&
&
انتفاضة الشعب السورى منذ عام 2011 فى اطار المد الجماهيرى العربى من المغرب العربى حتى المشرق ضد الانظمة الديكتاتورية و الشمولية الغاصبة بدأت من تونس و انتهت فى سوريا ولكن انتفاضة الشعب السوري مستمرة لحد الان و انقلبت الانتفاضة الجماهير الى ازمة سورية شعبا و حكومة، بسبب تدخل دول الجوار والمنطقة وحتى الدول الكبرى، كل حسب معايرها الخاصة و مصالحها السياسية و الاقتصادية و الدينية و المذهبية. ومن المعلوم ان تدخل هذه الدول ليس حبا و عشقا للحرية او للديمقراطية و للجماهير المظلومة في سورية، بل لتمرير وتنفيذ خططهم لانتشار نفوذهم و سلطتهم فى المنطقة و أبعاد نار الانتفاضة الجماهيرية عن بلدانهم. والمعروف ان الشعب السورى المظلوم فقط اصبح المتضرر الاكبر و له حصة الاسد من القتل و التشريد و التجويع و الدمار.
&
من المعلوم اذا ماتدخلت الدول اصبح حكم البعث السورى و نظامه فى محل خبر كان مثل باقى الانظمة المخلوعة فى تونس و ليبيا و مصر و اليمن، ولكن تدخل الدول سبب مهم فى اطالة اللانتفاضة و فشل جماهيره فى الوصول الى مبتغاهم و اصبحت الانتفاضة ازمة حقيقية فى سورية والمنطقة، وليس مستبعدا بان تكون سورية اول خندق فى المواجهة والصراع بين الدول الكبرى من ناحية و من ناحية اخرى بين الدول المنطقة وخاصة الدول السنية و الشيعية المذهب فى المنطقة .وفى الوقت الحالى ازمة سورية اصبحت فى نقطة اللاعودة واصبحت خط المواجهة الحقيقي والساخن فى الصراع الدولى في المنطقة، وخاصة بين الدول السنية بقيادة تركيا و السعودية و القطر من جهة وايران من جهة اخرى، ومع الاسف ان السعودية التى هى اكبر الدول العربية والمرجع الرئيسى للسنة فى العالم الاسلامى اصبحت الان تجري وراء طموحات و سياسات خاطئة لاردوغان التركى الذى يحلم ببعث الخلافة العثمانية من جديد و يحلم بان يكون هو خليفة المسلمين و توسيع رقعة السلطة و الحدود التركية فى العالم الاسلامى.
&
&من المعروف ان تركيا لها احلام و تصورات و خطط قديمة و جديدة لاحتلال سوريا و العراق و ان يمتد حدود دولته الى حدود الدول الخليجية مثل ايام الخلافة العثمانية السابقة لا حبا بالاسلام و المذهب السنى ولكن طمعا لاحتلال المنطقة و الوصول الى منابع النفط و الغاز الطبيعى التي هي الثروة الطبيعية الغنية فى المنطقة لسد احتياجاتها من النفط و الغاز الطبيعى لان روسيا المصدر الرئيسى للغاز الطبيعى التركى قللت بل امتنعت من بيع الغاز الى تركيا بسبب ازمة الطائرة الروسية، ولاجل الوصول الى مبتغاها يشترك معها و يتحالف معها عصابات داعش لسرقة نفط سوريا و العراق بشكل مباشر او غير مباشر على حساب قتل و تجويع الشعبين السوري والعراقي، تحت مظلة الدفاع عن الاسلام و المذهب السنى،ولكن النية الحقيقية هى ان يسد الطريق على الاكراد في سوريا والعراق حتى لايكون لهم دولتهم المستقلة على اراضيهم مثل باقى الدول المنطقة هذا من جانب و من جانب اخر ان لاتكون لايران السلطة و المد و النفوذ القوي فى المنطقة و خاصة فى سوريا مثلما هى صاحبة القرار الاول و الاخير فى العراق،ولهذا السبب تجمعت الدول السنية فى تحالف عسكرى و سياسى ضد اطماع ايران الشيعية المذهب والتي صارت الخطر الحقيقى على الدول السنية وخاصة الدول العربية فى منطقة الخليج العربى وبالاخص المملكة العربية السعودية بالدرجة الاولى.
حرب اليمن و اعدام اية الله النمر فى السعودية و وجود حزب الله القوى فى لبنان وسوريا و تدخل قوى من جانب ايران فى ازمة سوريا منذ عام 2011و لحد الان بقوة و تحالف ايران مع روسيا و كوريا الشمالية و الصين لتعاون وتازر الحكومة السورية و ابقاء الاسد فى القيادة السورية كل ذلك ادى الى تخوف عربى خليجى و سنى المذهب على المستقبل المنطقة، وبالمقابل فأن امريكا و اوروبا و الامم المتحدة مع حل الازمة السورية بشكل سياسى و دون تمزيق و تقسيم جديد فى المنطقة و خاصة سوريا ولكن بعيدا عن النظام البعثى السورى الاسدى، ولكن دور السعودية وتركيا و قطر فى التعاون و التحالف السياسى والاقتصادى المعلوم والخفى لداعش ادى الى استمرار الازمة السورية و استمرار الخطر و اشتعال نار الحرب العالمية الثالثة فى سوريا. ولكن امريكا و الغرب بشكل عام و حتى روسيا عرفوا بان المقاومة السورية على الارض هى الجهة الحاكمة فى تطور المشكلة و الازمة وخاصة الاكراد السوريين لهم باع طويل و سيطرة القوية و الكاملة على المنطقة الشمالية فى سوريا وعلى حدود تركيا ولهم احلام الاستقلال و الحرية و تكوين دولة او اقليم مسقل خارج اوداخل الدولة السورية المستقبلية فى اطار فدرالى او كانتونات مستقلة، وخوف تركيا اولا واخيرا من قوة ونفوذ الاكراد و ليس من داعش او حتى ايران.ولكن الغرب وروسيا يدعمون المقاومة الكردية بقيادة حزب اتحاد الكردى فى سوريا (( YPG)) لان تركيا تعرف جيدا ان انتصارات الاكراد فى سوريا يشجع الاكراد تركيا (( 25 )) مليون نسمة على المقاومة فى داخل تركيا بقيادة ((حزب العمال الكردستان PKK و وحزب الشعوب الديمقراطى HDP)) وخوفها من تقسيم تركيا الى دويلات اصغر وهى فى الحقيقة مخطط له من جانب الدول العظمى للمنطقة.
&
واخيرا اذا استمرت الوضع الراهن فى سوريا و المنطقة بهذا الشكل المأساوى و الدموى، فان مستقبل المنطقة على المحك و على مسار مجهول و فى نفق مظلم ليس له بصيص امل، ولهذا ولتجنب المنطقة الحروب الاهلية يجب على الرؤساء والملوك وقادة المنطقة ان يتحلوا بمبادرة سياسية وانسانية لمعالجة الازمة السورية و كل مشاكل المنطقة بعيدا عن تدخل الدول الكبرى للمنطقة وان يعالجوا المشاكل بين القادة وشعوب المنطقة بتعقل و بالمنطق بعيدا عن المصالح الشخصية او التعصب الديني و المذهبي و ان يجنبوا المنطقة بشكل عام المزيد من الحروب و القتل و التشريد للناس . ولكن هذه الامال و الطموحات لحد هذا الوقت هي بمثابة حلم كبير و لذيذ و السوأل المهم هو هل يتحقق الحلم ام لا؟

كاتب كردى من كردستان العراق
&