سيدي القارىء.. أستبيحك العذر مسبقا.. ولكني أؤكد لك أنني تقصيت الحقائق قبل كتابة أي حرف.

بدأت القضية مع تقديم بعض العائلات المسلمة في مدينة برمنغهام.. شكوى من وجود تطرف في بعض المدارس تمثل في مناهج متشددة ترفض الاخر الى منع الصبيان عن الفتيات وفصلهم عن بعض الى منع حصص الموسيقى والى منع فصل السباحة.. وبناء عليه قامت قناة ال بي بي سي بالبحث والتقصي عن الموضوع.. ولكن رفض الأساتذه المسلمون دخول أعضاء القناة لأي من تلك المدارس المشبوهة.

وبعد البجث أصدرت المحطة تقريرا أكد وجود 25 مدرسة.. إستطاع المتطرفون الإسلاميون إستبدال طواقمها التعليمية بأساتذه مسلمين متشددين يعملون على بث الكراهية... ويشير التقرير أيضا لظاهرة من يسميهم بquot; حراس الأصوليةquot; بين التلاميذ، وهم كشرطة الأخلاق، يحاسبون أية تلميذة مسلمة غير صائمة، أو تلبس الحلي. وأحيانا يعتدون بالضرب. مطالبات بمأكولات quot;الحلالquot;، أو بقاعة خاصة للصلاة، أو بقاعة خاصة في رمضان لقراءة القرآن.

لنحلل بموضوعية الحقائق التالية:

المؤكد أنه وخلال العشرون سنة السابقة.... أي قبل وبعد 11 سبتمبر.. وما تلاه من تفجيرات قطار الأنفاق في لندن.. وما تبعه من أحداث عنف ثبت إرتباطها بالمسلمين.. تلازمت مع تصاعد التطرف الإسلامي وتلازمت أيضا مع تصاعد البحث والتحري عن الإسلام كدين والخوف من تواجد المسلمين في الغرب.. وهو الخوف الذي إستغله اليمين المتطرف أفضل إستغلال وغذاه المسلمون بتحد سافر وإستغلال للحريات الممنوحة لهم.. بإدعاء الحفاظ على الهوية الدينية.

الحقيقة الأولى.. في الوقت الذي يستميتون فيه للحضور إلى بريطانيا والدول الغربية هربا من بلاد الهدى.. وهربا من الفقر إلى بلاد الضلال والكفر.. يميلون إلى العزلة خوفا من الثقافة المحيطة بهم.. ويبدؤا بمحاربة الثقافة الغربية وقوانينها، والعمل على فرض ثقافتهم عليها.

الحقيقة الثانية.. أنهم يستغلون حرية العقيدة الممنوحه في إشتراط توفير أماكن للصلاة.. في المكاتب.. وفي الجامعات.. وفي المدارس. حتى أؤلئك الذين لم يكونوا يتواجدوا في المساجد في بلدانهم الأصلية.. لدرجة أنك ترى مصلي الجوامع يفترشون أرض الشوارع.. وأحيانا يساهموا في أزمة المرور..

الحقيقة الثالثة.. مطالبتهم بالعمل قضائيا بأحكام الشريعة الإسلامية.. لإيمانهم بأن الله هو المشرع وأن القرآ الكريم هو كلام الله وهو الدستور.. وهو ما يتعارض كليا مع الديمقراطية.. والقوانين المعمول بها.. ومحاولة البعض منهم إعلان مناطق معينه في شرق لندن مناطق خاضعة للشريعة...

الحقيقة الرابعة.. رفضهم لنظام التعليم البريطاني المعروف بالتشجيع التام للحرية الفكرية والحوار والفلسفة.. وكلها مرفوضة تماما لدى المتأسلمين.. لأنهم تتعارض مع المسلمات الدينية.. وبالتالي يرفضوا تربية أبنائهم على الفكر الحر والموضوعية والتدقيق والإنفتاح على الثقافات الأخرى....

حجة هذه المدارس أنها تود الحفاظ على الهوية الإسلامية؟

الحوادث التالية تجبرنا لإعادة النظر فيما إذا كانت هذه الهوية التي يريدون الحفاظ عليها تخدم الإسلام والمسلمين أم تشوه الدين وأتباعه؟

باكستانيون في بريطانيا يعتبرون نساء البيض حلالاً لهم.. حيث حكمت محكة بريطانية بحق 9 مسلمين بريطانيين استغلوا قاصرات بريطانيا للجنس والاتجار بهنّ في مانشستر الكبرى،وهي القضية التي قالت عنها البارونة المسملة سعيدة حسين وارسي إن شريحة من الباكستانيين البريطانيين تعتبر نساء البيض حلالاً لها لأنهن من عرق ودين مختلفين.

قضايا قتل الشرف المتزايدة في العالم الإسلامي.. والتي وصلت إلى بريطانيا حيث سجلت ما يفوق 2800 جريمة شرف خلال العام الماضي؟؟؟

عملية قتل الجندي البريطاني وتشويه جثته في وسط النهار ثم تحدي المحكمة والإصرار على الجريمة على أنها عقاب لكافر!

طلب بعض المتحدثين في الندوات التي يعقدها إتحادات الطلبة في الجامعات بفرض عدم الإختلاط بين الجنسين.. والتي أثارت الخوف من إحتمال الموافقة على ذلك من قبل إتحادات الجامعات.. خاصة وبعد إعتبار أي نقد للإسلام نوعا من التابو قد يؤدي إلى فقد الوظيفة... بينما تبقى الحرية التامه في نقد المسيحية أو أي من الأديان الأخرى!

إساءة إستغلال الحريات التي شجعت عثمان مصطفى وهو ثاني أصغر أبناء أبو حمزه المصري على جمع أتباع له في مسجد النور بحي أكتون.. يدعو فيه للجهاد؟

بينما أجاب والده حين rsquo;سئل لماذا يعيش في بريطانيا طالما أنه يكرهها ويحتقر الغرب إلى هذا الحد..(( بأن وجوده في الغرب مؤقت وبريطانيا بالنسبة له عباره عن مرحاض لقضاء الحاجه؟؟؟؟؟ )) وهو الذي عاش على نفقة دافع الضرائب البريطاني.. وكلفت قضية ترحيله ملايين الدولارات، واستغرقت نحو ثمان سنوات من المداولاتوبرغم كل ما سبق يكتب أحد الكتاب المشهورين quot;quot; الجاليات الاسلامية تعتبر، وحسب الاحصاءات الرسمية، الاكثر احتراما للقوانين والديانات الاخرى quot;

ويعتبر الكاتب quot;quot;أن حجم الهجمة التي يتعرض لها الاسلام والمسلمين هو تضخيم خطر الاسلام، واعتباره الخطر الاكبر الذي يهدد البشرية. quot;

ولكني ومع الأخبار الواردة أيضا من الدول الإسلامية مثل...

متشددون في دول إسلامية مثل باكستان ومصر يخطفون فتيات مسيحيات ويجبروهن على الزواج قسرا وأسلمتهن.

والأهم المؤتمر الذي rsquo;عقد أ في جاكارتا ( أندونيسيا ) من منظمات إسلامية مختلفة تنادي بالجهاد ضد الشيعة؟

أؤمن بأن كل ما سبق هو ما يغذي حزب اليمين المتطرف والمجتمع البريطاني بما فيه المسلمين للخوف من تعرض مجتمعهم لمخاطر التطرف والعنصرية الفجة.وعدم الأمان.. من مثل هذه المدارس ومن العائدين من الجهاد في سوريا! وهو خطر لا يتهدد الغرب فحسب.. بل يهدد المنطقة الإسلامية كلها..

أما طلب الحكومة البريطانية فتح تحقيقا رسميا حول انشطة حركة الاخوان المسلمين.. فهو طلب في محله وإن جاء متأخرا.. فالإسلام السياسي مثل الأخطبوط.. وخطره أعمق لوجود مراكز وشبكة إتصالات بينهم تعمل حثيثا في محاولات منظمة لتغيير الثقافة الغربية وفرض الثقافة الإسلامية التي تزدري الثاقافة الغربية.. وتؤمن بأنالثقافة الحقيقية هي الإيمان بالقرآن والسنة فقط.. تمهيدا لحكم الشريعة.. ولفرض سلطتهم الإستبدادية على الشعوب بإسم الله والدين.. بديمقراطية مزيفة تستند إلى الشورى بدل الإنتخاب وعدم المساواة بين الجنسين والأقليات الأخرى مما يمهد لعدم العدالة وبالتالي خطر على تعايش المجتمعات.. وهو ما يأتي متوافقا مع أهداف المتأسلمين في برمنغهام والمدارس الإسلامية.. لأن الغاية النهائية واحدة، وهي أسلمة العالم وفرض حكم الشريعة، وبالأخص على الغرب.

ترى هل أخبرت مدارس الهجرة طلابها حين كانت تنظم لهم رحلات إلى مدينة دمشق بإعتبار أنها زيارة إلى عاصة الخلافة الأولى.. وتخدرهم بوهم الخلافة الراشدة بأن أول خليفة فيها قتل إبن أبو بكر.. ثم وضع جثته في بطن حمار وأشعل فيها النار..

ترى هل أخبرتهم بأن هذا الخليفة أمر بضرب مكة بالمنجنيق.. وأحل نساؤها لجنوده بحيث حملت أكثر من ألف أمرأة من هؤلاء النسوة!

وهل أخبرتهم بأنه وفي عصر الخلافة الرشيدة لم يسلم من الإغتيال السياسي إلا خليفة واحدا.. ربما لقصر مدة توليه للخلافة؟

نعم أنا مع الخطوات التي ستتخذها الحكومة البريطانية ضد كل من تسول له نفسة بتغيير القانون البريطاني.. وأتفق مع دعوة الوزيرة الأسترالية لرحيل كل من لا يعجبه هذا الوضع إلى الدول المسلمة..

ثم إذا كانت السعودية ذاتها مهبط الوحي بدأت بإتخاذ خطوات لتحجيم خطر الإسلاميين.( حتى وإن جاءت متأخره ) وتنادي بالتعايش وضرورة قبول الاخر المختلف في العقيدة أو المذهب.. وستعاقب كل من يدّعي الذهاب للجهاد حين عودته.. فلماذا أنكر هذا الحق على موطني الجديد سواء كان مسيحيا أم بلا دين؟

منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية