلاحظه البعض مؤخرًا انخفاض مؤشر الحرية الصحافية السعودية، فكيف ستحقق quot;مكةquot; الفرق الحقيقي بينها وبين الصحافة التقليدية السعودية وتستغل سقف الحرية بكل حيادية؟

أولا.. لا نستطيع أن نحكم أن حرية الصحافة السعودية ارتفعت أو انخفضت لأنها عبارة مطاطية لا يمكن أن نقيسها بدقة، كما نقيس الأشياء quot;المعمليةquot; الأخرى، فليست هناك حرية مطلقة، وليست المسائل تروى بهذا الشكل، القضية أننا في السنوات الأخيرة، شئنا أم أبينا ومع اتساع الفضاء الالكتروني مع الصحف الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها وأشكالها أو المدونات، أخذت لنفسها مساحة كبيرة جداً خارج سلطة الرقيب، فهناك حرية، وبالنسبة لنا كصحافة هو كيف نستطيع أن نقدم ما نقوله، فكل شيء قابل للتناول والطرح الصحفي، لكن السؤال الأهم، كيف يتم تناوله بعيداً عن التجريح أو الاتهام غير الموثق، أو الإيذاء الشخصي.

- هيئة الصحافيين لم تقم أي شيء يذكر لها، فهي لم تبادر بحماية الصحافيين بشكل فعلي، وعلى ضوء ذلك طالبها الدكتور عبدالعزيز خوجه وزير الإعلام السعودي بتفعيل دورها.. في quot;مكةquot; كيف تحمون فريق عملكم من أي انتهاكات قد تطالهم نتيجة عملهم الصحفي وتقاريرهم التي تنشر في الصحيفة؟

أي صحافي من زملائنا في صحيفة مكة حمايته هي من مسؤوليتنا المباشرة والشخصية والمؤسسية معًا، إذا كان هناك خطأ منّا فنحن بالتأكيد نتحمله، وإذا كان هناك خطأ على أحد منّا فلن نسكت عن هذا الخطأ، وهذا الأمر يستوي فيه أي محرر مع قيادات التحرير، وعادة في ما يخص المحاكمات هناك لجنة النظر بالقضايا الإعلامية في وزارة الإعلام السعودية وهذه ننتدب لها محامي المؤسسة، وهو الذي يترافع، ولو كانت هناك أية مشاكل مع أي جهة أخرى فالذي يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى هو رئيس التحرير، وأنا أتحمل أي مسؤولية في هذا الجانب.

- مع ازدحام الشائعات حولك قبل تعيينك رئيسًا لتحرير quot;مكةquot;، هل هناك من يخشى جرأة quot;عثمانquot; الصحافية؟

لا أتصور أن هناك ما يسمى بـ quot;جرأة عثمانquot;، لأن عثمان هو شخص مجرّد، وهو ضمن فريق عمل يعملون معه، والذين يعملون في صحيفة مكة هم من خيرة الخبرات الصحفية، ومن مجموعة من الصحافيين الذين حققوا نجاحات في أماكن عملهم السابقة، فـ quot;عثمانquot; كل ما قام به هو أنه جمع هذا الفريق بشكل متناسق وبروح واحدة لأداء عمل يسعى لأن يكون متميزاً، والجرأة الحقيقية لـ quot;عثمانquot; هي جرأة فريق العمل.

- استقطبتم العديد من الأسماء المميزة في عالم الصحافة.. ألم يُشكل ذلك أي مشاحنات أو مشاكل مع رؤساء التحرير لكم في صحفهم السابقة؟

لا أتصور ذلك، وهذا سوق وليس هناك احتكار للصحافيين، والأهم من ذلك عندما كنت في صحيفة الوطن دربنا صحافيين وبدأوا بداياتهم الأولى معنا، هم الآن يتبوأون مراكز قيادة في صحف مختلفة، فالمسألة أخذ وعطاء، ولا يعني أننا نملك خيرة الصحافيين جميعهم، فالصحف الأخرى تملك مجموعة من الصحافيين القديرين الذين لم نستقطبهم لأنهم quot;مرتاحونquot; في صحفهم، ويقدمون عطاء متميزًا وصحفهم متمسكة بهم .

- هل هناك أي مخاوف من اتجاه quot;مكةquot; لمنحدر خطير كالذي سقطت فيه quot;الشرقquot; ؟

مشكلة الشرق الأساسية مشكلة مالية، أما بالنسبة لصحيفة مكة فهي جمعت رأس المال الكافي لإصدار صحيفة، وبحكم عملنا في عدة صحف فنحن نعرف الميزانية التشغيلية الحقيقية لكل سنة، وبالتالي فنحن لم نغفل هذا الجزء ولن نشكو منه، إضافة إلى أن هناك جزءاً فائضاً نستثمره خارج إطار الصحيفة، حتى يكون رافداً للسنوات القادمة، وضمنا رواتب العاملين لثلاثة أعوام قادمة، بالإضافة إلى الدخل التقليدي من الإعلانات والمبيعات والإشتراكات، وجزء من الاستثمار سيكون في نفس أرض المؤسسة، وسوف نبني عليه مبنى استثمارياً، وهناك جزء منه سوف يُستثمر في المجال العقاري وغيره.

- وماذا عن عدد الطبعات والنسخ التي ستعتمدونها للصحيفة ؟

عدد النسخ المخصصة للبيع نُصدرها في البداية بشكل نضمن وصولها إلى الجميع وبعد فترة ندرس الأوضاع في السوق، وبناء على ذلك إما نزيد عدد الكميات أو نخفضها، وبحسب توقعاتنا سيكون هناك حضور كامل للصحيفة لأنها صحيفة quot;مكةquot;، ومكة ليست فقط لأهالي مكة.