قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بتاريخ 16 مارس 1988 تعرضت مدينة حلبجه الكردية الواقعة على بعد 260 كيلومترا شمال شرقي بغداد الى قصف بالاسلحة الكيمياوية، أستشهد جراءه 5000الالاف من النساء والشيوخ والاطفال.
16/ مارس يوم مشؤوم في تاريخ الكورد يوم اليم بكل ما تحمل كلمة الم من معنى، خصوصا لكاتب هذه السطور حيث فقدت ستة اخوة و ثلاث اخوات و ابي و امي، تربيت يتيما لم أحض بحضن و دفء احد من افراد اسرتي و لليوم لا اعرف قبورهم و اماكن دفنهم، لا بل حتى اني لا املك صورا لملامح وجوههم كي اتاملها و أحضنها و ألصقها على قلبي الصغير حينما يضيق بالحياة و متاعبها.
ان ما تعرضت له تلك المدينة المنكوبة جريمة، يندى لها جبين الانسانية، ومن أقذر صفحات حزب البعث الصدامي ، ظلت مأساتها لاتنمحي من الذاكرة الجمعية لشعبنا الكردي.
هذا الحدث الرهيب بدأ قبل حلول الساعة الحادية عشرة صباحا بعدة دقائق،، عندما قامت &طائرات حربية بنشر الدمار والموت بأمر من &المقبور صدام حسين وبتنفيذ مباشر من المجرم علي الكيمياوي بقذف السلاح الكيميائي على الأهالي الأبرياء والمكون من غاز الخردل وغاز السيانيد لزهق أرواح المدنيين بالآلاف وارتكاب أفظع كارثة إنسانية .
&ان ضرر هذه الكارثة ليس فقط قتل واستشهاد ( 5000) الاف انسان وتدمير المدينة . بل نتائجها اللاإنسانية والمؤلمة لا تزال مستمرة وهناك مئات اشخاص الى الان يعانون من اثار تلك الضربة الكيمياوية ولم يتوفر لهم العلاج اللازم والمناسب .
&
****
&
&من المفترض كوني ابن هذه المدينة أن أواسي أبناء مدينتي و أعزي نفسي و اياهم بهذا المصاب الجلل، لكن قلبي يغلي من الغضب و العتب عليهم كونهم اصبحوا عبيدا خانعين لثلة من اللصوص و الحرامية و المستبدين الاكراد... يرضون بعيشة الذل و الهوان... ينتهك عرض المدينة و تسلب اموالها و خيراتها و هم مطأطي الرؤوس.
ابناء مدينة حلبجة دوما ما كان يضرب بهم المثل بالشهامة و الصلابة و العناد، حتى شاع مثل أن الكردي راسه يابس و عنيد لا يعرف الانهزام اتى وصفا مطلقا على أبناء هذه المدينة و من ثم تم تعميمه على الاكراد كافة، يعتريني حزن عميق و يعصر قلبي الالم عندما اجد بقية احفاد شهداء مدينتي باتوا كسولين خاملين لا حول لهم و لاقوة، و الغيرة و العزيمة لا يجدان مكانا في قلوبهم، ابائهم و اجدادهم واجهوا صدام و الجيش العراقي الذي كان في حينه ثالث أكبر جيش في منطقة الشرق الاوسط هزموه برا مما اضطر صدام ان يلجأ الى ارتكاب هذه المجزرة و هذه الابادة الجماعية التي لم يعرف التاريخ مثيلا لها باستثناء هولوكوست هتلر ضد الشعب اليهودي... و هم (هؤلاء الاحفاد) باتوا اليوم خدما و عبيدا للطغاة و ابنائهم في كردستان.
&
****
صديقي القارئ لا أريد ان أطيل و أذكر الحالات المزرية التي يعيشها سكان المدينة التي منحت الكثير للكرد و ها هي الان مركونة غير مأسوف عليها، و الخونة الذين ساندوا صدام و أدخلوه الى كردستان، يلتذذون الان بثروات حلبجة .
في هذا اليوم لا أعزي أحداً و لا اواسي احد و لا القي اللوم سوى على ابناء و سكان حلبجة العبيد الخانعين الذين لا ينتفضون و لا يثورون على الظالمين و الحرامية و الطغاة الذين شاركوا صدام في قصف المدينة.
كلمة أخيرة لشباب و سكان حلبجة الحاليين، آباؤكم و أجدادكم عندما ناضلوا و استشهدوا كان ذلك من أجل الحرية و العيش برأس مرفوع و بكرامة و ليس من أجل ان تصبحوا عبيداً بغير كرامة... قبولكم لاستبداد فاسدي و مستبدي كردستان هو تعذيب و جلد لارواح شهداء حلبجة الطاهرة... شهداء الحرية و الكرامة و العزة.
&
&
&
التعليقات