من المعلوم بالضرورة أن (كل ذي نعمةٍ محسود), وبلادنا الغالية المملكة العربية السعودية حباها الله من جميع الخيرات والنعم, واختارها لتكون قبلةً للمسلمين, وخصَّها وشرَّف قادتها بخدمة الحرمين، ولا يخفى على الجميع ما يُحاك ضد وطننا من الأعداء والمتربِّصين، الذين خدعوا الشعوب العربية باسم الربيع العربي، وشاهدنا كيف أصبح الربيع جحيماً! انتفضوا من أجل الحرية ووقعوا عبيداً لمن حرَّضهم على الخروج على حُكَّامهم، ففقدوا حريتهم وكرامتهم وأمنهم واستقرارهم ودمَّروا أوطانهم، لُعنت من حرية تلك التي سنشاهد فيها ضحايا وأبرياء وأطفال تتيتَّم ونساء تُنتهك أعراضها، لُعنت من حرية تلك التي سنفقد معها الأمن والأمان وسينتشر من خلالها المجرمون، ولنا في قول رسولنا عليه السلام درس عظيم لو تأمَّلته وفقهته الشعوب التي خرجت على حكَّامها لكانوا بخير وسلامة ولحفظوا أوطانهم من الدمار، يقول عليه الصلاة والسلام: (من أصبح منكم آمناً في سربه, معافىً في جسده, عنده قوت يومه, فكأنما حيزت له الدنيا).&
إن ما يسعى إليه ويقوم به الخونة في الخارج من محاولات لتأليب الشعب على قادته كلها باءت وستبوء بالفشل، لأنه وعدٌ إلهي من رب العزة جلَّ جلاله(إن تنصروا الله ينصركم) وهذا ما يفعله قادتنا ويمتثلونه منهجاً لهم، نصروا الله بخدمة الحرمين وخدمة ضيوف الرحمن كل عام، نصروا الله بنشرهم لرسالة الإسلام الخالدة وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام كدين محبة وسلام، نصروا الله بدعمهم لقضايا العالم الإسلامي، كرَّسوا جهودهم وأموالهم في خدمة هذا الدين العظيم وتقديم المساعدات الإنسانية لكل المنكوبين دون النظر إلى عرق أو دين أو طائفة.
دولة قامت وتأسَّست على نبذ مظاهر الشرك والغلو والعبودية لغير الله، لن يستطيع أحدٌ إخضاعها أو النيل من أمنها واستقرارها، وطن عظيم وكيان شامخ تحفُّه وتحيط به عناية الله ثم جهود ولاة أمرنا وحرصهم على كل ما تتطلبه مصلحة الوطن والمواطن، من على أرضها رفع إبراهيم عليه السلام يديه مناجياً ربَّه وداعياً(ربِ اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات)، في ثراه جسد خير البشر، وطن يُصاب جنوده بإصابات بالغة ورغم ذلك يطلبون العودة مجدَّداً للدفاع عنه! وطن تربَّينا ونحن صغار على الدعاء له ولقادته بأن يحفظه الله ويحفظهم من كل سوء ومكروه، فهل يظن بعد ذلك أعداؤها الحاقدين في الخارج أو الداخل أنه من السهل زعزعة أمنها واستقرارها!؟ عوامل عديدة تجعل ذلك من سابع المستحيلات، أولها وعلى رأسها عامل العقيدة، فطاعة ولاة الأمر عقيدة لدينا وأمر رباني في محكم التنزيل(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، وقوله عليه السلام: (من خلع يداً من طاعة, لقي الله يوم القيامة لا حُجَّة له, ومن مات وليس في عنقه بيعة, مات مِيتةً جاهليةً)، وإذا كان الإسلام ينهى عن الخروج على الحاكم حتَّى ولو كان ظالماً, فكيف إذاً لو كان عادلاً ويسعى لعزة شعبه ورفاهيته!؟&
بالطبع سيكون التحريم أشد والنهي أعظم، ومن جملة ما يدل على عِظم الدور الذي يقوم به ولي الأمر قول عثمان بن عفَّان رضي الله عنه: "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن" ورحم الله الفُضيل بن عياض عندما قال: "لو أن لي دعوة مستجابة ما صيَّرتها إلا في الإمام, فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد" فيه دلالة على تعظيم السلف الصالح لمسألة الطاعة لولاة الأمر وإدراكهم للفتن المترتِّبة على الخروج عليهم, كذلك من العوامل التي تجعل محاولات الأعداء للنيل من بلادنا تبوء بالفشل ويرتد عليهم كيدهم, عامل التفاهم والانسجام والود بين أبناء الأسرة الحاكمة وتغليب مصلحة الوطن قبل كل شيء، ولا أدل على ذلك من مشاهدتنا لطريقة انتقال السلطة في بلادنا بصورة سلسة وبكل ود واحترام، وغيرها من العوامل التي تجعل المتربصين والأعداء يموتون كمداً.
مستقبل بلادنا المملكة العربية السعودية مشرق بإذن الله والقادم أفضل مع أمير الشباب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ووزير الدفاع حفظه الله، إنجازات وقرارات مبهجة تعود بالنفع على الوطن والمواطن، لذلك ستموتون بغيضكم أيها المعارضين والأعداء في الخارج أو الداخل، لم يعد لكم قيمة ولا كرامة، وأنَّى تكون لكم كرامة! فمن يخون وطنه وقادته لن يُحترم من الآخرين بل ويستحقرونه، خسرتم دنياكم وتبرَّأ منكم أهاليكم، وربما تخسرون آخرتكم كذلك!&
ستظل السعودية بلاد الأمن والأمان، حُكَّامها آل سعود الكرام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، شعبها وفيٌّ ومخلص ومنشغل في بناء وطنه، يعيشون في رغدٍ من العيش بفضلٍ من الله، ومتفائلين بمستقبل مشرق وزاهر.&
"نحن نريد كما يريد الشعب السعودي الاستمتاع بالأيام القادمة, والتركيز على تطوير مجتمعنا, وتطوير أنفسنا كأفراد وأسر, وفي الوقت نفسه الحفاظ على ديننا وتقاليدنا, نحن لن نستمر في العيش في حقبة ما بعد عام1979" محمد بن سلمان.
فلا خوفٌ عليك يا وطن: (فإنك بأعيُنِنا).