رغم كونه الحزب الأول في كركوك بدلالة حصده مرة بعد مرة الأغلبية الإنتخابية وتصدره المشهد كما شاهدنا مؤخراً في الانتخابات العراقية العامة نيسان ( آبريل ) العام المنصرم من خلال حصده ٦ مقاعد من أصل ١٢ مقعداً لكن مبادرة الإتحاد الوطني الكردستاني الأخيرة الهادفة لتوحيد الصف الكردستاني وليس الكردي فقط والتي تمخض عنها تشكيل قائمة كركوك الكردستانية لخوض انتخابات مجلس المحافظة المزمع إجراؤها ربيع العام المقبل تنم عن سعة نظر وتغليب للمصلحة الكردية العليا على حساب الحسابات الحزبية الضيقة التي وفقها يشكل النزول بقائمة حزبية مناسبة أخرى لتوكيد استحواذ الإتحاد على حصة الأسد في المعادلات الانتخابية الكركوكية على أمل أن تنسحب هذه التجربة على مختلف المناطق الكردستانية المعنية والمشمولة بالمادة ١٤٠ من الدستور العراقي والتي ستشهد بطبيعة الحال معركة انتخابية ساخنة في انتخابات مجالس المحافظات العراقية المرتقبة.
وبالفعل فإن ملفاً شائكاً ومعقداً كملف كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها من شنكال إلى مخمور وخانقين... جراء عمليات التعريب والتبعيث المديدة يحتاج إلى مقاربات شاملة وخلاقة تسمو على الحزازات والاعتبارات المصلحية الصغيرة لصالح تغليب الخيارات والأهداف الاستراتيجية الكبرى.
فمبادرة الإتحاد الوطني الكردستاني هذه تشكل ولا ريب مضرب مثل جدير ببقية القوى الكردية حذو حذوها والتفاعل الإيجابي معها ولئن كانت المنافسة مشروعة بل ومطلوبة وصحية في انتخابات إقليم كردستان وعلى صعيد كسب صوت الناخب هناك واستقطابه لكن تشتت الصوت الكردي وتفرقه في كركوك وأخواتها من مناطق كردستانية معربة ومستقطعة لطالما شكل عاملاً جوهرياً لاضعاف الموقف الكردي في تلك المناطق المغدورة وتبديد الجهود لإعادتها إلى حاضنتها الكردستانية الأصلية والطبيعية بل وحتى تهديد عموم المكتسبات والمنجزات القومية والديموقراطية المتحققة في إطار التجربة الممتدة منذ نحو ثلاثة عقود في كردستان العراق.
هي مبادرة وحدوية نبيلة تليق بحزب مام جلال الذي لطالما كان للوسطية والتوافق عنواناً.