&
رغم القيل والقال عن الجلسة الاولى لمجلس النواب المصري، &فإلقول الفصل هو أن المجلس بنوابه مرآه حقيقية لما يحدث في الشارع المصري &برلمان مثل الشارع ومثل الإعلام &المصري ، أهم ملامحه فوضى، وانحطاط، وسلوكيات تخدش الحياء ، لا قيم ، ولا أخلاق ، بل نرى مشعوذين ومرضى نفسيين ، وسفهاء ومجانين ومتعصبين ، وساعين إلى الظهور، وسفهاء يتخيلون أنفسهم نجوما وصناع ثورات، ساعات طويلة وأنا اشاهد الجلسة الأولى لما يقال أنه أهم برلمان في تاريخ الحياة النيابية الممتدة منذ أكثر من قرن من الزمان، لم يسرني ما شاهدت، فالجلسة كانت ولا تزال تثير السخرية لدى قطاع كبير من المصريين.
وفي كل الاحوال لا يمكن فصل ما شاهدناه داخل المجلس عما يحدث في المجتمع المصري خارج البرلمان، فبرلمان 2016 انعكاس لأمراض مستعصية أصابت المجتمع في السنوات الأخيرة ، يقول أحد اصدقائي وقد عاش عدة عقود خارج مصر حتى أكمل الستين بقليل ونزل للعيش بين القاهرة وطنطا &"إنه يشعر بالأسى من سوء الأدب ، وقلة الحياء ، وانعدام النخوة عند المصريين إلى درجة أنه يسمع شتيمته بأذنيه ولايرد، ويضع في حسابه وهو يسير في الشارع بسيارته او على قدميه ان البشر مرضى نفسيون من الفطنة عدم التعامل معهم . & & & & & & &
من الخطأ الاعتقاد أن هذا البرلمان هو برلمان السلطة، إنما هو برلمان المجتمع، أو بمعنى أدق برلمان قطاع كبير من مجتمع البلهاء أوصل بعض السفهاء إلى مجلس النواب ، مجتمع قرر القابعون في قاعه أن يبيعوا أصواتهم بالمال ربما لقناعة أن وجود برلمان من عدمه لا يؤخر ولا يقدم معهم على وجه خاص، فجرت عمليات شراء واسعة لأصوات البسطاء دون رقيب أو حسيب ،&
قطاع كبير من المجتمع يظن أن المطلوب برلمان مؤيد للسلطة السياسية والرئيس لمواجهة التهديدات ، من يظن أن &برقية التأييد التي أرسلها رئيس مجلس النواب دكتور "علي عبد العال" للرئيس "عبد الفتاح السيسي" لم تكن على هوى المصريين مخطىء تماما فالرئيس السيسي يحظى بدعم كبير، ولديه ظهير شعبي قوي يستند إلى حس وطني لمواجهة التهديدات من جانب الخونة والإرهابيين في الداخل، وقوى الشر في الخارج، وحين رفع النواب أعلام مصر وحيوا تضحيات رجال الجيش والشرطة داخل مجلس النواب، إنما كانوا يعبرون بصدق عن مشاعر ملايين المصريين في الداخل والخارج .
إن مَن يتصور أن البرلمان الجديد صنيعة أجهزة الأمن مخطئ ، البرلمان الجديد مسؤولية المجتمع، بعض الكسالى الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء الذهاب للاقتراع وقطاع من المناضلين على المواقع الإلكترونية لا هم لهم سوى النقد والسخرية، &والنأي بأنفسهم عن المشاركة السياسية أو حتى محو أمية المصريين ، من المؤكد أن هؤلاء يتحملون جانبا من المسؤولية لما وصل إليه الحال تحت &قبة البرلمان حتى رجال الأعمال، مولوا قوائم تخدم مصالحهم وأحزابهم الملاكي ، ولم يهتموا بتمويل وبناء أحزاب وشخصيات متميزة وقادرة على خوض السباق والوصول لكرسي مجلس النواب .
البرلمان إذن مرآة المجتمع المصري ، وإذا قامت السلطة بواجباتها، والجمت الإعلام التافه ، وهذبت سلوك عديمي القيم والشتامين والسفهاء ، سيكون شكل البرلمان أفضل ، وإذا كان لدى السلطة إرادة سياسية لبناء &ديمقراطية &حقيقية وتأسيس دولة قانون، وجذبت الشباب للمشاركة فى العملية السياسية، سيكون شكل الحياة السياسية أحسن ، وفى كل الأحوال سنصل للهدف أو على الأقل المسار الصحيح .
وبعيدا عن هذا وذاك فإن مصر اليوم بحاجة إلى الوحدة والالتفاف على قلب رجل واحد وتأييد الرئيس ليستمد منهم القوة لمواجهة المخاطر القائمة والهادفة إلى ضرب وتفتيب هذا البلد ليلحق بسوريا والعراق وليبيا واليمن، &وهو هدف تعمل الإدارة الأميركية والغرب على تحقيقه فبل مغادرة اوباما البيت الابيض نهاية العام الجاري، &مخاطر قائمة تقابلها التيارات السياسية التي تدعي الثورية بالارتياح، وتنفخ في نارها جماعة الإخوان الإرهابية وأعوانهم من اليسار ، &ومهما كانت قسوة التعليقات التى يلقيها هؤلاء المنافقون، فإنهم يعترفون فى نهاية المطاف بوجود ظهير شعبى لم يكن موجودا طوال العقود الستة الماضية ، يُفشل مؤامراتهم لتقسيم مصر .&
&