إتفق الاسد و الذئب و الثعلب يوما على الاشتراك في الصيد معا و إقتسام الفرائس فيما بينهم، وصادف أن صادوا غزالا و تيسا و أرنبا، فطلب الاسد من الذئب أن يقوم بإقتسام الفرائس فيما بينهم، فقال الذئب: الغزال لك، و التيس لي، و الارنب للثعلب، وإغتاظ الاسد من هذه القسمة و ضرب بمخالبه على رأس الذئب فأرداه قتيلا، ثم إلتفت الى الثعلب و طلب منه أن يقتسم الفرائس فيما بينهما، فتلعثم الثعب وأخذ نفسا طويلا ثم قال: مولاي، ليکن الغزال لفطورك الصباحي، و التيس لغذائك و الارنب لعشائك! وإنبسطت أسارير الاسد فرحا و خاطب الثعلب بقوله: لله درك، من أين أتيت بهذه الحکمة؟ فإلتفت الثعلب الى الذئب وهو مجندل على الارض، وقال: تعلمته من صاحبي الذئب!

يبدو أن النظام الايراني يحاول اليوم جهد إمکانه أن يؤدي نفس دور هذا الثعلب ولکن بصيغة و اسلوب آخر، حيث أن الرئيس اوباما الذي يحاول أن يبدو بمنطق و وقار حکماءأفريقيا، يخفي خلف ذلك الوقار وجهه الاخر الذي جعل العالم کله يرونه به يوم نال من زعيم تنظيم القاعدة، وان النظام السوري الذي يبدو کميت سريري لکن لايعلن عن موته کحالات مرت و تمر بنا، سيتم إفتراسه عاجلا أم آجلا من قبل الاسد الامريکي، وأن بدء النظام الايراني بموجة غزل فجائي غريب من نوعه مع حبيب کان الى الامس القريبquot;الشيطان الاکبرquot;، وتبادل رسائل العتاب و الجوى و أحوال الهوى و ضرامه المستعر في الوجد خصوصا من جانب اولئك الذين يقومون بخطوات يذهلون بها حتى رهطهم و خاصتهم لهولها و بشاعتها و تجردها من کل شئ کالذي أعلن عنه الجنرال کيسي قائد القوات الامريکية السابق في العراق قبل فترة في باريس عشية مهرجان التضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية في 21 حزيران الماضي، موجة الغزل هذه لم تأتي من تلقاء نفسها وانما من جراء لفحة الريح الامريکية التي لو هبت فإنها لن تبقي على شئ من النظام المستأسد على شعبه، ولکي يضمنquot;طالب الودquot; في طهران سلامته من لفحات تلك الريح، فإنه بادر الى إثبات حسن نواياه وعمد لکيد عذاله و التغزل مع شيطان الامس و بدر14 اليوم!

التعابير المنتقاة بدقة من جانب الولي الفقيه و هو يشيد بحکمة الرئيس الامريکي بقبوله لمبادرة الدب الروسي المتربص لکسب أکبر غنيمة عبر إجبار النظام السوري على الانبطاح و جعل غرف نومه في خدمة القادمين لتفتيشها، تؤکد بأن النظام الايراني قد بات يدرك أن الامور بلغت درجة من الجدية لم تعد الاساليب القديمة و التقليدية التي دأب عليها طوال 34 عاما الماضية تجد نفعا، فقد صاروا أمام المفترق و هم يشهدون آخر فصول سقوط حليفهم، ولهذا فإنهم لايجدون مناصا من إلقاء شعارquot;الموت لأمريکاquot;و تعبيرquot;الشيطان الاکبرquot; الى المزبلة لأن

المزبلة آخذة في الاتساع وأن النظام السوري سيأخذ رکن صغير منها، ومن هنا فيجب حشوها بکل شئ من أجل أن تمتلئ!

کل شئ يمضي بسرعة، والتطورات قادمة وهي حبلى بالمستجدات و التداعيات، وان خوف النظام الايراني يکاد أن يکون الخوف الاکبر لأنه يعلم بأنه وفي نهاية مشوار حمى سقوط و إنهيار الانظمة التي إنتابت المنطقة فإن الاعراض الاولية کلها متوفرة في هذا النظام، وان الدور ليس قادم عليه وانما سيختتم به، أما رسائل الوجد و الغرام المتأخرة هذه فإنها تماما مثل الکهل الذي يتصابى و يريد أن يعاکس تيار الحقيقة و الواقع.