العنوان هو للمجلة الفرنسية [ فالير أكتويل]، تعليقا على تقرير سري خطير لوزارة الداخلية الفرنسية حول عصابات المافيا من بين المهاجرين، وما يقترفونه من أعمال قتل وسطو مسلح وتهريب للهجرة غير الشرعية وللمخدرات ومن غسيل للأموال في العقارات ومن تجارة بالرق الأبيض، وغيرها.
التقرير، الذي تنشر المجلة أهم محتوياته، يذكر وقائع وأرقاما مذهلة عن عصابات القوقاز، لاسيما الجورجيين، وعن مافيات الروس وغجر رومانيا وبلغاريا وألبان البلقان والصينيين والأفارقة والمغاربة وغيرهم. شبكات الجورجيين والروس والغجر منظمة تنظيما هرميا، والرؤوس هم في بلاد الأصل. وهي تعتمد على تواطؤ مهاجرين مقيمين بصورة شرعية، وأعضاؤها مرتبطون بما يصفونه بquot; عهد الأخوةquot;، أي عدم كشف الأسرار والالتفاف حول بعض.
والشبكات الصينية منظمة بدقة هي الأخرى، وتعتمد اعتمادا كبيرا على المقيمين. وبين الجالية الصينية -التي تقدر ب600000 أو أكثر- تضامن قوي وعجيب، حتى يقال، على سبيل النكتة بين الفرنسيين، بان الصيني في فرنسا لا يموت، قاصدين أن أوراق الميت تعطى لمهاجر غير شرعي نظرا لتشابه الوجوه. والمافيات الصينية تحترف تهريب المهاجرين غير الشرعيين، والتجارة، صغيرها وكبيرها، وتهريب السلع المزورة. أما عصابات الغجر، فتحترف تجنيد الأطفال في بلاد الأصل وتهريبهم للتسول والسرقة وتجارة الجنس، وتكثر بينهم القسوة والعنف. والجورجيون والروس يحترفون عمليات السطو الكبرى بما يعادل عشرات الآلاف من اليورو شهريا. وبإمكان فريق منهم من 4-5 اقتراف عمليات سطو يومية عديدة والأموال تهرب لبلاد الأصل. أما الأفارقة من نيجيريا فاختصاصهم تجارة الرق الأبيض، ورؤساء ورئيسات العصابات تقيد الفتيات وعائلاتهن في بلاد الأصل بديون هائلة عليهن تسديدها من خلال الدعارة. وكثيرا ما تتحول المومس عند الكبر إلى زعيمة شبكة قيادة ويصفونها بالجدة! وبعد نيجيريا تأتي الكاميرون في هذه التجارة. والملاحظ، بحسب التقرير، أن المومسات الغجريات يعرضن أنفسهن لقاء أجور قليلة بما يجعلهن ينافسن البقية. أما تهريب المخدرات بأنواعها، فإنها تأتي من المغرب وعبر أسبانيا، وكثيرا ما تغسل أموال المخدرات في شراء العقارات في أوروبا والمغرب. وإن قرب المغرب من أوروبا يساعد كثيرا على هذا التهريب وهو مستمر برغم الحملات البوليسية الأسبانية والفرنسية وغيرها وكبس العشرات من الأطنان المهربة. ويستغل ألبان البلقان [ سكان يوغوسلافيا السابقة] قوانين طلب اللجوء في فرنسا للتدفق بصورة غير شرعية واقتراف أعمال غير قانونية. ونعرف قصة الرجل المنحدر من كوسوفو والذي جاء عام 2011 بصورة غير شرعية مع عائلة طالبين اللجوء. وبعد تحقيقات دقيقة من دائرة اللجوء تبين زيف المعلومات التي قدمها مع المرأة التي زعم أنها زوجته. وعندما طعن في قرار دائرة اللجوء أكثر من مرة أمام المحاكم، ردت طلبه وطلبت الحكومة منهم مغادرة البلاد بعد أن دفعت لهم 10000 يورو للسفر. فأحدثوا ضجة كبرى بتحريض عناصر من أقصى اليسار بحجة وجود فتاة قاصرة منهم في المدرسة. وعندما قرر الرئيس الفرنسي السماح لها وحدها بالعودة بجانب أختها المقيمة، فإنها ردت على رئيس دولة كبرى باستخفاف واستهتار. ورد الأب المزعوم مهددا بالعودة مهما كلف الأمر!
ويشير تقرير الوزارة إلى أن فرنسا في قلب موجات الهجرة السرية التي تستهدف غالبا العبور لبريطانيا والسويد. فبحكم موقع فرنسا، فإنها تقع في قلب هذه العمليات، وخصوصا المهاجرين غير الشرعيين من الشرق الأوسط والقرن الأفريقي . ولشبكات التهريب طرق وإمكانيات للوصول للهدف عبر مطارات ومواني عديدة غير رئيسية. ويشار إلى تزايد المهاجرين من تونس. كما تشير المعلومات إلى أن طالبي لجوء من العراق ولبنان يزعمون أنهم سوريون ويطلبون اللجوء، وهو ما ساهم في تعقيد أمور اللاجئين السوريين. ومن المفارقات أن العكس كان يحدث في التسعينات، حيث كان عرب غير عراقيين يطلبون اللجوء في بلدان الشمال زاعمين أنهم عراقيون.
المجلة تنشر أيضا خارطة بالجرائم الكبرى بحسب المناطق الفرنسية، ويتبين منها أن المناطق التي تكثر فيها أعداد أبناء الهجرة هي في المقدمة.
ولابد أخيرا من الإشارة إلى أن اتفاقية شنغن التي تكاد تمحو الحدود بين دول الاتحاد الأوروبي عامل مساعد للغاية على تسلل الهجرة غير الشرعية والعناصر المتطرفة والإرهابية.