ثلاثة خطابات لفتتني في الجمعية العمومية&للأمم&المتحدة، خطاب الرئيس العراقي برهم صالح وخطاب الرئيس اللبناني ميشال عون وخطاب رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية حسن روحاني.
ثلاثتهم تحدثوا عن ماضي بلادهم العريق فبرهم صالح ذكّرنا بحضارة بلاد الرافدين العريقة وميشال عون تحدث عن مئوية لبنان اما روحاني فتحدث عن عزة الفرس ووقوفهم في وجه العقوبات.
للوهلة الاولى عندما تستمع لخطاب الرئيس اللبناني تعتقد انك بصدد دولة مستقلة حرة تمتلك قرارها ففي الخطاب الذي تخلله كالعادة الموقف من القضية الفلسطينية ومهاجمة اسرائيل المحتلة والتي تخرق القرارات الدولية وحق لبنان في الدفاع عن نفسه الى مسألة اللاجئين السوريين وحتى الى حلول للمسائل العالقة، لم يتطرق حتى بكلمة الى الهجوم الايراني على ارامكو ولا على حزب الله الذي يجر لبنان من مواجهة الى اخرى وهو اي حزب الله ينفرد عمليا بقرار الحرب والسلم في لبنان لكونه ذراعا ايرانية بامتياز تحظى بموازنة ضخمة من نظام الملالي في طهران، خطاب عون جاء لرفع العتب وللتأكيد على انه رئيس لبنان الذي ينأى بنفسه عن كل شيء ويترك القرار لحليفه حزب الله الذي يعمل بقرارات ايرانية بحتة.
اما خطاب الرئيس العراقي صالح برهم فكان جريئا اذ انه طالب الجميع عدم استخدام العراق ساحة للصراعات في همسة&لإيران&التي هاجمت السعودية مستخدمة مجال العراق الجوي كما استنكر الهجوم على ارامكو في السعودية، وشدد على العمق العربي للعراق وضرورة اخذه بالحسبان وعدم تغييبه كي يسود الاستقرار في المنطقة وبدا واضحا ان الرئيس العراقي يرفض أَيْرنة&العراق موضحا ان حضارة العراق متجذرة وعريقة والعراق بمكوناته المذهبية يستطيع التوفيق بين الجميع واكد دون خجل وجود خلافات بين الحكم المركزي واقليم كردستان الا انه شدد على استمرار الجهود لحل الازمات سلميا طالبا من الجميع وخاصة ايران دون ذكرها بالاسم عدم التدخل بشؤون بلاده الداخلية.
العراق هي دولة عربية اخرى تحاول ايران السيطرة عليها وعلى قرارها العسكري والسياسي مثل لبنان واليمن ولكن في العراق هناك رئيس جريء و"قد حاله"&وهو لم يكن جنرالا يفاخر برتبه العسكرية وماضيه القتالي.
اما خطاب الرئيس الايراني فجاء حماسيا وعصبيا الا انه وبالرغم من هجومه على الولايات المتحدة وانتقاد اوروبا واسرائيل الصهيونية، فقد ترك باب الحوار مفتوحا على مصراعيه فبعد ان اكد ان بلاده لن تأت الى طاولة المفاوضات تحت العقوبات والضغط اضاف ان ايران لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي وقال ان هذا الاتفاق هو الحد الادنى وان اراد الغرب اكثر فعليهم ان يعطوا اكثر وهذا يعني ان ايران مستعدة للتفاوض على كل شيء من المشروع الصاروخي الى اذرعها بالمنطقة شريطة فك العقوبات ووقف الضغط على النظام الذي يبدو ضاق ذرعا ولم يعد يحتمل العقوبات المفروضة والتي تفرض تباعا عليه وعلى اتباعه واذرعه والدول الداعمة مثل روسيا والصين.
حسن روحاني تحدث عن الجيرة وذكر المثل العربي&"الجار ثم الدار&"&متناسيا عن&خبث، ان الجار لا يعتدي على حرمة جاره لكن الواضح ان ايران لا حرمة لديها لا لجار ولا لقريب ولا لبعيد فسعيها المستمر السيطرة على قرارات عواصم عربية لا يدع مجال للشك ان الحنين&للإمبراطورية&الفارسية لا يزال يسيطر على قادتها تحت غطاء تصدير الثورة الاسلامية بدعم الحركات والتنظيمات الارهابية في الشرق الاوسط.
رؤساء ثلاثة استمعت اليهم لفتني برهم صالح لجرأته وصراحته ولم اتوقع اكثر من ميشال عون المتكئ على حزب الله اداة ايران والذي لا يملك قرار بلده. اما حسن روحاني فكان الاول في قول امر وقصد عكسه ما يمثل سياسة الجمهورية الاسلامية الخبيثة منذ سيطرة الملالي على السلطة في ايران.