كشخص مسلم أجد أن واجبي الأخلاقي والديني يدفعني بقوة الى محاربة الإرهاب، ونقد الفكر الديني المتطرف العدواني وفضحه، وتحذير العالم منه، وتقديم خبراتي الدينية والأجتماعية والنفسية عن المسلمين الى شعوب أمريكا وأوربا وتحذيرها بدافع الأمانة والصدق والأخلاص والحب الى هذه الشعوب التي أبدعت العلم والثقافة والجمال وجعلت حياتنا مرفهة وسعيدة بفضل أختراعاتها واكتشافاتها وأفكارها التنويرية.

نصيحتي لهذه الشعوب هي ان تتخلى عن الأفكار المثالية التي تتعلق بحقوق الانسان حينما تتعامل مع المسلمين، فحقوق الانسان وجدت لمن يؤمن بها فكريا وعمليا، وليس لمن يستغلها من المسلمين للحصول على اللجوء السياسي والانساني، والتمتع بالأمتيازات التي توفرها أمريكا واوربا الى المهاجرين واللاجئين، فنادرا جدا من يؤمن بلوائح حقوق الانسان من المسلمين ويعترف للآخر المغاير له في الفكر والقومية والديانة... بحق الحياة والمعتقد الديني والحرية والعدالة والمساواة.

وعلى أمريكا واوربا قبل ان تتحدث عن أحلام أدماج المسلمين في مجتمعاتها، والثقة بأخلاصهم لها... ان تنظر اولاً الى علاقة المسلمين فيما بينهم، والصراعات الطاحنة التي تسود علاقاتهم، وفتاوى الإقصاء والتكفير التي يقصف كل طرف منهم الآخر بها، وجرائم المفخخات والذبح وقطع الرؤوس التي يرتكبها المسلمون ضد بعضهم البعض وبدوافع دينية تستنطق النصوص المقدسة لتبرير هذه الجرائم الوحشية الهمجية، فالمسلم عدو المسلم، والمسلم يكفر المسلم، والمسلم يقتل المسلم!

واذا كان المسلم يبيح قتل المسلم وبشرعية النصوص المقدسة.. فما الذي يمنعه في أية لحظة من ان يتحول بفعل تأويل وتفسير وأستنطاق هذه النصوص الدينية الى قتل الأمريكي والأوربي بدم بارد وراحة ضمير، بل وبفرح غامر تحت سطوة مخدر مفاهيم الجهاد في سبيل الله، والأنتقام ( من الكفار )؟

كمسلم مطلع على ما يفكر به المسلمون - سواء كانوا متدينين أم لا - فالثقافة العدوانية التي يتلاقها المسلم في البيت والمسجد والمجتمع... تترسخ في وعيه ولاوعيه وتتحول الى سلوك يومي حتى لو كان غير متدين، أقول كمسلم مطلع.. أعترف ان من النادر جدا وجود مسلم يحب أميركا واوربا ويخلص لهما بالأنتماء مهما حصل منهما على الأمتيازات والفرص الجيدة والمال والشهادات الجامعية والحرية والكرامة... فرغم كل هذه النعم والخيرات والحياة الهانئة.. إلا انه من الصعب جدا وجود مسلم صادق وأمين ومخلص الى أمريكا واوربا، فاذا لم يكن إرهابيا، فهو يمارس الغش والإحتيال على القوانين من اجل سرقة المال العام من البنوك ودوائر الضمان الأجتماعي وغيرها، طبعا نحن لانعمم على جميع المسلمين، ولكن نتكلم عن الأكثرية، دون نسيان وجود عناصر مسلمة شريفة ومخلصة.

سوف لن تنجح كافة مشاريع الأدماج للمسلمين في أميركا واوربا.. فأجيال المسلمين الذين ولدوا في هذه البلدان وترعرعوا في مدارسها وجامعتها ومجتمعاتها وثقافتها وخيراتها... هؤلاء الأجيال هم الآن الذين يخرج من بينهم الإرهابيون الذين يريدون تدمير الحضارة وقتل البشر... فعن أي أندماج يتحدثون، والى متى تظل هذه الشعارات المثالية الرومانسية تتغلب على ضرورات الحذر والأهتمام بالأمن والأستقرار وحماية حياة الناس؟

لايوجد امام أميركا واوربا غير طريق واحد فقط لمحاربة الإرهاب والتقليل من خطره، وهو التخلي عن شعارات حقوق الانسان والحريات العامة، والاهتمام بالأمن وحماية أوطانها من الخطر وذلك ( بتعميم الشك ) بكافة المسلمين وأتباع أسلوب أسقاط الجنسية والإبعاد الفوري والطرد خارج أمريكا واوربا، وغلق الجامعات امام البعثات الدراسية القادمة من البلدان الاسلامية، وتقليص منح تأشيرات الدخول، والتقليل التدريجي لمعاملات الهجرة والأقامة ومنعها مستقبلا، ومحاصرة المساجد والمراكز والجمعيات الاسلامية لتجفيف أحد منابع نشر الكراهية وثقافة العنف والإرهاب.

[email protected]