أثارت المقابلة الصحفية أو التحقيقية التي أجراها الناطق الرسمي باسم الحكومة الاتحادية في بغداد كثير من الأسئلة، وزخم عال من التهكم وربما الاستنكار ايضا، وفي مقدمة تلك الأسئلة عن ماهية الوظيفة التي كان يؤديها السيد الدباغ المحترم، والسؤال الأكثر إيلاما هو هل بيعت تلك المقابلة لقناة العربية من رجل مهم يفترض أن يكون من رجالات الدولة والناطقين باسمها، وفي هذه الحالة ما هي التكييفات القانونية أو الأخلاقية لتلك العملية، أسئلة كثيرة فيها البريء وفيها الكثير أيضا لا يخلو من خباثة أو ربما من حسد رغما إننا نتمنى فعلا أن تكون هناك عود في عين الحسود من حكومتنا الرشيدة متعددة المواهب والصنائع!؟

والحقيقة منذ قيام نظامنا الديمقراطي الجديد في ظل صناديق الاقتراع التي ترقص على سطحها الدافئ ثقافة الانتماء العشائري والمذهبي والقروي، بانت ظواهر غريبة عجيبة في مقدتها متعددي المواهب والمهن والرواتب والمخصصات والنثريات وما خفي كان بالشدات أو الدفاتر كما يقولون، وهم يحملون عدة صفات وظيفية أو مناصب سواء بالوكالة أو بشكل مباشر، حيث تميزت حكومتنا الرشيدة جدا بكونها أكثر حكومات العالم التي تدير البلاد بالوكالات، ابتداءً من دولة رئيس مجلس الوزراء الذي يدير وزارات الداخلية والدفاع والأمن الوطني والقيادة العامة للقوات المسلحة ويطمح أيضا من باب الميانة الإشراف على الهيئات المستقلة خارج حكومته لتوسيع مجاله الحيوي، ولكي لا نفرط في الوصف والتوصيف وننصف متعددي المواهب والقدرات الخلاقة جدا فان عدم التوافق والتحاصص والامتناع عن ترشيح أشخاص بمواصفات وقياسات حسب معايير جهاز السيطرة والتقييس السياسي التابع للكتلة الحاكمة، ربما شجع على عملية تكاثر وانشطار المناصب التي تدار بالوكالة وظهور الكوادر متعددي الوظائف والمواهب كما رأينا في الحوار المتألق للسيد الدباغ مع وزير خارجية صدام حسين الذي قال نقلا عن رئيسه انه لو كان أبو زياد مسلما لجعلناه رئيسا للوزراء؟

والعجيب ان السيد طارق عزيز رغم سطحيته المعهودة لم يرغب ان يكون متعدد المواهب فيكون مسلما ومسيحيا في ذات الوقت لكي يكون رئيسا للوزراء وعضوا في مجلس قيادة الثورة التي لا يعرف عنها أي شيء وعضو قيادة قطرية ومواهب كثيرة معروفه عنه، رغم انه قال كلام فيه أكثر من سؤال حينما قال انا قريب من الإسلام لكنني بقيت مسيحيا!؟ ربما الرجل كان لا يريد أن يكون رئيسا للوزراء، أو لا يريد أن يتساوى مع أخينا في الاسم ميشيل عفلق!؟

على كل حال أظهرت مقابلة الناطق الرسمي للحكومة الاتحادية الصحفية ( إضافة إلى وظيفته كما يقول القضاء ) مع السيد وزير خارجية صدام حسين، مواهب متفردة لدى طاقم حكومتنا أكدت إن عراقنا حقا أبو السبع صنايع وأتمنى أن لا يكون البخت أو الحظ ضائعا!

[email protected]