قد يهدد الزخم في واشنطن لجولة جديدة من العقوبات الديبلوماسية الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة، ما قد يصعب على الطرفين استئناف المحادثات بشأن الاتفاق النووي.

على الرغم من التهليل والترحيب بالاتفاقية الموقتة بين ايران والغرب، بشأن برنامج طهران النووي، إلا أن الأمور لم تصل إلى المرحلة الصعبة بعد، ففي التفاصيل تكمن الشياطين. فالاتفاق الموقت حول برنامج إيران النووي، الذي تم إثباته أخيرًا يوم الأحد من قبل طهران والقوى الست الكبرى بقيادة الولايات المتحدة، سيصبح ساري المفعول في 20 كانون الثاني (يناير) الجاري.
نقاط خلاف
عند هذه النقطة، ستقوم إيران بتجميد عناصر برنامجها النووي المثير للجدل، في حين أن واشنطن ستتخذ الاستعدادات لاطلاق سراح بعض من المليارات من عائدات النفط الإيرانية التي تم تجميدها لإرغام طهران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
قال اولي هينونين، نائب الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، quot;أعتقد أن هذه الخطوة مهمة لكنها خطوة صغيرةquot;، في إشارة إلى المفاوضات المقبلة التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل ودائم.
والأجواء لا تحمل الكثير من التفاؤل، وهذا ينعكس في ما قاله الرئيس الاميركي باراك أوباما الشهر الماضي عن أن احتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي 50 بالمئة، حتى أن نائب وزير الخارجية الايراني عباس عرقجي ليس متفائلًا، لا سيما أنه قال: quot;أنا أعتقد أن الاحتمال أقل من هذاquot;. فنقاط الخلاف الرئيسية داخل المفاوضات ثلاث، وهي أولًا، واشنطن تريد الحد بشكل دائم من كمية اليورانيوم المخصب في إيران ومستوى نقائه، فكلما ازداد نقاء اليورانيوم كلما ارتفعت الخطوة، فـ 90 بالمئة كافية للحصول على سلاح نووي.

معلومات قليلة
فبموجب الاتفاق الموقت، تضمن طهران أن يقتصر التخصيب على 5 بالمئة، أي النسبة اللازمة لتوليد الكهرباء. لكن هذا لا يعني أنه تم كبح جماح ايران، فوفقًا لنائب وزير الخارجية عباس عرقجي، فإن طهران قادرة على العودة إلى الوضع السابق في غضون يوم واحد.
وثانيًا، مفاعل الماء الثقيل قيد الانشاء في مدينة اراك. فعندما يعمل هذا المفاعل، سيكون قادرًا على إنتاج البلوتونيوم، الذي يمكن أن يستخدم كوقود لقنبلة نووية مثل اليورانيوم. بموجب الاتفاق الموقت، ستواصل إيران بناء المحطة لكنها تتعهد بعدم تثبيت المعدات النووية، لأنه بمجرد أن تعمل هذه المعدات سيصبح من الخطير جدًا تدميرها بواسطة غارة جوية. وثالثًا، ربما الأكثر صعوبة في الأمر هو مسألة ما إذا كانت إيران قد سعت للحصول على قنبلة نووية أم لا، quot;فالاتفاق الموقت يقدم القليل جدًا من المعلومات في الجوانب العسكريةquot;، وفقًا لهينونين. وقد وجد مفتشو الامم المتحدة أدلة مقلقة على برنامج عسكري إيراني في الماضي، لكن الحصول على مزيد من المعلومات من طهران سيكون صعبًا للغاية، كما يقول المحللون، نظرًا لمدى عناد الحكومة الايرانية في رفض طلبات الامم المتحدة لتفتيش المواقع التي يشتبه بها، مثل قاعدة بارشين العسكرية.
سيتم تناول كل هذه الأمور العالقة في محادثات جديدة، لكن إذا كانت إيران عازمة على حفظ ماء وجهها مقابل إصرار واشنطن على معرفة كل التفاصيل، فهذا يعني أن هناك وصفة مناسبة للجمود...وربما الفشل.