لطالما نفى ميخائيل كالاشينكوف مسؤوليته عن القتلى الذين راحوا ضحية سلاحه، لكنه أسر في آخر ايامه عن آلام لا تطاق يشعر بها جراء ذلك.


بيروت: نفى ميخائيل كالاشنيكوف طوال حياته انه يتحمل أية مسؤولية عن ملايين الوفيات الناجمة عن بندقية كالاشنيكوف التي اخترعها، وتعتبر السلاح المفضل للمقاتلين والإرهابيين والخاطفين، وللجيوش النظامية أيضًا.
آلام لا تطاق
على الرغم من هذا النفي المستمر، ذكرت صحيفة إزفستيا اليومية الروسية أن الجندي الذي تحول إلى مخترع، والذي توفي الشهر الماضي عن عمر يناهز 94 عامًا، كان يشعر يعذاب الضمير في نهاية حياته، وكتب إلى رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في شهر نيسان (أبريل) الماضي اعترف فيها بحزنه وكربه الشديد، وقال فيها: quot;روحي تعاني من آلام لا تطاق، ولدي سؤال واحد غير قابل للحل: إذا قتلت بندقيتي أحدهم، فهل يعني ذلك اني أنا، ميخائيل كالاشينكوف، البالغ من العمر 93، ابن امرأة من الفلاحين، المسيحي الأرثوذكسي المؤمن، مذنب بوفاته، حتى لو كان من الأعداء؟quot;
أضاف كالاشينكوف في رسالته إلى البطريرك كيريل: quot;الخير والشر يتعايشان جنبًا إلى جنب، ويتقاتلان، أو الأسوأ من ذلك كله يثبتان نفسيهما في قلوب الناس، وهذا ما توصلت إليه في نهاية هذه الحياة الدنيويةquot; .
دافع عن الحقوق
وأكد متحدث باسم مكتب البطريرك كيريل الرسالة المؤرخة 7 نيسان (أبريل) 2013، مشيرًا إلى أن الأب كيريل رد على المخترع قائلًا إن الكنيسة تعتبر سلاح AK- 47 بمثابة السلاح الذي دافع عن حقوق البلاد خلال الحرب العالمية الثانية، وخلال النزاعات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
وقال المتحدث باسم النظام الأبوي الكسندر فولكوف لإزفستيا: quot;عندما تكون الأسلحة لحماية الوطن، فالكنيسة تؤيد كل المبدعين والجنود الذين يستخدمونه، فالكنيسة لديها موقف واضح جدًا، فهو صمم البندقية للدفاع عن بلاده، وليس ليستخدمها الإرهابيون في السعوديةquot;.
أنام جيدًا
وكالاشينكوف، الذي كان ملحدًا طوال حياته حتى تبني العقيدة الأرثوذكسية لوالديه الفلاحين في سن 91، كان رفض في وقت سابق فكرة أنه يتحمل مسؤولية القتل الذي يحصل بسبب المتشددين والإرهابيين الذين يستخدمون سلاحه.
وهو قال لوكالة أسوشايتد برس، في العام 2007، في الذكرة الستين لإنتاج بندقيته الشهيرة: quot;أنا أنام جيدًا، لا أشعر بالأرق، السياسيون يتحملون مسؤولية الفشل في التوصل إلى اتفاق واللجوء إلى العنفquot;.
لكن يبدو أنه لم يبح بمكنونات قلبه حينها، وكتم شعوره بالذنب داخله حتى عجز عن تحمله، فلجأ إلى الكنيسة باحثًا عن إجابة.