لست مصريا و لا اخوانجيا و لا اسلاميا، و لا يهمني الشأن المصري كثيرا، لكن تعرض بعض الاشخاص الذين انتقدوا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الى هجوم حاد و غير مبرر من قبل الاعلام المصري، جعلني اشعر بالغبن و الظلم و اعتبار نفسي شيطانا اخرسا ان سكت عن مساندتهم و الدفاع عن حقهم في التعبير عن رأيهم... بالمناسبة الاعلام الذي هاجم هؤلاء المنتقدين هو نفسه الاعلام الذي روج لجهاز اللواء (عبعاطي) الذي كان من المقرر ان يحول فايروس الايدز الى (صباع كفته) و يشفي المصابين به.. و النتيجة كانت انه لا وجود لجهاز و لا لكفته و لا حتى باقة جرجير... و هذا قمة الاستحقار و الاستغباء الاعلامي و العلمي للشعب المصري.
&

1

أحد هؤلاء المنتقدين هو فنان و ممثل مصري معروف، طالب برحيل عبد الفتاح السيسي عن الحكم لفشله في الايفاء بوعوده التي قطعها للشعب المصري، و لتحويله نظام الحكم في مصر الى نظام عسكري مخابراتي صرف، الى جانب سن السيسي قوانين تبيح لقوات الامن و الشرطة ان تدوس حقوق الانسان بدافع تحقيق الامن و الامان للشعب المصري.

الاعلاميون المرائون اتهموا هذا الفنان بالخائن و العميل لا بل حتى وصل الامر بهم اتهامه بالشذوذ و الانحراف الجنسي و منهم من دعاه الالتحاق بداعش، و للذاكرة التاريخية هؤلاء الاعلاميون عندما كان مبارك رئيسا كانو يمجدونه و بعد سقوطه لعنوه و فرعنوه، و بدؤوا التطبيل لمرسي و جعلوه اميرا و خليفة للمسلمين و بعد سقوط مرسي حيلوه خائنا و عميلا، و اليوم يطبلون للسيسي و من المؤكد في الغد و بعد سقوط السيسي سوف يلعنونه و يصفونه باقذع الشتائم.

2

ما حصل مع منتقدي السيسي ذكرني بقصة النبي موسى عندما كان في مواجهة فرعون، سبحان الله التاريخ يعيد نفسه دائما يعيد نفس الحوادث في نفس الاماكن و في نفس البلاد... في زمان فرعون الكل كانوا يقدسونه و يمجدونه الى ان اعتقد فرعون انه اله، و عندما وقف موسى بوجهه استفاق فرعون من الاحلام و الاوهام التي حبكها له اعلاميو زمانه، لكن فرعون اصر على طغيانه و تصديقه اكاذيب المحيطين به الى ان هلك و اصبح عبرة للمعتبرين على مر التاريخ و الزمان... و اليوم هؤلاء يقومون بنفس دور النبي موسى... يا ترى هل سياخذ السيسي دور فرعون و يكون له نفس مصيره؟

شيطنة و تخوين منتقدي السيسي دليل ساطع على ان مصر لا يوجد فيها حرية تعبير عن الراي سوى للاشخاص الذين يطبلون للحاكم و للقائد... و ليس مبالغة ان قلت في مصر اليوم يتم تاسيس قاعدة جديدة للاعلام و الصحافة و هي ( اذا اردت ان تكون صحفيا و اعلاميا ناجحا طبل و زمر للقائد و للرئيس... الى جانب تخوين و تسفيه منتقديه).

على عبد الفتاح السيسي ان يدرك جيدا ان منتقديه هم المجانبين للحق هم الذين يهمهم مصلحة الشعب و مصلحة العامة من الناس، و المنافقون الذين يطبلون له و يمدحونه و يرفعون من شأنه زورا هم الذين سوف يدوسونه و يسفهونه بعد سقوطه.. اخشى على السيسي ان يتمادى في ظلمه و تزداد دكتاتوريته و هو يظن انه ديمقراطي و عادل استنادا على كلام الاعلاميين المنافقين المطبلين له.
&

3

بتقديري الشخصي ستكون هناك ثورة شعبية جديدة سيدلعها الشعب ضد نظام عبد الفتاح السيسي، انظر الى معطيات الواقع المصري ترى الجيش المصري قبل الشعب يسوده الفقر و العوز, القلة تستأثر على حقوق الاكثرية كما كان في زمن عبدالناصر و السادات و حسني الخفيف، مبارك و اولاده و حلفائه الذين استبدوا بالفقراء و المساكين ما يقارب 30 عاما ها هم خارج السجن، الثوار الشباب الذين طالبوا بالعدالة و الحرية مصيرهم بين منفي خارج مصر او قابع في غياهب السجون، الاقتصاد المصري في تدهور مستمر، البطالة في اشد اوجهها، الفقر ينخر جيوب افراد الشعب اكثر فاكثر، المليارات التي وردت على مصر من قبل دول الخليج و بعض الدول الاجنبية لا احد يعرف ماذا جرى لها و فيما صرفت،لا مشاريع و لا خدمات و لا شيء يلوح في الافق يفرح و بعطي الامل لقلب الشعب المصري و جيشه المغبون.

تحية و تقدير لكل من ياخذ دور (النبي موسى) و يقف بوجه الظلم اينما كان و من كان و في اي زمن كان.

&

[email protected]