سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اوجز فأصاب في توصيف العلاقة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة "نحن والسعودية في خندق واحد"، لهذا يتم استهداف هذا التكامل بينهما لما يمثله من ضمانة للاستقرار او اعادة الاستقرار في اكثر من مسرح نزاع لن يكون اخرها اليمن.&

هوية الجغرافيا العربية كانت ولا زالت الهدف الرئيس للسياسات العدائية بكل اشكالها منذ غزو العراق الى الانقلاب الحوثي في اليمن، مما فرض تحولا غير مسبوق في مفهوم احتواء الازمات وإدارة الصراعات. وقد اضطلعت المملكة العربية السعودية بتلك المسؤولية بإقتدار مما اضاف لمكانتها العربية والدولية، وكان لحلفائها وعلى رأسهم الإمارات العربية المتحدة اعباء مركبة اذا قيست بحجم عمق مكونها البشري او الجغرافي. الا ان ذلك كان من احد عناصر نجاح ذلك التحالف الذي رسم حدوداً جديدة لمعنى الإرادة الوطنية خليجيا وعربيا.&

الملف اليمنى مثل احد اكثر الملفات تعقيدا، حيث تداخل اكثر من عنصر وعلى راسها تراكمات فشل الدولة في رسم خارطة وطنية، وفي ارث اليمن الاجتماعي السياسي القابل للتسيس. تلك التراكمات انتجت تحدياتها الخاصة مضاف اليها تقاطعات المصالح في جغرافيا حيوية لقوى دولية تقليدية واخرى صاعدة. يبقى ان يسجل للتحالف الجديد نجاحه في احتواء الازمة اليمنية بكل مكوناتها السياسية والانسانية ضمن الجغرافيا اليمنية. في حين تضافرت كل الجهود في جعلها عابرةً للحدود كما هو الحال في سوريا والعراق. وقد يفترض البعض ان توظيف البعد المذهبي في الازمة اليمنية هو اختراع إيراني، ولكن الحقيقة عكس ذلك وبكل المقاييس، فالمظلومية الشيعية وظفت سياسيا في اكثر من ملف عربي حتى قبل غزو العراق. الا ان خاصية الدولة الفاشلة في اليمن مكنت لهذه الاداة ان توظف بشكل اكثر فاعلية نتيجة خصائصها الاجتماعية، ولموقعها الجغرافي في خاصرة المملكة العربية السعودية.&

إيران لا تملك مشروعا سياسياً على اسس وطنية خارج جغرافيتها الوطنية وكذلك هو الحال بالنسبة لتنظيم انصار الله (الحوثي) في اليمن او حزب الله في لبنان والعراق. وبمراجعة منجزات هذه الاحزاب تتضح برامجهم السياسية والاجتماعية طائفيا. التحالف العربي لإعادة الشرعية لم يتأسس لحماية اليمن من التشرذم والضياع فقط، انما للتأسيس لميلاد يمن جديد عمدت شراكتنا فيه بدماء جنود من السعودية، والامارات، والبحرين ودول شقيقة اخرى. وها نحن اليوم على عتبة تفصيلاً جديد من تفاصيل اليمن الكثيرة، وعلى جميع الفرقاء ان يستذكر تضحيات جنود الحزم عند الجلوس على طاولة الحوار في جدة، وان يستلهموا من تضحياتهم معنى الارادة الوطنية. &

سوف يسجل التاريخ ان إرادة ما يقارب الخمسة وعشرون مليون سعودي وإماراتي قد نجحت في اداراة واحتواء ازمات من الساحل الغربي لأفريقيا الى الشرق الأدنى كجهودهما في معالجة ارهاصات الازمة القائمة بين الهند وباكستان حول الوضع النهائي والقانوني لكشمير الهندية. هذه المعادلة الجديدة هي الانموذج الحقيقي والواقعي الواجب اتباعه من الجميع، وان تكسر الكثير من مؤامرات الامس على صخرة هذا التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية بالأمس، لهو اقدر اليوم على مواجهة كل القادم من التحديات.
&