نموذج إنساني تتشرف به البشرية يتمثل بالسيدة Moira Kelly إمرأة أسترالية ولدت عام 1964 تدير مؤسسة إنسانية : الأطفال أولا، تقدم خدماتها لكافة أطفال العالم، بدأت العمل الخيري حينما كان عمرها 8 سنوات فقط بعد مشاهدتها لفلم عن نشاطات الأم تيريزا قررت حينها الإنخراط بمساعدة الأطفال، وكانت بعد خروجها من المدرسة تذهب لمساعدتهم.

عندما بلغت عمر 21 باعت سيارتها وسافرت الى الهند لتحلق بالأم تيريزا وتعمل ضمن فريقها الإنساني، ثم تنقلت حيث توجد الحروب والمجاعات والكوارث في مختلف أرجاء العالم تقدم مساعدتها للأطفال، ومنهم أطفال العراق حيث تبنت الشقيقين أحمد وايمانويل ونقلتهما من وسط ملايين المسلمين في العراق الى استراليا ومنحتهما اسم عائلتها، وقبل ايام أصبح ايمانويل أشهر مطرب عالمي بعد مشاركته في برنامج للهواة حصل بعد ظهوره فيه على اعجاب وتعاطف ملايين المشاهدين في العالم، وكانت Moira Kelly معه تقف خارج المسرح تشاهده يغني وهي تبكي من فرحتها بنجاحه!

والسؤال: مارأي الإسلاميين بهذه المرأة القديسة التي حسب معتقدهم ( كافرة ) ومن الممكن ان يقتلها الإرهابي بدم بارد على أمل الحصول على مكافأة قتلها بدخول الجنة، وهي وفق معتقداتهم عاصية لاتلبس الحجاب، وتسافر وحدها من دون اصطحاب معها رجل محرم، ماهو رأيهم برففضها الجلوس في البيت وغلق أبوابه عليها والتحدث مع الناس الغرباء من خلف الجدران والأبواب الموصدة، ماهو رأيهم بظهور صورها وهي تعزف الموسيقى للطفلين العراقيين وتغني معهما؟

من المخطيء المارق هي أم هم، ومن يستحق محبة الله وجنته، ومن يستحق جحيمه؟

القديسة Moira Kelly إمرأة مسيحية، ورغم ان المشاعر الإنسانية وحب عمل الخير ليس لها علاقة بالدين والقومية، إلا ان الواقع الموضوعي يفرض علينا مراعاة التطور الحضاري والأخلاقي الذي طرأ على الديانة المسيحية وساهم بقوة في إشاعة المحبة وتشجيع العمل الخيري التطوعي لمساعدة جميع الناس بغض النظر عن ديانتهم حيث تجد المؤسسات المسيحية في مكان من العالم تقدم خدماتها ولاتطلب من أحد ان يغير دينه ويتحول الى الديانة المسيحية، بالمناسبة هل سمعتم عن مؤسسة خيرية اسلامية ساعدت أناس من الديانات المسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية وغيرها ؟، علما أني لاأروج للمسيحية هنا، فأنا مؤمن بالله فقط وأعتقد ان كافة الأديان هي من صنع البشر.

القديسة Moira Kelly تعلمنا درسا في كيفية إستثمار حياتنا في البحث عن المعنى والقيمة لها في عمل كل ماهو مفيد وخير ونبيل وليس الإنهماك والتكالب على الأطماع والجشع والصراعات والأحقاد، لقد وجدت ذاتها ومعنى حياتها في خدمة الإنسان فما أسعدها وهي في كل لحظة تشعر بالغبطة والمسرة والفرح.