أينما يولي&المواطن العربي وجهه في الساحة&العربية لا يرى إلا حرائق تشتعل&في أماكن كثيرة،&ولا يمكن تصديق ما يحدث من استهتار&بحياة المواطنين ومستقبل الأوطان على أيدي&اغلب أنظمة الحكم والأحزاب السياسية&والمنظمات الإرهابية.&خمس&جبهات&عربية تشتعل&وهي مفتوحة على كل&الاحتمالات&في&كل من سوريا وليبيا واليمن&ولبنان والعراق،&ونأمل ان لا&تضاف اليهم&في المستقبل القريب&كل من السودان والجزائر.&فالاقتتالالداخلي بين أبناء الشعب الواحد لا يزال مستعرا في&كل من سوريا وليبيا واليمن&منذ احداث الربيع العربي.&والصراع&السياسي&في لبنان&منذ&اغتيال&"رفيق&الحريري"&تحول&من&صراع&سياسي الى صراع&بين&الطوائف،&وإذا&لم&يحاول&العقلاء نزع فتيل&هذا الصراع الذي يعصف&بلبنان الذي اصبح في مهب الريح&ولا يعلم إلا الله ما يخبئه&له المستقبل.&أما العراق،&فقد اصبح&شبه دولة&تتحكم&فيه&بشكل واضح&كل من الولايات المتحدة&وإيران وتركيا&وبعض دول الجوار العربي.&

وفي&هذه الدول الخمس&يتمحور الصراع&حول الشرعية والسلطة وتثيبت الغلبة السياسية لطرف&على حساب طرف آخر، كما تتشارك&هذه الدول&في عناوين&الحلول التي يطرحها كل طرف&لخدمة مصالحه او مصالح الجهات الدولية والإقليمية المرتبط بها،وهذه العناوين&تدور حول عدم&الاستئثار&وحكومة الوحدة الوطنية &والوفاق الوطني.&وتدل كل المؤشرات&في&هذه الدول&على صعوبة او استحالة الحل الداخلي&لها، ليس بسبب&عدم&قدرة القوى السياسية المحلية&المتناحرة وإنما بسبب انعدام الثقة بين هذه القوى، وكذلك تشابك وترابط المصالح الداخلية بمصالح&القوى الدولية والإقليمية ذات النفوذ.

الإشارة الى هذه البلدان&الخمس&ذات الحرائق المشتعلة الظاهرة على السطح&لا يعني ان البلدان العربية الأخرى تنعم&بالاستقراروالسلم الاجتماعي، الحقيقة هي ان اغلب البلدان العربية&تعاني ازمات&سياسية نتيجة التسلط&والاستئثار، وان النار&في هذه البلدان تشتعل تحت الرماد&في انتظار&من يزيح هذا الرماد لتحرق الأخضر واليابس. ان طبيعة الأزمة السياسية في البلدان العربية&تتعلق بخيارات متناقضة&للقوى السياسية الى الحد الذي يبدو فيه ان&الاختلاف&يدور&حول مفهوم الوطن ومصالحه العليا التي يفترض ان تكون القاسم المشترك&للجميع، وان يكون الصراع السياسي من اجلها وتحت سقفها، ولكن ما يحدث على الأرض لا يحمل في جوهره وسائل&لتدعيم&الوطن وضمان التناوب السلمي&لإدارة&الدولة&على أسس ديمقراطية، وهذا ما يؤكده&الصراع الدائر في&هذه الدول&حيث&كل طرف يخون الآخر ويتهمه&بالاستئثار&ومحاولة&الانقلاب&على ما تم الاتفاق عليه، وهذا كله&يكرس&الانشقاق&والتباعد والقطيعة&الداخلية.

تبدو&منطقة الشرق الأوسط&ككل وكأنها حبلى&بأحداث كبيرة مقبلة بعضها يخص العرب&والبعض الآخر يخص دولا غير عربية في المنطقة، ولا يمكن القول&ان أيا من هذه الأحداث سيكون في صالح العرب&في ظل الاحتقان المتزايد في العلاقات بين الأسرة الدولية&وبعض الدول العربية، والتوتر&بين&الولايات المتحدة&وإيران&الذي يقترب&من مرحلة الانفجار&بسبب&ملفها النووي&وتدخلها في&شؤون&بعض الدول العربية. ما نراه ونسمع به&من&مناكفات&ما&بين بعض الدول العربية&ودول الجوار لا يبشر&بخير، وقد يقود الى&حروب على أسس مذهبية وطائفية وإثنية&ما لم يحتكم&الجميع&الى العقل ويعلو صوت الحكماء&والعقلاء. وفي ظل&هذا&التيه السياسي وعجز&الأنظمة العربية عن احتواء خلافاتها وحل مشاكلها المزمنة، اصبح البحث عن سبل جديدة للمستقبل في الوطن العربي&يجري خارج&محيطه&وسيفرض على انظمته وشعوبه.&&

الوضع العربي الحالي ليس محصلة للتدخل الخارجي&فقط،&ولكنه أيضا&نتيجة حتمية لسياسات&بعض الأنظمة العربية التي&أبدت&استعدادا&متواصلا وقدرة فائقة على الحفاظ على بقائها&واستمراريتها&حتى ولو كان ذلك&يتطلب&التحالف مع الشيطان،والشيطان في هذه الحالة&هو&اسرائيل&.هذا الوضع ، مع مرور السنين ودورة&الأجيال،&قد ساهم في خلق طبقات متنفذة من داخل كل نظام ملتزمة بسياساته،&ومسؤولين على استعداد&للتعاون&مع&الشيطان من أجل الحفاظ على مكاسبهم.&وقد تم&التلاعب بمنظومة القيم السائدة من خلال العبث بمناهج التعليم وإعادة صياغة الثقافة الوطنية بما&يتلاءم&مع أهداف النظام الحاكم في هذه الدولة العربية أو تلك.

خطر إسرائيل غير محصور بالفلسطينيين،&فبعد أن تم&احتلالكامل أراضي فلسطين،&فإن أطماع إسرائيل في دول المنطقة ونواياها العدوانية تجاهها لم تتوقف كما&هو&حاصل&في لبنان وسوريا والعراق وليبيا،&ناهيك عن&الاستمرار&في سياساتها العدوانية تجاه&كل من مصر والأردن&بالرغم من معاهدات السلام التي تربطهما مع إسرائيل.&هذا واضح&في دور إسرائيل في دعم بناء سد النهضة على مجرى نهر النيل في أثيوبيا مما يشكل خطرا إستراتيجيا على مصر،&وموقف إسرائيل السلبي من قضايا إستراتيجية تهم الأردن مثل المياه&والاستيطان&.