العالم الاسلامي مضطرب.&المنطقة العربية ملتهبة.. دول عربية تحترق تحت نيران المدافع..&حروب وكوارث تقع فقط على الخارطة العربية.. تظاهرات شعبية تجتاح الدول العربية من المحيط الى الخليج..&قتل وتفجير، تهجير وتشريد الملايين،&فساد و ظلم وغياب العدالة وفرص الحياة الكريمة.. إعتقالات وسجون ومصادرة حقوق الانسان.

الأخ يقتل أخاه، الشقيق يمطر شقيقه بالصواريخ، أطفال تشوه أجسادهم، نساء يفقدن أزواجهن. شيوخ يموتون&جوعا، شعوب تشرب مياها آسنة. المرض يفتك بسكان القرى..&خدمات مفقودةفي المدن، الوظائف للشباب معدومة&!!.. أليس هذا هو الجحيم المستعر؟

في اليمن، الشقيق العربي يقصف&شقيقه&العربي!!&.. في مصر،الأخوان يقتلون إخوانهم&!!.. في ليبا، المسلم يقتل أخاه المسلم&!!&. في سوريا&،&العربي يقتل أخاه الكردي&!!.. في العراق، السني يقتل أخاه الشيعي&!!..&عجبا أننا أمة لانفنى!

في ظل كل هذه المآسي لم تعد قيادات الدولة تمتلك ولو ذرة من شرف الإنتماء للوطن.

أحزاب سياسية تبيع شرفها لدول الجوار وتعمل لتنفيذ أجنداتها، قيادات دولة تأتمر بأوامر&تأتيها خارج حدود الوطن.&ميليشيات تحارب&بالنيابة عن أعداء الوطن.. السيادة الوطنية &تنتهك تحت بساطيل&العسكر.

رجب طيب أردوغان&يتحدى العالم ويأمر&جيشه بدخول الأراضي السورية وإقامة منطقة حدودية عازلة بعمق 32 كيلومترا ضاربا عرض الحائط كل القوانين والمواثيق&الدولية القاضية بإحترام سيادة الدول على أراضيها&..إيران ترسل صواريخها وطائراتها الى اليمن وكأنها محافظة تابعة لها، وترسل حراس ثورتها لقمع إنتفاضات العراق، وكأنه&قائممقامية تابعة لها..قطر ترسل أموالها الى ليبيا والصومال لقتل أبناء البلدين.وتتصرف كأنها دولة عظمى&منافسة&لروسيا وأمريكا&في قارة أفريقيا.&سوريا تستعين بالشرطة الروسية لحماية حدودها، وايران تأمر حزب الله لقمع تظاهرات لبنان.

أليست هذه مهزلة القرن الواحد والعشرين؟

الدكتاتورية التي حاربناها في بلادنا العربية، كانت أشرفوأشجع من جميع الحكومات " الديمقراطية " الحالية..&فمن كان يجرؤ في ظل عبدالناصر أو صدام حسين أو معمر القذافي أو علي عبدالله صالح أن يتدخل في شؤون بلدانهم؟

أي رئيس تركي أو إيراني كان يجرؤ على احتلال شبر من أراضي العراق بوجود صدام حسين؟.أي قائد سياسي أو رئيس حزب كان يجرؤ على التجسس أو التخابر مع دولة أجنبية في ظل وجود حسني مبارك&على رأس السلطة؟.&أي دولة في العالم كانت تستطيع أن تتدخل في شؤون دولة عربية حتى تحت مسميات الشرعية الدولية؟

لست هنا بموقع&الدفاع عن الدكتاتوريات، فقد كرست شطرا كبيرا من حياتي لمعارضة الدكتاتورية، ولكن الحقيقة هي أن قوة الدولة من قوة حاكمها وكما&تساءل السيد المسيح&"&إن فسد الملح فبماذا يملّح؟!&وأجابنا بنفسه قائلا&"&لا يصلح بعد لشيء إلا لأن يُطرح خارجًا ويُداس من الناس.