أول مرة شاركت فى إنتخابات سياسية كانت فى أمريكا فى الإنتخابات الرئاسية، وشعرت بعدها بعد وقوفى فى طابور الإنتخابات كمواطن أمريكى وأديت حقى وواجبي الإنتخابى شعرت بأننى مواطن حقيقى شاركت فى إختيار رئيس أمريكا بلد المهجر وشعرت بالفخر والإنتماء لهذا البلد العظيم والذى منحنى حق المواطنة بجد وحقا رغم أن وجودى فى أمريكا لم يكن قد تعدى سنوات بسيطة، وفى نفس الوقت شعرت بالألم لأننى لم أستمتع بحق المشاركة السياسية هذا فى موطنى الأصلى وموطن آبائى وأجدادى حتى جدى الأكبر مينا موحد القطرين، ولكن عزائى كان أن مينا جدى الأكبر كان يتولى عنا الشئون الإنتخابية فكان يذهب هو لحضور الإنتخابات نيابة عنا ويملأ البطاقات الإنتخابية نيابة عنا وينقل الصناديق نيابة عنا ويفتح الصناديق نيابة عنا ويفرز الأصوات نيابة عنا ويعلن الفائز (وغالبا ما يكون هو الفائز لأنه قام بكل العمل)، وأعترف بأننى واحد من الذين شاركوا فى تزوير الإنتخابات فى القرن الماضى والقرن الحالى: شاركت فى التزوير عندما لم أستخرج بطاقة إنتخابية، شاركت فى التزوير عندما لم أشارك فى الإنتخابات سواء بالترشيح او الإدلاء بصوتى، شاركت فى التزوير عندما سكت على التزوير الذى حدث عينى عينك لمدة ستين عاما، شاركت فى التزوير عندما إكتفيت بالكلام والتريقة وإلقاء النكت عن الإنتخابات، وبمناسبة النكت، فأحسن نكتة إنتخابية سمعتها:
يحكى أن أحد وزراء المجموعة الأوروبية قام بزيارة وزير الداخلية المصرى السابق أو الأسبق أو الأسبق (لا يهم) من ضمن برنامج تعزيز العملية الديموقراطية وعرض عليه هدية من السوق الأوروبية عبارة عن جهاز كومبيوتر ضخم لتنظيم العملية الإنتخابية وقال للوزير المصرى:
- الجهاز ده حيقوم بالفرز الإلكترونى، ولو الإنتخابات خلصت الساعة 5 مساء، بعدها بساعتين نتيجة الإنتخابات حتكون على مكتبك !
فضحك وزير الداخلية المصرى عاليا، فسأله الوزير الأوروبى عما يضحكه، فأجاب:
- إحنا متطورين جدا عن أوروبا لأن النتيجة بتكون على مكتبى قبل الإنتخابات بأسبوعين!!
...
ولقد شاركت بالأمس فى أول مرة فى إنتخابات مصرية، فذهبت إلى الإنترنت ووجدت دائرتى الإنتخابية ووجدت أن هناك 16 حزب على القائمة، أول حزب فى القائمة كان حزب النور السلفى؟؟ ووجدت أيضا 130 مرشحا، لا أعرف منهم سوى شخص واحد (لا أطيق سماع أسمه لإنتهازيته وأكله على كل الموائد)، وحاولت أن أعرف أى شئ عن المرشحين عن طريق الإنترنت ففشلت، وفى النهاية قررت إعطاء صوتى لسيدتين إيمانا منى بأهمية مشاركة المرأة فى العملية السياسية.
ولقد ذهبت إلى السفارة المصرية ووجدت العملية منظمة جدا وكان شئ مفرح، ووجدت عائلات بكاملها بأطفالها برجالها ونسائها فى صالة السفارة، ووجدت أن بعض المصريين يأخذون صورا تذكارية بجوار صناديق الإنتخاب، محدثين نعمة بقى تقول إيه، حق حرموا منه لستين عاما.
وبهذه المناسبة يجب أن نذكر أن الفضل كل الفضل لوصولنا إلى تلك المرحلة يعود إلى ثورة 25 يناير وإلى شهداء التحرير وإلى المجلس العسكرى الذى تولى المسئولية فى تلك الفترة العصيبة فى تاريخ مصر، وأن شاء الله ربنا يتمم بخير.
وأدعو كل المصريين الذين يقرأون مقالى هذا أن يذهبوا للإنتخابات لأنه إذا زادت نسبة الإقبال على الصناديق فأتوقع أن يفاجئ المصريون العالم ويهزموا قوى التخلف والظلام أما إذا قرر معظم المصريين الجلوس على الكنبة، يبقى ذنبهم على جنبهم ويستاهلوا كل إللى يجرى لهم، وهمسة فى إذن معتصمى التحرير، إعتصموا على كيفكم، لكن إذهبوا لأداء واجبكم الإنتخابى ولا تدعوا الفرصة لأى من كان لسرقة ثورة 25 يناير.
أما أحزاب الدوران للخلف والذين يحاولون شراء أصوات الناس بالرشوة بتوزيع اللحوم وأكياس الدقيق وعليها شعار حزبهم والسكر والزيت، أقول لهم: quot;لعن الله الراشى والمرتشىquot;!!
وأتمنى بداية ونهاية حضارية للإنتخابات مثل التى رأيتها فى السفارة المصرية أول أمس.
[email protected]