ليس عجباً ان يتباهى مرشد النظام الإيراني علي خامنئي أو الرئيس احمدي نجاد أو أياً من المسؤولين الإيرانيين بانجازاتهم الصاروخية التي يقومون باختبارها بين فترة وأخرىlsquo; والذين مع كل تجربة تنطلق حناجرهم متغنية بهذا الانجاز الذي و كأنه الحاجة الوحيدة التي تنقص الشعوب والقوميات في إيران وقد استطاع نظام ولاية الفقيه ان يوفرها ولم تعد هذه الشعوب بحاجة الى سواهاlsquo; فهذا ديدن الطواغيت والظلمة والملالي الذين لا يجيدون سوى لغة الإغفال والاستخفاف بعقول الناس lsquo;و لكن العجب العجاب من أولئك المصفقون لهذا النظام الذين يدّعون أنهم إنسانيون وتقدميون وإسلاميون حد النخاع ويعارضون أنظمة بلدانهم بحجة انها أنظمة غير ديمقراطية وغير معنية بهموم شعوبها و لكنهم بذات الوقت يطبلون ويصفقون للنظام الملالي الذي لم تكسب الشعوب الإيرانية طوال الثلاثون عاما من عمر هذا النظام سوى القهر والإذلال و تصدع منظمة القيم الإنسانية والأخلاقية ومزيدا من التفكك الاجتماعي lsquo; و هذا ما تشهد به الأرقام و الإحصائيات التي تقدمها مراكز الدراسات والأبحاث الاجتماعية الحكومية قبل غيرها وهي أرقام يُذهل الإنسان الحر وصاحب الضمير الحي لحجمها وهي تظهر في الوقت نفسه مدى التناقض الواقع بين ما يدعيه نظام الملالي من انجازات و يروج له أنصاره lsquo; وبين ماهو قائم على الأرض من أوضاع يصل بعضها حد المأساة.
ولإلقاء الضوء على بعض جوانب هذه الوقائع المؤلمة نقدم للقارئ الكريم ولكل من يهمه معرفة ما أنجزه نظام ولاية الفقيه للشعوب الإيرانية نبذة عن حالة الوضع الاجتماعي للمرأة الإيرانية lsquo; الذي كان من المفترض ان يكون الاعتناء به من أهم واجبات هذا النظام وقد اعتمدنا في تقريرنا هذا على مصادر إيرانية رسمية كي لا تكون لمشككين حجة بعد ذلك.
لم يكن دور المرأة الإيرانية في الثورة ضد الشاه و وصول الملالي الى الحكم اقل شأناً من دور الرجال lsquo; فقد لعبت المرأة دوراً أساسياً على جميع المستويات lsquo;السياسية lsquo;الثقافية lsquo;الاجتماعية lsquo; التي قادت الى انتصار الثورة وذلك أملا في الحصول على مكانتها التي تستحقها كإنسانة كرمها الله وجعل منزلتها بمنزلة الرجل في تحمل مسؤولية التربية و بناء المجتمع الصالح lsquo;غير ان حال المرأة الإيرانية في ظل نظام الملالي قد أصبح أسوء من حال المرأة في أيام الأكاسرة والملوك الفرس يوم كانوا يعدون المرأة مشاعا تمتهن كرامتها. فقد أكدت احدث الأرقام الصادرة ان عدد المطلقات في إيران بلغ 6 ملايين مطلقة lsquo;وذلك بحسب ما أعلنه رئيس المجمع القضائي رقم 2 في طهران القاضي quot; جواد صادقي quot; يوم الأربعاء 16كانون الاول 2009م وجاء كلامه الذي نقلته وكالة أنباء quot;مهرquot; شبه الرسمية lsquo;في ندوة عقدت من قبل مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يرأسه الرئيس الإيراني الأسبق علي اكبر رفسنجاني. و بحسب الوكالة فقد تحدث ضمن هذه الندوة احد الأخصائيين الاجتماعيين وهو الدكتورquot; سعید شفایی quot; حول انخفاض سن الإدمان على المخدرات بين النساء مؤكدا انه يتراوح ما بين سن 25 و 22عاما.
أما عن ممارسة العنف المنزلي ضد المرأة فقد أظهرت الدراسة التي أعدها الدكتور quot; مجيد ابهري quot; أستاذ العلوم الاجتماعية المتخصص بالعنف الأسري من جامعة طهران lsquo; ونشرها موقع quot; تابناك quot; المقرب من النظام في آب أغسطس الماضي lsquo; أكدت ان واحدة من كل عشرة نساء يتعرضن للأذى و العنف الجسدي وان واحدة من كل عشرين حالة طلاق تجري بسبب العنف الأسري lsquo; مؤكدا إهمال السلطة وعدم اهتمامها بقضايا الأسرة.
و في شأن المرأة أيضاlsquo; فقد نشر موقع quot; شيعة اون لاين quot; الناطق باسم حوزة قم الدينية lsquo; مؤخراً تقريراً عن أوضاع و أرقام ما يعرف بنساء الشوارع في إيران جاء فيهlsquo; ان الدراسة التي أجريت بهذا الشأن قد أكدت ان الحد الأدنى لأعمار الفتيات اللواتي يتعرضن لفض البكارة بالإكراه قد انخفض الى سنة 12عاما وان اغلبهن يتحولنا الى فتيات شوارع. و نقل الموقع المذكور عن quot; أمير مرتضوي quot; نائب مدعي عام مدينة مشهد (المقدسة )lsquo; ان هناك ستة الآف و ثلاثة وخمسين امرأة ممن يطلق عليهن اسم نساء الشوارع في مدينة مشهد وحدها و تتراوح أعمار اغلبهن ما بين 12 و25 عاما. أما الأخصائي الاجتماعي الدكتور quot; امان الله قرايي مقدم quot; فقد نقلت عنه صحيفة quot; سرماية quot; ان عدد نساء الشوارع حسب دراسة أجريت قبل ثلاثة سنوات فقد بلغ في مدينة طهران وحدها 300 ألف امرأة.
أما بشأن نسبة الانتحار بين النساءlsquo; فقد صرح قائد قوى الأمن العميد quot; دکتر اسماعیل احمدی مقدم quot; lsquo; ان نسبة ضحايا الانتحار تفوق نسبة ضحايا جرائم القتل بمرتين. وذلك بحسب ما نقلته عنه وسائل الإعلام الإيرانية مطلع الشهر الجاري حيث كان يتحدث في ندوة عقدت في محافظة عيلام بهذا الشأن lsquo; وقد علل أسباب تكاثر حالات الانتحار بثلاثة عوامل lsquo; اقتصادية واجتماعية وجنسية. مؤكدا ان حالة الانتحار مسألة ثقافية ويجب ان تحل عبر العمل الثقافي حسب قوله.
نكتفي بهذا القدر من الإحصاءات لنترك لدعاة الدفاع عن نظام جمهورية الملالي lsquo; من متأسلمين ومستعربين ومتحمسين ومتأرينين lsquo; ان يجيبوننا عن رأيهم بهذه الحالة التي وصلت إليها أوضاع المرأة الإيرانية في ظل النظام الذي يدافعون عنهlsquo; ونسألهم ماذا لو كانت إحدى بناتهم أو أخوانهم بين هؤلاء الفتيات والنسوة الإيرانيات اللواتي تسبب نظام الملالي في تشريدهن lsquo; فهل سيبقون يدافعون عنه بعد ذلك؟.
ثم هل يعتقد هؤلاء ان صواريخ سجيل 2 وشهاب 3 وحتى القنبلة النووية التي يسعى لها الملالي قادرة على حماية المرأة الإيرانية المهانة ورد اعتبار وكرامة آلالاف المؤلفة من نساء الشوارع في طهران وغيرها من المدن الإيرانية اللواتي ذهبنا ضحية الإهمال المتعمد وغياب البرامج التربية و الإجراءات النافعة التي يفترض ان يقدمها النظام ولكنه لم يفعل؟.
لا تردوا فان ردكم معروف lsquo; فعين الرضا عن كل عيب كليلة.

كاتب احوازي