أقرأ للكاتب خضير طاهر.. وأعجب كثيرا بكتابته التي تنتهج quot;quot;خير الكلام ما قل ودل quot;quot; كما في مقالته الأخيرة في إيلاف تحت عنوان quot;quot; إنذار إيراني الى مسيحي لبنان والحل طلب الحماية الدوليةquot;.

حيث يتهم حسن نصر الله بان خطابه الأخير ماهو إلا إنذاراً صريحاً الى مسيحي لبنان بأنهم إن لم يسرعوا بطلب الحمايه الدوليه فإنهم يعرضون أنفسهم وأرواحهم رهينه بيد حزب الله.. والسكوت على إذعانهم وقبولهم بالإحتلال الإيراني الممثل بحزب الله برئاسة حسن نصر الله..

سيدي الأخ خضير.برغم أنني أخذت قرارا على نفسي بعدم التدخل في الشؤون السياسيه لأية دوله في العالم العربي إلا أن مقالتك الأخيره دفعتني فورا للكتابه خوفا من ان يسمع طلبك أحد من المسيحيين اللبنانيين ويعمل به.. أنا لا أوافق إطلاقا على ما يقوله أو يفعله حسن نصر الله وحزبه في لبنان.. ففيض القوة البلاغيه التي يتمتع بها السيد نصر الله هي التي دفعت إسرائيل للإعتداء على لبنان وتدمير البنيه التحتيه لقرى الجنوب اللبناني.. وهو ما دفع بالسيد حسن نصر الله للإعتراف بأنه لو كان يعلم مدى وحشية وقسوة الرد الإسرائيلي لما أقدم على التحرش بالتنين الإسرائيلي.. ولكني وبرغم موقفي هذا من السيد نصر الله وحزبه.. أعتقد أنك جانبت الصواب في تحريض مسيحيي لبنان على طلب أي تدخل دولي.. فهذا التدخل سيؤخذ من قبل كل الأطراف المتأسلمه في المنطقه العربيه على أنه إعتداء آخر على دولة عربيه.. ونتيجته الحتميه مرة أخرى دمار للدوله ودمار للإنسان ودمار لأي بادرة تحسن في العلاقات بين الشرق والغرب.. وأنا واثقه بأن هذا ليس ما تسعى إليه..

إضافة الى أننا نحن المغتربون نعرف تماما بأن ما يهم العالم الغربي ليس هو حماية أي من الأديان.. ولكن ما يهمهم هو حماية مصالحهم في هذه الدول.. وعدم تهديدهم في دولهم والعمل على مساعدة هذه الدول في التغير والتطور بدءا من إرساء المبادىء الأساسيه الدوليه للميثاق العالمي لحقوق لضمان عدم إنتهاك الحقوق والحد من هجرتهم إلى دولها إضافة إلى ترسيخ مفهوم الأمن العالمي.. ولكننا نعرف أيضا بأن حقوق الشيعه في لبنان منتهكه.. حيث أنهم لا يتمتعون بنفس التكافؤ في الفرص مع المسيحيين في لبنان.. وهذه هي الثغره التي نفذت من خلالها إيران لإستقطاب الشيعه في لبنان ومحاولة إستقطابهم في أي دولة عربية اخرى تنتهك حقوقهم.. وعليه فإن النصيحه المثلى لمسيحي لبنان.. أن يعملوا متكاتفين من شيعة وسنه ومسيحيين وأي طوائف وأديان اخرى في لبنان لتجذير المواطنه.. ولتجذير المساواة في القانون.. والحقوق..

وهذا لن يتأتى إلا بعد أن يضع حزب الله سلاحه والإعتراف بأن الوطن واحد وأن واجب حماية الدوله ومواطنيها هو واجب الجيش اللبناني وليس واجب أي طائفه عرّضت وستعرض أمن لبنان ومواطنيه كلهم للخطر كما حدث سابقا.

تهديده لمسيحيي لبنان بالتلويح لهم وتذكيرهم بما حصل لمسيحيي العراق من تشرد وإستلاب حقوقهم.. منتهى التسلط والتخويف لمواطن له الحق في الكرامه في وطنه وأن يحتفل كما يشاء..

إيران دوله مجاوره لها على لبنان وغيره حق المعامله بالحسنى ولا بأس من علاقات تجاريه إقتصادية تنفع شعوب كل المنطقه.. أما ما يفعله النظام السياسي في إيران.. فهو لا يخدم به إلا مصلحته في السيطره والهيمنه على موارد المنطقه العربيه. وخلق جدار من فولاذ بيننا كشعوب في عالم مفتوح يقوم على الحقد والتخوّف والكراهيه.. وهذا ليس في مصلحة أحد.. سوى النظام الإيراني..

أحلام أكرم ndash; باحثه وناشطه في حقوق الإنسان