نشرت عجوز إعلانا في الصحف تطلب العون و المساعدة لمواجهة فقرها المدقع و دعت بالثواب لم يمد لها يد العون، وقرأ ثري ملحد هذا الاعلان فطلب من سكرتيرته أن تبادر الى تقديم مختلف المساعدات لهذه العجوز، وطلب منها أن تقول لها إن ماقد قدم لها هو من الشيطان. وبعد أن إستلمت العجوز المساعدات و فرحت بها كثيرا، خاطبتها سكرتيرة الرجل الملحد: ألا تسألين عن الذي أرسل لك هذه المساعدات؟ فأجابت: لايهم من يكون، فإن الله لو أراد أن يعين أحدا فقد يجعل الشيطان نفسه سببا لذلك!

لايهم مسعود بارزاني من يقف خلفه أو يمد يد العون له كي يبقى في منصبه كرئيس للإقليم، حيث إن المهم هو أن يبقى و ليكن السبب في بقاءه من يكون، وإن ماكنة الحزب الديمقراطي الكردستاني المنهمكة هذه الايام بحرب"داحس و الغبراء"الكردية ضد رغبة و إرادة الشعب الكردي و ضد الديمقراطية و القانون الذي زعم بارزاني يوما ما بإنه يدافع عنه و يدعو لسيادتهما.

التظاهرات الجارية في كردستان العراق و التي تطالب برحيل مسعود بعد أن إنتهت فترة ولايته، والتي تسعى ماكنة الكذب و الدجل في أربيل الى تحريفها و إخراجها عن إطارها الحقيقي من خلال الحديث عن إجتماع الاحزاب الكردية و البحث عن الحلول و السعي لإظهار الامر وكإنه مٶامرة حزبية وهو مايعني قمة الاستخفاف بالالاف من المتظاهرين و النكاية بهم، ذلك إن هذه الاحزاب كلها لاتملك شيئا أمام إرادة الشعب عندما يخرج متظاهرا و يطلب التغيير.

مسعود بارزاني، ذلك الرجل الذي تحيط به حاشية فاسدة بكل ماللكلمة من معنى و تسعى لصناعة دكتاتور بحلة ديمقراطية و في إطار قانون مطاطي يمكن جره و سحبه يمينا و يسارا بفعل الدولار و العصا، وإن ماتوحي إليه ماكنة صناعة الكذب و الوهم في أربيل من أهمية و ضرورة بقاء بارزاني و إستمراره لضمان تحقيق الحلم الكردي بالاستقلال، هو كلام غير غير صائب و إهانة للشعب الكردي كله لإنه لايمكن أبدا أن يكون إرادة و خلاص شعب مرهون بفرد محدد كمسعود، إذ لاخير في شعب أبدا لو كان حاله هذا الحال!

في عام 2011، كتب الزميل الشاعر الكردي المعروف(عبدالله بشيو)، قصيدة بعنوان"المٶخرة و الكرسي"، والتي وجه فيها نقدا لاذعا لتلك الوجوه الكردية الرمادية المتمسكة بكراسي السلطة و النفوذ و خصوصا الكرسي الاكبر، تلك القصيدة الكوميتراجيدية، والتي تحكي إنعكاسات بقاء وجه واحد على الشاشة يسبح بحمده و أفضاله ليل نهار على المواطن خصوصا فيما لو كان رافضا له(كما نجد الحال الان)، الشاعر بشيو هو من الشعراء الكرد المتمكنين الذين لايلقون

الكلام على عاهنه وإنما ولكونه يعبر عن ضمير الشعب فإن قصيدته تلك و التي طرحت المشكلة الحالية التي يعاني منها الاقليم قبل قرابة أربعة أعوام، فإنه وكما يبدو قد طفح الكيل بالشعب من الوجه ذاته و الكرسي ذاته المكررين ليل نهار من على شاشات التلفاز و على صفحات الجرائد و المجلات ولذلك فقد خرجت المظاهرات من دائرة الضجر و السخط الداخلي الى الغضب العام حيث إن الشعب كما يبدو لم يعد يحتمل مسعود رئيسا للإقليم و أبن أخيه نيجيرفان رئيسا للوزراء و أبنه مديرا للأمن العام، وليت مسعود يسعى لفهم و هضم و قبول مايجري و يترك الساحة مع عائلته بسلام.

قصيدة الشاعر بشيو، ولمكانته و دوره و قبل ذلك التأريخ الذي كتبها فيه أي في عام 2011، فإنها تحمل الكثير من المعاني و الدلالات و لأجل الفائدة أدرج ترجمتها أدناه.

&

المؤخرة و الكرسي

&

*عبدالله بشيو

&

في البيت حين الضجر

أغير البيت و ديكوره:

من الصندوق للدولاب

حتى يصل للبساط.

وحين أضجر من نفسي

أغير أيضا بعض الاشياء:

القلم، الازرار، القميص، اللباس..

لكن، لاأعرف،

ماذا أفعل بشاشة التلفاز؟

عشرات الاعوام، المٶخرة ذاتها و الكرسي ذاته،

الصوت ذاته و

ذات المخالب و

عين الوجه و

نفس الفك و العين الجائعة..

شاشة

محكوم أن أتطلع لها حتى الموت

ماحيلتي،

كيف أغير المٶخرة و الكرسي اللذين على الشاشات؟!

&

*أبرز شاعر كردي وله شهرة و جماهيرية واسعة بين الكرد و أشعاره مترجمة الى لغات عدة.

&