علاقة بقدر ما هي وثيقة، بقدر ماهي معقدة جدا بين السلام والإعلام، فمن الصعب أن يكونا على نفس الخط دائما، قد يلتقيان أحيانا، لكنهما يفترقان في أحيان أخرى، يرجع ذلك إلى طريق كل واحد منهما، فالسلام يتضمن عدة معاني توصل الإنسان للشعور بحالة من الاستقرار والسعادة والهدوء بعيدا عن كل مظاهر العنف والحروب التي تهدد حالة السلام وتجعل البشرية في حالة خوف دائم بسبب هذه الاضطرابات، ما دفع المجتمعات الإنسانية إلى البحث عن سبل حفظ السلام بكل أنواعه ومظاهره، في المقابل يشكل الإعلام جدلا كبيرا في تأثيره على السلام من خلال الدور السيء الذي لعبه في كثير من الأزمات من خلال زرع الفتن والترويج للأكاذيب لزعزعة الأوضاع في الدول والأنظمة والمجتمعات، ولا ننسى أن أكثر الأزمات والحروب والصراعات تبدأ من منبر إعلامي، لكنها للإنصاف تنتهي على منبره، ولا بد من الإشارة هنا أن الأصل في مفهوم الإعلام بعيد كل البعد عن صوره المشوهة حاليا في ساحات الوغى فهو يكتسب معنى عميقا عنوانه الأساس خدمة انشغالات الإنسان وقضاياه وآماله، التي على رأسها العيش في سلام دائم.&

*الإعلام الموبوء&يفجرأزمات&غالبا ما تنتهي بصراعات دموية تهدد السلام*

بشكل واقعي ودراسة موثقة، لعب ما سمي بالإعلام الأسود دورا مشبوها في بعض القضايا الشائكة، أدت إلى تصعيد حدة التوترات وإغلاق سبل الحوار وسد أبواب الحلول، لما يشكله من تأثير بالغ الخطورة في&إدرة&الأزمات السياسية، ولا يخفى على أحد أن عملية تزوير الأحداث من خلال تصوير مشاهد درامية&بمنتاج&احترافي ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي ساهم في زعزعة الوضع في الدول من حدث إعلامي مفتعل لا علاقة له بالمصداقية ولا بالمهنية، بل له علاقة بلعبة الساسة ومشاريع التفتيت والتقسيم القائمة على هذه الأساليب المتطورة في تدمير الدول والمجتمعات، والأمثلة كثيرة لسنا بصدد عدها. &&

*الإعلام مهنة سامية لخدمة السلام*&

من غير الإنصاف أن نجعل من الإعلام سببا في نشوب الحروب وتهديد السلام العالمي، بل على العكس من ذلك فإن مهنة المتاعب هدفها السامي هو تحقيق حرية الإنسان والدفاع عن كرامته ليعيش في استقرار وأمان من كل مظاهر الاستعباد والعنف، فالإعلام الحقيقي الذي لا حسابات سياسية وأغراض مشبوهة له مبلغ طموحه خدمة الإنسان وقضاياه، وعلينا أن لا ننسى أن الكثير من الصحافيين عرضوا حياتهم للخطر وللموت، بل إن عددا منهم يغتال أثناء أداء مهمتهم بشهامة، كل ذلك لأجل مجتمعاتهم وتضحية لرسائل إنسانية نبيلة، ومن هنا نؤكد على أن المشكلة لم تكن في يوم من الأيام في الإعلام في حد ذاته، بل في كيفية توظيفه وتوجيهه وفي مستخدميه، لذلك لا بد من التمييز بين الإعلام الحر الناصع النبيل الذي يرفع على عاتقه أمانة ومسؤولية كبيرة على قدر الجبال، والإعلام الأسود الذي&ينشرالظلام&والخوف حيثما وجد.

*تفعيل رؤية إعلامية شاملة محورها الحفظ على السلام العالمي*&

إن منطقتنا والعالم يعانيان من عدم الاستقرار والفوضى واشتعالهما بالحروب بسبب الصراعات على النفوذ، ما جعل السلام العالمي مهددا باستمرار، وهي مرحلة تمر بها حضارات الأمم وتاريخها، ما استدعى الكثيرين إلى البحث عن سبل كفيلة لمواجهة هذه التهديدات الفعلية التي تضع مستقبل البشرية في خطر، وعلى رأس هذه السبل تفعيل خطاب إعلامي جل هدفه تحقيق مصلحة الأفراد والمجتمعات، وإيجاد رؤية شاملة وواضحة لهذا الخطاب، كما ينبغي أن يكون الإعلام أداة&لنشر قيم&ومبادئ العدالة التي تسهم في إرساء الأمن والاستقرار والسلام، كما ينبغي أن&ينأى&ىبنفسه عن كل أمر يتسبب في إشاعة&اللأمنواللااستقرار&وألا يكون وسيلة قذرة بيد هواة الحروب، فيسقط البشرية في بحر لجي&لاخروج

منه .

&