مراكش: تفتتح لجنة القدس بعد ظهر اليوم الجمعة دورتها العشرين في مدينة مراكش جنوب المغرب في وقت أعلنت فيه إسرائيل عن مشاريع استيطانية جديدة رغم الجهود الدولية لإنجاح مفاوضات السلام بين الدولة العبرية والفلسطينيين.

وتعقد اللجنة دورتها هذه الاولى منذ العام 2002، برئاسة العاهل المغربي الملك محمد السادس وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس اللذين سيفتتحان اعمال اللجنة مساء اليوم.
وتمهيدا لهذه الدورة يعقد الخبراء في لجنة التوصيات التابعة للجنة القدس، منذ الخميس اجتماعات لتدارس سبل حماية مدينة القدس الشريف من المشاريع الاستيطانية.
وتأتي هذه الدورة بعد ايام على اعلان اسرائيل الجمعة الماضي عن خطط لبناء 1076 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية واكثر من 800 في الضفة الغربية المحتلة، في خطوة قال الفلسطينيون انها quot;رسالةquot; من اسرائيل الى واشنطن بالتخلي عن جهود السلام في المنطقة.
ويشير الفلسطينيون بذلك الى الجهود الدولية المكثفة التي تبذل من لجل انجاح المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التوصل الى quot;اتفاق إطارquot; يتضمن الخطوط العريضة لاتفاق سلام نهائي اخفق وزير الخارجية الاميركي جون كيري في اقناع الجانبين بالموافقة عليه.
وجاء الاعلان عن المشاريع الاستيطانية الجديدة بعد ايام على زيارة كيري الى المنطقة في مساعيه الأخيرة لدفع الإسرائيليين والفلسطينيين باتجاه التوصل الى اتفاق سلام.
وكرر الرئيس محمود عباس هذا الاسبوع انه لن يكون هناك سلام الا اذا اصبحت القدس الشرقية المحتلة التي ضمتها اسرائيل عاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة، مجددا رفضه الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية.
لكن هذا الاجتماع يأتي في وقت استنزفت فيه وكالة بيت مال القدس التابعة لها، مخزونها الاستراتيجي ولم يعد لديها أموال لتمويل مشاريع في القدس.
وكان في وكالة بيت مال القدس قال لفرانس برس ان وتيرة التبرعات انخفضت منذ سنوات وزادت حدة انخفاضها مع انطلاق الربيع العربي، ما اضطر الوكالة الى استنزاف مخزونها الاحتياطي الذي كونته عبر استثمار أموال التبرعات لدى مؤسسات اقتصادية مغربية..
ومع ذلك، قال مسؤول في بيت مال القدس لوكالة فرانس برس ان الوكالة تقترح quot;خطة خماسية (2014-2018) من بين اهدافها توحيد جهود الدول الأعضاء المشتتة لمواجهة الاستيطان وحماية القدس وفلسطينquot;.
وحقق بيت مال القدس التي أنشئت سنة 1998 بحسب تقريرها الصادر أخيرا، 127 مشروعا بقيمة ثلاثين مليون دولار في quot;مجالات التعليم والصحة والسكن وشؤون المراة والطفل والشباب والرياضة، اضافة الى برامج اجتماعية اخرىquot;.
وكانت القمم العربية والإسلامية اطلقت منذ عقود مبادرات أفضت الى إنشاء سبعة صناديق ومؤسسات لدعم القدس وفلسطين، ظل بعضها مجمدا فيما حقق البعض الآخر أهدافه جزئيا.
واضافة الى عباس، سيشارك مسؤولون كبار من 15 بلدا في الدورة العشرين للجنة القدس التي انشئت العام 1975 برئاسة العاهل المغربي للسهر على حماية quot;الهوية الحضارية والثقافيةquot; للقدس.
ويحضر هذه الدورة وزراء خارجية الدول الأعضاء في لجنة القدس والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي اياد امين مدني، ومبعوثون يمثلون البلدان الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والفاتيكان وجامعة الدول العربية.