حينما نجول بين الناس في مراكز التجمعات&واكتظاظ الملأ &في&الاسواق&والتجمعات البشرية عندنا ؛&نلحظ بان هناك &شعور بالاختناق&والنرفزة&والسخط والتوتر والنظرات العدوانية الظاهرة في الوجوه والنظر&الشزر؛&وتكاد تكون&هذه الحالة&ظاهرة شائعة في كل مرافق الحياة ، في الشارع والسوق وأماكن العمل وتكاد الابتسامات تختفي من العابرين والسابلة وكأن التجهّم والانقباض سمة شائعة وظاهرة في طلعات الناس أينما اتجهتْ وحيثما حللت.

ولأني مواطن عراقيّ بسيط وكثير العِشرة وانبساطي حتى مع&القرباءوالغرباء معاً ، كثيرا ما أتساءل :&ترى لماذا لا&يبتسم العراقيون مع&انالابتسامة تتيح للقلب الراحة وتخفّض من ضغط الدم وتقلل&الإجهادويشعر باقي الجسم بالراحة&كما&انها&تعطي إحساسا بالتعاطف مع&الآخرين&وخلق الثقة المتبادلة في المجتمع&؟؟.

وهل أكثر من الابتسامة حافزا&لدفع&الانسان&نحو العمل وزيادة&الانتاجية&والعطاء وتزيد من حالة التعاطف بين البشر من خلال زيادة إفراز مادة&"&الاندروفين&"&كما يطلق عليها&الاطباء&والتي تخلق مزاجا حلوا وشعورا بالسعادة والتآلف والمودة لكل من تلقاه وقد أثبتت الدراسات النفسية&في&سايكولوجيا&علم النفس&ان&البسمة العفوية البارزة في طلعة&الانسان&تخفف كثيرا من&الآلام&وتعتبر مسكّنا طبيعيا&لأية&حالة وجع&او&ألم قد تمر بك&وتزيد من مناعة الجسد لمواجهة حالات الاكتئاب والسوداوية وتُظهرك أقل من عمرك الحقيقي&.

حقا نعجب نحن&العرب عموما والعراقيين&بشكلٍ أخصّ وهذا ما&أهجسه&بنفسي بسبب معايشتي الدائمة واختلاطي المستمر بينهم هنا وهناك.

فاذا&رأينا&احدا&دائم الابتسام فيتبادر&الى&أذهاننا شيء غير قليل من التساؤل لمعرفة سرّ هذه البسمة مع&انها&حالة طيبة&تشرح الصدر وتبعث البهجة في النفوس&.

هنا في بلادي&لو ابتسمت&لأخيك&سيقول&لك&: عجَباً ؛&ما الذي تريده مني&؟!

ولو أقبلتَ&على أمّك ضاحكا مبتسما ستقول&لك&: خيراً&ما الذي عملت لنفسك&حتى تنفرج أساريرك!!

ولو&أقدمت على أبيك مبتسما سينهرك ويقول&لك&: اذهب ليس عندي مال أعطيه&لك&فاغرب عن وجهي.

اما&لو تبسمتَ&لغريب سيبادرك بالسؤال : هل تعرفني؟؟&أتريد&انتصنع مثيلاً لي؟

أخيرا&وبعد&ان&تلقى الجفوة&والصلافة&من هؤلاء&الأقرب&المقربين&لك&،&ستلجأ وحدك ضاحكا مبتسما ؛&عندها ستسمع من يقول&انك&سائر باتجاه طريق&الجنون وستصل سريعا&الى&عنابر&مستشفى&الأمراضالعقلية&الأشهر وتفتح&لك&العصفورية أبوابها على مصراعيها أو كما نسميها&في العراق&باسم "&الشمّاعية&"&.

[email protected]