&
&
لا يخفى على عاقل عجز مرجعية النجف وعدم امتلاكها للحلول الناجعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فهي ومنذ ثلاثة عشر عاماً من خطأ إلى خطأ ومن فشل إلى فشل ومن خيبة أمل إلى خيبة أمل ومن تبرير إلى تبرير وقد أظهرت ذلك جلياً من خلال خطب الجمعة مراراً بالإشارة والكناية والصراحة تارة وبينت أسفها وشكواها الذي يعني ضمناً عجزها , فنرى كل ما تدخلت به هذه المرجعية لم ينعكس إلا سلباً على حياة العراقيين في كل الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية ! وهذه نتيجة حتمية لأن مقدمة تصديها وعنوان مرجعيتها لم يستند على قيمة علمية ترفدها في هكذا ظروف ومواقف وملابسات وتغيرات سياسية وكذلك فأن هذه المرجعية لا تؤمن أصلاً بالولاية العامة (الفقيه المطلقة) بقدر ما تؤمن بالولاية الحسبية فمبناها عزل الدين عن السياسة الذي يعني قلة بضاعتها في الأمور السياسية وافتقارها للنظرة الشمولية وعدم تعودها على الممانعة والصمود أمام التحديات والضغوطات فتراها تنجر وتميل وتؤيد مَن معه القوة والسطوة والغلبة , وهذه سلبية بل إشكالية مستحكمة عليها فما حدا &مما بدى أن غيرت مبناها بعد دخول المحتل ولماذا وكيف لنا أن نتصور لمن أفاد هذا التغيير ! وكذلك مدرستها الأصولية التي تنتمي لها قاصرة فلم تبلغ العمق والدقة لكي تسعفها في تنظيم وعلاج وتهذيب المواقف ! فالأعلام والترويج والكثرة والعناوين ليست ميزاناً ومقياساً بقدر ما نرى في الأثر والبرهان والواقع والتجارب , ولعل من أخطر وأسوأ ما نتج من ذلك العجز والقصور والتقصير هو توريط رعية هذه المرجعية ومن يتبعها الذين تصوروا خطأً علو قدمها العلمي والمقامي فأطاعوها مسلميّن دون نقاش , نعم ورطت هذه الرعية بجريرة انتخاب الفاسدين والفاشلين الطائفيين الذئاب المفترسين والأفاعي السامة القاتلة وتركتهم في حقلهم &يلدغونهم من هنا وينهشونهم من هناك وهي تتفرج عليهم تندب حظها تارة وتبدي أسفها تارة أخرى , وهذا ما يزيد المرارة والأسى عندهم ويسرون القول بينهم قهراً وندماً , وقد أشار المرجع العراقي العربي السيد الصرخي إلى هذه القضية قبل اثنا عشر عاماً في بيان رقم 17 -2004 وحذر من الوقت العصيب والقادم الأسوأ &في حين مرجعية النجف كانت تصف القادم بالخير والحرية والديمقراطية والرفاهية !! وشتان بين الموقفين والتشخيصين الذي يدل بالملازمة على الفارق العلمي الكبير إذا قلنا وسلمنا بالمفاضلة أصلاً, يقول السيد الصرخي في بيانه 17 في سنة 2004 ( وأي عاقل يرضى على عمل راعٍ يوجه رعيته إلى مرعى وحقل مليء بالذئاب والسباع والمصائد والشراك , يوجهها فقط ويتركها في ذلك المرعى دون مراقب وموّجه وراعٍ ؟؟!! , وأي عاقل يرضى على المرجعية توجيه الناس إلى الانتخابات ووجوب المشاركة فيها , وسط ما يحيط فيها من ظروف وملابسات وتناقضات كثيرة وكثيرة من دون أن تقدم لهم المرجعية أي مشروع سياسي إسلامي ولا فكري ولا روحي ولا أخلاقي ولا اجتماعي فتترك الناس في تيه وفي كل واد تهيم , يأخذها ذئب من هنا , وثعلب من هناك , وحية في مكان , وهكذا الشراك وشبهات وفتن الماكرين والمخادعين والمنافقين
.
فالحذر…. الحذر… الحذر…. لان الوقت عصيب عصيب , خطير خطير , فالشرع والأخلاق والتاريخ تلزم العالم وتوجب عليه إظهار علمه وممارسة دوره الحقيقي في إصلاح المجتمع وتقويمه وتحصينه فكرياً وروحياً وأخلاقياً , ليخرج العالم ويوّجه خطاباً إلى الأمة ويصدر ما عنده من فكر ونصح وتوجيه وتشخيص للمهم والاهم , وللنافع والضار والفاسد حتى يثبت للأمة إن المرجعية ليست فارغة وليست جهة إعلامية أو دائرة نفوس أو إحصاء تابعة للحكومة عملها فقط وفقط توجيه الناس لتسجيل أسمائهم في سجل الناخبين والمشاركة في الانتخابات بل المرجعية أثر فعلي واقعي وتربية فقهية وأصولية وفكرية وروحية وأخلاقية وتفاعل وإحساس بالآخرين والتألم لآلامهم , والمرجعية ليست شكلية ولا إعلامية ولا وجاهتية بل خدمة وتفاني وإيثار وتضحية))
فلو سمع العراقيون هذه الدرر والجواهر لما وصولوا الى الحال الذي هم فيه !&
&
&