التنسيق الأمني بين واشنطن والرياض قائم وفعاّل، بالرغم من الفتور في العلاقات السياسية.

أنهى الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية السعودي، الزيارة الرسمية التي قام بها للولايات المتحدة واستغرقت ثلاثة أيام، التقى خلالها وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، فكانت بينهم محادثات معمقة في مواضيع اقليمية وثنائية، على رأسها الالتزام المشترك والعميق في مكافحة الارهاب والمجموعات المتطرفة في المنطقة.
وأتت الزيارة قبيل التحضيرات لزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للسعودية في آذار (مارس) المقبل، والتي ستعكس التزامًا أميركيًا قويًا بالعلاقة بين البلدين، وأهمية التنسيق مع السعودية في شؤون اقليمية، خصوصًا أن مستوى التعاون بين واشنطن والرياض في مجال مكافحة الارهاب والأمن الاقليمي في تطور مستمر.
بعد الفتور
وكان الأمير محمد بن نايف التقى رئيس وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان، ورئيس وكالة الأمن القومي كيث ألكسندر ووزير الأمن الداخلي توم ويرك ومستشارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة الارهاب ليزا موناكو، في لقاءات أعادت الحرارة إلى العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، بعد فترة من الفتور، تبعت الاعلان عن الاتفاق الأميركي الإيراني حول ملف طهران النووي، وأكدت استمرار البلدين في مكافحة الارهاب، من خلال البحث المستفيض للملف السوري. وقال مراقبون أميركيون مطلعون على فحوى المباحثات إن الجانبين بحثا جدوى المفاوضات الجارية في جنيف-٢، وأكدا ضرورة استمرارها للتوصل إلى حل سلمي للحرب في سوريا، وتقديم كل الدعم للمعارضة، خصوصًا أنها تقاتل على جبهتين، النظام السوري والمنظمات الارهابية المتشددة، وتوافقا على العمل جديًا في سبيل تأمين انتقال سياسي للسلطة في سوريا.

سياسة ثابتة
ونقلت quot;عكاظquot; السعودية عن الخبير الاستراتيجي الدكتور أنور عشقي قوله إن لهذه الزيارة انعكاسات إيجابية على العلاقات بين البلدين، quot;إزاء توضيح مواقف المملكة حيال الأزمة السورية وتعزيز التعاون الأمني وفي مجال مكافحة الإرهاب بين البلدين، فالمملكة لها مبادئ وسياسات ثابتة حيال القضية الفلسطينية والأزمة السورية، وتركز دائمًا على ضرورة إرساء الأمن والاستقرار في المنطقةquot;.
وأضاف عشقي أن زيارة الأمير محمد بن نايف لأميركا ولقاءاته في واشنطن بكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية ستساهم في تعزيز الفهم المتبادل وتنمية العلاقات السعودية الأميركية، quot;وفي نفس الوقت حث واشنطن على ضرورة تحركها لدعم الأمن والسلام في المنطقة، خصوصًا حيال إيجاد حل عادل للأزمة السورية، وإنهاء معاناة الشعب السوري، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعةquot;.
عوائق!
من جانب آخر، يتساءل مراقبون عن سبب زيارة وزير الداخلية السعودي، وليس وزير الخارجية، مرجعين ذلك إلى استمرار العراقيل في ممر العلاقة الأميركية السعودية، فالتنسيق الأمني مستمر بين الجانبين، خصوصًا على محور الأزمة السورية، التي وضعت المنطقة بأسرها على صفيح ساخن، بعدما تحولت سوريا إلى مدرسة تخرج الجهاديين الانتحاريين والارهابيين المتشددين إلى العالم. أما التنسيق السياسي بين الإدارتين الأميركية والسعودية فما زال يصطدم ببعض العوائق التي تحتاج إلى تذليل، لإعادة الثقة إلى منسوبها الماضي، وخصوصًا عوائق مصرية وإيرانية... وسورية متمثلة في ما يراه السعوديون تهاونًا أميركيًا بحق الشعب السوري في أن يكون على رأس السلطة السورية بديلًا لبشار الأسد، الذي قتل شعبه بالكيميائي، وما زال يقتله بالبراميل المتفجرة.