شبراً شبراً.. بيتاً بيتاً... داراً داراً... زنقة زنقة.. فرداً فردا.... بهذه المصطلحات التي خلدها الشعب الليبي في تاريخ الثورات العالمية.. امتثالاً لمطالب من ثار عليه... خرج الشعب الليبي

من أنتم!!...واستجابة لتساؤل تهكمي عن هوية من تجرأ على رفع الصوت عالياً يصدح في وجه الطغاة... توحد الليبيون خلف علمهم المغيب
ولكأن زعيم النظام السابق في ليبيا يقود بنفسه جموع الثائرين ضد عهد الظلم والاستبداد... من خلال تخيره عبارات كانت تزيد من صبر الثوار وشجاعتهم وتطالب بالمضي قدماً الى الامام... فلا رجوع ولا تراجع... والزحف هذه المرة... عكسي باتجاه من طالب بتدشينه
فعلى مدى أكثر من أربعة عقود من الانغلاق الذي حاول فيه النظام السابق عزل بلد بحجم ليبيا وتاريخها عن العالم الخارجي.... تحرك المارد الشعبي من أقصى الشرق زحفاً نحو عاصمته لتحريرها من براثن الاستبداد
دماء سفكت.. وحرمات انتهكت... ومحرمات دنست...
بيوت هدمت... وأوصال قطعت... وارتفع صوت السلاح للمرة الأولى في وجه من كدسه لسنوات في مخازن أكلها الصدأ
ما كان الشعب الليبي ليكسر حاجز الصمت ويهب هبة رجل واحد مترفعاً عن الجهوية والقبلية والعصبية لأي مبدأ سوى تحرير البلاد... لولا نضوج الوعي بضرورة استئناف عجلة التاريخ والحضارة في بلدهم والتي غيبها النظام السابق
تحطم التحدي الأكبر أمام الشعب الليبي ونجحت الثورة في بسط سيادتها على كامل التراب الوطني... ويبقى.. أن امام اي ثورة في العالم تحديات تتهددها... فكيف بثورة نفضت غبار عشرات السنين وإرثها المتراكم
عقب انتفاضة 2011، كانت الصناعة النفطية في ليبيا تعاني من العديد من الآثار السلبية للاقتصاد الريعي، أبرزها غياب الفعالية، والمحسوبية، والنفوذ السياسي. كما أن اعتماد البلاد على النفط طيلة عقود حال دون تطوّر قطاع خاص منتج. في العام 2010، كانت حصة النفط تصل إلى 91 في المئة من مجمل العائدات الحكومية وأكثر من 70 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
كان النظام السابق قد عمد إلى توزيع الثروات الناجمة عن المبيعات النفطية بطريقة غير متساوية: فالمناطق الأساسية المنتجة للنفط في الشرق والجنوب لم تنتفع من الثروة النفطية
وغالباً ماكانت تعاني من ارتفاع في نسبة البطالة، الأمر الذي عكس التهميش الاجتماعي والسياسي الذي كانت هذه المناطق تعاني منه في ظل نظام القذافي.