هل سيخسر الشعب اليمني دولة quot;المؤسسات الراقيةquot; التي بناها صالح؟؟؟
أم أن رحيل quot;مباركquot; شكل ضربة للديمقراطية في مصر الذي أسسها الرجل عبر انتخابات وهمية يفوز حزبه الحاكم بها على الدوام؟؟
وهل رحيل القذافي سيشكل انهيارا quot;لمجالسه الشعبية quot; وسيؤدي إلى quot;انهيار مراكز الأبحاث quot; التي بناها quot;الزعيم العقيد القائدquot;؟؟؟
و هل رحيل زين العابدين شكل خطرا على quot;الازدهار الاقتصادي quot; التي كانت تنعم به تونس الأمر الذي دفع بالشباب لإحراق أنفسهم ورميها في البحر بحثًا عن العمل عبر الهجرات نحو دول جنوب أوروبا؟؟

ترى هل سيخسر الشعب السوري quot;حريتهquot; و quot;كرامته quot; برحيل الأسد عبر انهيار السجون وخروج المساجين القابعين فيها منذ عشرات الأعوام؟؟
ترى هذا quot;النعيم المقيم quot; الذي نحياه في ظل رعاية quot;الزعماء الأكارمquot; أجمعين سنخسره حال رحيلهم؟؟
ترى هل سنخسر اقتصادنا المزدهر ومؤسساتنا العلمية الراقية وليبراليتنا وديمقراطينا وعيشنا الهانئ النبيل حال رحيل الأنظمة quot;المباركة quot;؟؟

والأنظمة تلوح للشعوب بفزاعة quot;البلطجيةquot; و بجحيم quot;الإسلاميين المتطرفينquot; تارة، وتتذرع بشماعة quot; المقاومة quot; وتحتمي بشعار quot;الممانعة quot; تارة أخرى في وقت تستخدم فيه أبشع الطرق دموية لإبادة المتظاهرين المسالمين.
منذ أن أشعل البوعزيزي نفسه وأنا أتريث حالا ولا أستعجل الحكم على أحد، كنت أفضل ان أبقى في موقف المتأمل على ان أكون في موقف الداعم لطرف ريثما تنجلي الأمور، همي قد لا يكون سياسيًا ولا حقوقيا ولكن آدميتي تأبى إلا وأن تكون إلى جانب الإنسان.
أبحث عن quot;حسنات quot; الأنظمة واحلل ثقافتها فلا أجد إلا فكر quot;التخوينquot; الدائم والسجالات quot;الاتهاميةquot;، و إحلال الأشخاص محلَّ العلاقات، وإبدال المسؤوليات محلَّ الأسباب، والأغراض محلَّ الشروط.

شباب اليوم لم يعد بكلام الساسة مكترثًا ؛ وربما لا يُتعب نفسه في قراءة مقال كهذا، لقد تجاوزنا بفطريته الدافئة وإنسانيته، ولم تعد المصطلحات الرنانة تعنيه فهو لا يخشى على quot;هويته القومية quot; ولا يهاب من فزاعة quot;الإرهابquot; ولا يقلق من هجمة quot;الغربquot; ولم تعد تعنيه quot;المحاورquot; ولا حتى ذريعة quot;السيادةquot; او quot;الوطنيةquot;.
انه ينظر لنفسه كإنسان يريد أن يحيا بكرامة ويتنفس حرية ولم يعد يرتض لنفسه الخنوع quot;للشخص المسؤولquot;، لقد ولى عصر الفرد إلى غير رجعة بينما الأنظمة العربية (كل الأنظمة) لا زالت تنظر إلى مواطنيها المعارضون لها، على أنَّهم فئة خارجة عن القانون والنظام يجب تأديبهم، فيما استمدت سلطتها من انتخاباتquot;شكليةquot; بنتائج quot;خياليةquot;، تحت أنظمة طوارئ الدائمة، هذه النُّظُم السياسية تُعاقب شعوبَها وتقمعها كثيرًا وتهينها، و تعمل على أن تَحُول بين الشعوب وبين النضج والوعي وتُبقيها في طور الطفولة الحضارية.
هذا هو المشهد في تكنولوجيا السلطة الرعوية، حيث يطغى quot;مفهوم الراعي والقطيعquot;، واعتماد الدولة الرعوية على علاقة فردية لا علاقة قانونية، ويتحول الخطاب الإيديولوجي، إلى راية حرب، وتكون العلاقة بين المُخَاطِب والمُخَاطَب علاقة أمر ونهي والجواب الوحيد المقبول هو الامتثال والقبول، فينتشر quot;العنفquot; الذي يترعرع في أحضان التسلط والبلطجة.

ففي بلاد يفقد فيها البشر أبسط حقوقهم الفطرية كآدميين ويُعاملون فيها بأقل ما تُعَامل الأنعام أليس رحيل الأنظمة ربحا للإنسان مهما كان المآل ومهما كانت النتائج؟؟
http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com/