&إن المرحلة التي يمر بها العراق اليوم هي مرحلة صعبة وحساسة جدا،انها مرحلة: خلط الاوراق، لعب على المشاعر المذهبية والعرقية والقومية، صراع واحتكار السلطة، انعدام الضمير، أفلاس، خداع، نفاق، غش، أستهانة،أستبداد، أستخفاف بعقول الناس، مهاترات، إتهامات متبادلة، مكر، كيل بمكايل، تصريحات نارية، وعود براقة، فقدان الثقة، فساد، تزوير وسرقة اموال الشعب من قبل المسؤولين، وان الخاسر الاكبر من هذا الوضع المستعصي هو المواطن العراقي الذي مازال يضحي ويقدم أغلى ما عنده من اجل حياة حرة كريمة كباقي شعوب الأرض...&

فبعد اجتماعات ولقاءات مكثفة بين اربيل وبغداد كشف رئيس حكومة اقليم كردستان العراق السيد (نيجيرفان بارزاني) في مؤتمر صحافي بأربيل قبل ايام، أن الحكومة المركزية (مفلسة)وتمر بأزمة مالية، وذكر ان من حق الاقليم قطع صادرات النفط في حال عدم تسلمه المخصصات المتفق عليها، فيما أشار إلى أن الاتفاق ينص على إرسال أكثر من تريليون دينار من بغداد الى أربيل......!!&

واستطرد بارزاني قائلا: نحن أبرمنا اتفاقا مع دولة هي في الأصل مفلسة، وحتى إذا قمنا بتصدير 550 ألف برميل في اليوم فهم لا يستطيعون إعطاءنا المبالغ المستحقة، معتبرا أن العراق يواجه مشكلة مالية كبيرة، وعليه لا يوجد حاليأ أي معنى للاتفاقية التي جرت بيننا......!!&

ومن الجدير بالذكر، أن برلمان إقليم كردستان أوصى رسميا وفد كردستان المفاوض مع بغداد بالمطالبة بحصة الإقليم الحقيقية البالغة 17% من الموازنة العامة، مؤكداً أن البرلمان خول حكومة الإقليم ببيع نفطه في حالة عدم توصل الطرفين إلى حل نهائي.

من حقنا ان نسأل ونستفسر:&سؤالا بسيطا نرجو من خلاله السيد رئيس الوزراء نيجيرفان بارزاني ان يجيبنا عليه هو:

&الى متى تبقى لعبة (جر الحبل) مستمرة بين اربيل وبغداد؟ لماذا لم توافق حكومة بغداد على سداد مدفوعات ميزانية الاقليم والتي توقفت العام الماضي؟ اذا كانت بغداد مفلسة حقأ كيف تستطيع ان تصرف رواتب موظفيها كل 40 يوماً؟

نعم... اذا كانت الحكومة الفيدرالية مفلسة،كيف تستطيع ان تصرف رواتب رئيس واعضاء مجلس محافظتي (نينوى وصلاح الدين ) الذين يباشرون اعمالهم في مواقع بديلة وبتأييد من الجهات المختصة، بالاضافة الى صرف رواتب (كافة موظفي دوائر الدولة في محافظة نينوى )....؟&

&لماذا لا تستطيع حكومة اقليم كردستان أن تدفع رواتب مئات الاف الموظفين الذين يعملون في مؤسساتها اسوة بحكومة بغداد كل 40 يومأ؟ ما هو مصير اتفاق بغداد واربيل الاخير ولماذا لم تكتمل فصول مسرحية الإتفاق النفطي بينهما؟&

اخيرا نقول: ان الخاسر الوحيد في معركة الاتهامات المتبادلة بين اربيل وبغداد هو الشعب الذي يقف (صامتأ ) وينتظرالفرج الذي لمّ يأتي بعد رغم ابرام الاتفاقات والوعودات المتكررة التي استمرت على مدار عام كامل من قبل الحكومتين الكردستانية والاتحادية.....!

نعم....أن عدم وجود حوار عاجل وتوافق حقيقى بين بغداد واربيل سيؤدى للانزلاق إلى المزيد من الفوضى والعنف والقتل والارهاب... !!

&كما يجب ان نعلم جميعأ بأن الوقت ليس فى صالحنا،وأن الخاسر الوحيد في ظل سياسة اللعب على الحبلين و اعتماد اساليب المماطلة والخداع والانقسام هو الشعب العراقي بكل مكوناته وأطيافه وشرائحه الاجتماعية....!

&

&