&
كان عن حق موعدا تاريخيا وعالميا في مواجهة البرابرة المجرمين، المتاجرين بالدين والمهووسين بالقتل&& وبالجنس.
باريس تحولت يوم الأحد إلى ساحة تظاهر الملايين من الفرنسيبن وعاصمة تجمع مسؤولي حوالي 50 دولة للاعلان عن إرادة مقاومة الإرهاب الاسلامي بصف واحد، دفاعا عن الحضارة وقيم الحرية والتسامح والإخاء الإنساني.
وكان مما يلفت النظر التقاء أسماء ضحايا تدل من جديد على ان المجرمين لا يفرقون بين مسلم يرفضهم وبين حملة الأديان الأخرى.. أسماء رجل البوليس المسلم أحمد، والرجل اليهودي البسيط كوهين، والصحفي جورج.
خسر الإرهاب في هذه المعركة، والمعارك قادمة والحرب طويلة الأمد، وأصيبت سمعة المسلمين والإسلام بضربة جديدة، وانتصرت القيم الحرة وإرادة المقاومة.
&أجل،& هذه معركة هامة وينتظر أن تعطي دروسا كثيرة لأعداء التطرف والكراهية وللمناضلين من اجل خير البشرية ووحدة الإنسانية. والمطلوب- قبل كل شيء- أن تتعظ دول وشعوب ونخب العالمين العربي والإسلامي. فلا يكفي أن يقف رمز ديني مسلم امام العدسات الفرنسية ليندد، وربما هو ممن ساهموا قبل سنوات في تأجيج الحملة ضد مجلة تشارلي، مستعينين بأممية الإخوان القرضاوية. فعلى مدى أكثر من عقد من السنين لم تخرج في الغرب ولا في العالمين العربي والإسلامي مظاهرة مسلمين حاشدة ضد ما نفذته المجاميع الإرهابية الاسلامية من عمليات تفجير وقتل وسبي، سواء في الغرب أو في البلدان الاسلامية نفسها. واذا كان مسلمو فرنسا قد أعلنوا المشاركة في مظاهرات الاحد، فإن أية مظاهرة من الجالية المسلمة لم تنظم لادانة جرائم محمد مراح قبل سنوات ومقتل سبعة، بينهم اربعة اطفال يهود. ولم نشهد مظاهرة تنديد بتفجيرات مترو سان ميشيل ولا& بجرائم 11 سبتمبر ومدريد ولندن ولا بجرائم داعش في العراق& ومنها سبي 7000 امراة وبيعهن واغتصابهن.. وكل هذا الصمت لا يمكن تفسيره إلا بعدم الاكتراث، إن لم يكن موافقة البعض ضمنيا. وبدلا من أن تبري حكومات وأقلام ومنظمات عربية وإسلامية لنشر دعايات أن الغرب يميز ضد الاسلام والمسلمين، فإن الأحرى بهم أن يفتشوا ما في الدار وأمام بيوتنا من تطرف وكراهية للآخر ولحد الفتوى حتى ذد المشاركة مع المسيحيين في الاحتفالات بعيد الميلاد.. وعلينا تنظيف مناهجنا الدراسية من كل تمجيد للطغاة والجزارين من امثال خالد بن الوليد، وأن يعاد اكتشاف التراث التنويري العريي والإسلامي من أمثال تراث المعتزلة وابن رشد والمعري، ومراقبة الكتاتيب الاسلامية وخطب الوعاظ& وأئمة الجوامع والحسينيات..
الوضع مقلق، وسمعة المسلين في العالم تصدعت والإسلام نفسه يكاد يصبح متهما. ولا تنفعنا الصرخات الغوغائية عن محاربة الاسلام في الغرب لأنها مجرد كذبة كبرى بدليل ان ملايين المسلمين هم في الغرب وينعمون بالحرية والسخاء الانساني. كما أنه في كل يوم يسعى آلاف من المسلمين لهجرة بلدانهم والوصول للغرب. فإن كانت الدول الديمقراطية الغربية عنصرية فلم هذا الاندفاع نحوها ولو على حساب سلامة وحياة المهاجرين ؟؟
وإلى مقال قادم عن الموضوع ..