تقوم القوات التركية منذ البارحة عصرا٬ بالهجوم على منطقة الجزيرة السورية. لمن لا يعرف الجزيرة السورية٬ هي المنطقة الممتدة بين نهري الفرات ودجلة المتاخمة لتركيا. أكثريتها مناطق عربية٬ وفيها مناطق كردية وآشورية. كل هؤلاء السكان سيدفعون ثمن هذا الغزو التركي للمنطقة من قبل الجيش التركي وحلفاءه مما يسمى" المعارضة السورية". هذا من الناحية الإنسانية. نزوح وتهجير وسقوط ضحايا. إذا ليس الكرد وحدهم من سيدفع الثمن! بل كل سكان المنطقة وأكثريتهم من العرب الي جانب الآشوريين٫ إضافة الي مئات الألوف من المهجرين السوريين من مناطق اخري بفعل الهمجية الاسدية الروسية الإيرانية٬ ،بفضل احتلال "قسد" لمناطقهم أيضا.
أما في الناحية السياسية والعسكرية فالهجوم يستهدف "قسد" وهي آلواجهة السورية لحزب العمال الكردستاني التركي" بي كي كي". إذا نحن أمام معركة طرفاها فاعلين سياسيين تركيين. لايوجد بعدا سوريا في هذا الغزو.
****
هذا الغزو الاحتلالي تم بمباركة أمريكية روسية اسدية. هذا ما أوضحته مفاوضات اردوغان خلال الشهور الماضية مع هذه الأطراف وغيرها من اجل ما اسماه اردوغان منطقة آمنة. كنا قد كتبنا عنها على صفحة إيلاف.
صحيح ان هنالك ضجيجا إعلاميا حول رفض الكثير من الأطراف لهذه العملية٬ وان فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستتقدم بمشروع لمجلس الأمن بالضد من هذه العملية! لكن الواضح حتى الان آن اردوغان قذ حصل على مباركة الأطراف الفاعلة في الملف السوري بما فيها إسرائيل. لننتظر ونري اليوم او غدا٬ ماذا سينتج عن اجتماع مجلس الأمن هذا؟! خاصة إذا علمنا ان ما يهم ألأوروبي هو: أولا إبقاء معتقلي داعش من أصول أوروبية في معتقلاتهم في سورية.
ثانيا: ملف الهجرة بإبقاء الحدود التركية مغلقة تجاه أوروبا.
****
عملية نبع السلام هذه مدعومة من الداخل التركي٫ حيث أعلن حزب الشعب وحزب الحركة القومية دعمهما للعملية مع بقية الأحزاب التركية٫ ما عدا حزب الشعوب الديمقراطي٫ وهو الجناح السياسي لبي كي كي. المستوى السياسي التركي برمته تقريبا يدعم الغزوة الاردوغانية.
هذا بحد ذاته ورقة قوة بيد اردوغان. أما في الجهة المقابلة٬ كما قلت لابعدا سوريا للطرفين المتحاربين٫ تحت الإشراف الامريكاني!! إنسانيا شعبنا السوري من سيدفع الثمن فقط.
****
اعلن وزير الخارجية التركي انه ابلغ النظام الاسدي بالعملية عن طريق قنصليته بإسطنبول.
كما أوردت الأنباء الاسدية خبرين ملفتين: الأول آن قوات قسد تمنع مدنيي مدينة راس العين من الهروب من القصف التركي. الثاني آن قوات قسد أحرقت بعض آبار النفط السورية. بهذين الخبرين يمكن ان يستنتج المرء بسهولة موافقة الاسدية على العملية التركية. وما تصريح فيصل مقداد نائب وليد المعلم٬ عن انهم سيدافعون عن ارض سورية٬ سوى ترهات.
****
من جهة أخرى توحد موقف السعودية ومصر والإمارات والبحرين والعراق ولبنان مع الموقف الإيراني الرافض للعملية التركية! خاصة بهد التهدئة باليمن! رغم الإعلان التركي عن التواصل مع الجانب الإيراني بشآن العملية. هذا الاستعراض السريع لمواقف الأطراف التي ساهمت مساهمة فعالة في المقتلة الاسدية للشعب السوري٫ بما فيهم قوات قنديل والدواعش وغيرهم من المفرخة القاعديةـ نسبة لتنظيم القاعدة الإرهابي ـ الأمريكيين كما خطط لها أوباما٬ كي يوقع اتفاقه النووي مع إيران٬ وتحقيقا لمطلب إسرائيلي روسي إيراني بتأهيل الجريمة الاسدية.
****
أكثرية واضحة من النخب السورية المعارضة لنظام الأسد٬ أعلنت رفضها للغزو التركي. إضافة لمسآلة مهمة: أوضحها التفاعل السوري عامة مع الحدث٫ بين رافض ومساند ومابينهما٫ يدل على ان السوري لايزال مصرا على إسماع صوته للعالم.