بعد إنهيار المنظومة الإشتراكية بقيادة الإتحاد السوفياتي السابق، تحول العالم بموجبه من القطبية الثنائية quot; المعسكر الإشتراكي بقيادة الإتحاد السوفياتي السابق والمعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية quot;والتي كانتا تتحكمان بالعالم بسبب ماكانت تمتلكاه من القوة العسكرية والاقتصادية، وكان بينهما الحرب الباردة والتي أستمرت لعشرات السنين، فتحول العالم إلى أحادي القطبية، حيث تربعت دولة واحدة على عرش الهرم الدولي وبدأت تفرض سياساتها وإيديولوجيتها على كافة دول العالم، ونصبت نفسها شرطي الحدود، فأصبحت كل دول العالم تخشى جبروت هذه الدولة لذلك أصبحت تنحاز إلى سياساتها إتجاه العالم. وهذه القوة متمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية، فبدأت الدول تبني مواقفها من القضايا الدولية حسب الموقف الأمريكي من هذه القضايا، وبسبب ماتمتلكه من القوة العسكرية والأمكانات الاقتصادية، بدأت تهدد دول العالم تارةً بقطع المعونات الاقتصادية وأخرى التهديد بأستخدام القوة العسكرية ضدها.

وبعد أحداث 11 سبتمبر، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بحجج كثيرة، فأحياناً بحجة محاربة الإرهاب وأحيان أخرى بحجة حقوق الإنسان، صحيح فقد ظهرت في السنوات الأخيرة الكثير من الجماعات الإسلامية الإرهابية والتي قامت بالعديد من العمليات الإرهابية وأرتكبت الكثير من الجرائم بحق البشر في كل أنحاء العالم، حيث لا إنتماء لهؤلاء سوى الإنتماء لمحبة إراقة الدماء ونشر الخوف والرعب بين صفوف البشر، فكان لابد لقوة تقف في وجه هذه التنظيمات وتقوم بمحاربتها. وعليه نرى بأن الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت قواتها إلى أفغانستان لمحاربة تنظيم القاعدة الإرهابي بقيادة أسامة بن لادن، فقد نجحت الولايات المتحدة الأمريكية وبعد الكثير من الخسائر ناك الشكوك هبالقضاء على زعيم هذا التنظيم في باكستان حسب الرواية الأمريكية quot; بشريةالمادية والتاد وجدت بن لادن ومدته بالسلاح والعأمع العلم بأن الولايات المتحدة هي التي؟؟؟ quot; في صحة ذلكوجهزت له جبال quot; تورابورا quot; من أجل محاربة الإتحاد السوفياتي السابق فأنقلب السحر على الساحر.
وكذلك قامت القوات الأمريكية باحتلال العراق منذ عام 2003 وتسببت في قتل أكثر من مليون عراقي ومثلهم من جرحى ومعوقين، وكانت سبباُ في إنتشار النزاعات والنعرات الطائفية، وأنتشرت عمليات القتل والخطف مما أضطر الكثير من العقول العراقية إلى الهجرة من البلد. وبعد ذلك قامت قوات الناتو وطبعاً كانت الولايات المتحدة الأمريكية اليد الخفية التي كانت تحرك هذا الحلف بقصف ليبيا وتسببت في البنى دمرت ليبيين ووتسببت في قتل الآلاف من ال!!! بتمويل عربيقتل زعيمها، فكان هذا القصف التحتية للمجتمع الليبي، وأصبح السلاح بمختلف أنواعه بيد الليبيين وهناك أشتباكات يومية بين القبائلالليبية, وبعد إنهيار ليبيا تحولت الأنظار إلى الدولة السورية من أجل تقسيمها وتجزئتها على غرار الدول الأخرى، quot;وهنا لاننكر بوجود الأنظمة الديكتاتورية والأستبدادية التي قبعت على رقاب الشعب منذ العشرات من السنين ونشرت الخوف والرعب بين صفوف الشعب من خلال الأجهزة الأمنية التي تم إنشائها، وحالات قمع الحريات والزج بالسجون بدون محاكماة، فلا خلاف على ذلكquot;، إلا أن قوة أخرى ظهرت من جديد وبدأت تفرمل عجرفة الولايات المتحدة الأمريكية و تقول لها كفاكي عجرفة والتسلط على العالم، وهذه القوة متمثلة بروسيا وحليفتها الصين واللتان بدأتا تقفان في خندق واحد ضد المشروع الأمريكي، فأصبحت القوة الأمريكية تتراجع شيئاً فشيئاً، وهناك البعض يقول بأن العالم في طريقه إلى القطبية المتعددة كما كان سابقاً، حيث يقول أصحاب هذا الرأي بأن الدول الأوربية بدأت تظهر على الساحة وتحاول أن تجد لها قدم في تحديد مصائر الدول، وهنا نختلف مع أصحاب هذا الرأي وخصوصاً أن أوربا تحاول أن تظهر كقوى في العالم وخصوصاً الدولة الالمانية ترغب أن تكون قائدة لهذه الدول، ولكن الدول الأوربية هي كالرجل الهزيل، المسن الذي يعاني من الكثير من الأمراض وفاقد المقاومة، فبمجرد هبوب نسمة برد يصاب بالمرض ويرقد في الفراش، فيكف لدول بهذا الضعف أن تبرز كقوة متحكمة في العالم، وعليه فأن العالم يتحول إلى القطبية الثنائية وليس المتعددة.
أن الصراع في المنطقة هو صراع الجبابرة، صراع المصالح، صراع على مناطق النفوذ، وصراع من أجل تقسيم المنطقة ونهب خيراتها وثرواتها، أي عودة الأستعمار من الجديد، ولكن بحلة وبثوب مغاير لما كان عليه سابقاً. إذاً فالقوى الكبرى تتنافس من أجل السيطرة على المنطقة مستندة على الحجج للتدخل في الشؤون الدخلية لدول المنطقة، ومع الأسف أن القادة في منطقتنا هم السبب من وراء هذا التدخل الخارجي، فلو أنهم مارسوا الديمقراطية في المؤسسات والأجهزة الحكومية، ولو أنهم تداولوا السلطة بشكل سلمي،ولو أنهم لم يقمعوا الشعب ولم يزجوا بأصحاب الرأي في السجون، ولو أنهم أحترموا الإنسان على إنسانيته لما وجد الأجنبي الحجة في التدخل في الشأن الداخلي لدولهم.