اكبر خطأ وقعت فيه شعوب الشرق الاوسط&طوال العقود الماضية،&هو ظنهم بان الاحزاب الاسلامية هي " أحزاب الله " وأن قياداتها هم " أبناء الله ".وأن حكمهم هو " حكم الله ".&ونتيجة لهذا الخطأ الفاحش&دفعت شعوب المنطقة وعبر قرون طويلة ضريبة باهضةبإلتفافهم حول مثل هذه الأحزاب، سواء&كانت&أحزاب الخلفاءقديما،&أو&أحزاب&الملوك و رؤوساء الجمهوريات والوزارات&لاحقا&.

ولم يقصر رجال الدين من&الفقهاء ووعاظ السلاطين&في&تسويق شعارات زائفة لخدع الناس&وإخضاعهم لسلطة حزب السلطة،&وحاولوا أن يوهموا الناس بأن&الخليفة&هو ظل الله على الأرض، وأنالملك لله يؤتيه من يشاء، وأن طاعة ولي الأمر موازية لطاعة الله ورسوله&، وآخرها شعار أزيف من جميعها وهو " الاسلام هو الحل&". والغريب أن هذا الشعار طرح&في العقود الأخيرة التي تزخربخيبات كثيرة للأنظمة العربية&.

وعلى الرغم من ان الاسلام لا يمتلك اي&حل لأي مشكلة في مجتمعاتنا&الغارقة في أزمات معيشية وحياتية&، لكن سطوة السلطة&–&النظام ورجال الدين&-&وتحالفهما&المشين&طوال القرون الماضية، أجبرت&تلك الشعوب لتصديق مثل هذه&الشعارات الزائفة بالطاعة والولاء..&وحاول رجال الدين أن يسوقوا الاسلام كدين سياسي، وليس دين عبادات والخضوع لطاعة الله، وكان هدفهم هو&الإمساك بالسلطة عبر التحالف&مع أعتى وأشرس أنظمة الحكم الخارجة عن الدين الاسلامي ومبادئه وشرائعه، فكانوا بذلك شركاء للظالم وناصرين له. ولكن كل تلك المحاولات فشلت تماما في الترويج لشعار "&الاسلام هو الحل ". وخصوصا مع تقدم ورقي المجتمعات البشرية.

فالاسلام&كما قلنا&هو دين عبادات، وليس مهمته تسييس&الناس ومعالجة مشاكلهم الدنيوية، لأنه قاصر تماما عن أداء هذه المهمة، فالاسلام لايمتلك رؤية واضحة بكيفية إدارة شؤون الاقتصاد. ولا هو قادر على مواكبة تطورات العصر، ولا هو يستطيع أن يتعايش مع المجتمعات التقدمية، مادام هناك لحد الآن شيوخ وفقهاء يدعون الناس الى التداوي ببول البعير، أو يفتون بإرضاع الكبير، ويجيزون نكاح البهائم!!&.

بعيدا عن الخوض في تفاصيل أكثر لدور رجال الدين في تشويه صورة الاسلام&، نحاول في هذا&المقال أن نركز على دور الأحزاب والنظم الاسلامية التي أساءت ولازالت تسيء الى&الاسلام&بإدعاء الإنتماء اليه.

لقد ظن الكثير من الناس وخصوصا بعد&الموجة التي ضربت الدول العربية&بنشوء الدكتاتوريات العسكرية&أواسط القرن&الماضي،&ظنوا&أن خلاصهم يكمن في العودة الى الاسلام، ولذلك حدثت ما تعرف بـ" الصحوة الاسلامية " في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وظهر&اثر ذلك العديد من الأحزاب والحركات الاسلامية التي إدعت أنها تمثل إرادة الله&.&

ففي مصر نشأت حركات إسلامية متطرفة وإنتعشت حركة الاخوان المسلمين، وفي فلسطين ظهرت لاحقا حركة حماس، وإجتاحت الموجة فيما بعد كلا من الجزائر وتونس والسودان ولبنان ثم العراق الذي ظهر&في بداية الثمانينات ما يعرف بالمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق برعاية الجمهورية الاسلامية في إيران، ثم ظهر تنظيم القاعدة المتطرف&وحركة طالبان وغيرها من التنظيمات المتشددة وصولا الى تنظيم داعش الارهابي&.

كل هذه الحركات والأحزاب الاسلامية طرحت شعارات محاربة الظلم والفساد في الأنظمة العربية، والعمل على تحقيق مباديء العدل الالهي والمساواة وتحقيق الحياة الشريفة للمواطنين.

حتى في كردستان العراق ظهرت أواخر الثمانينات وبداية التسعينيات قوى وأحزاب إسلامية تدعي أنها تعمل على خلاص الشعب الكردي، في حين أن الصراع الكردي مع الأنظمة الدكتاتورية العراقية كان صراعا قوميا وليس صراعا دينيا أو طائفيا حتى تخرج أحزاب إسلامية تدعي العمل من أجل حقوق الشعب الكردي.

مع سقوط نظام صدام حسين توافدت الأحزاب الاسلامية على العراق المتحرر وتسابقت أحزاب&شيعية وسنية لتسلم زمام السلطة وتصارعت فيما بينها الى حد الوصول الى إرتكاب مجازر طائفية خلال الأعوام&2005-2007 وقتل الناس على الهوية الطائفية&في الشوارع&.

وكالعادة ظن العراقيون&بعد خلاصهم من دكتاتورية صدام&أن تسليم السلطة الى الأحزاب الاسلامية الوافدة من دول الجوار ستساعدهم على إستعادة حياتهم&وحقوقهم التي حرموا منها بسبب&الأنظمة الدكتاتورية التي حكمت البلاد&، ولكن الأداء الفاشل لتلك الأحزابأودت بالعراق&الى الهاوية السحيقة بسبب الفساد الذي إستشرى في جميع أوصال الحكومات العراقية، ففقد العراقيون أي أمل لهم بالنهوض مجددا، ولذلك حدثت الإنتفاضة الحالية ضد&سلطة الاسلاميين، وستستمر الى حين إزاحة جميع هذه الأحزاب ورموزها الذين أوصلوا البلاد الى ماهو عليه على رغم الثروات الهائلة التي يمتلكها العراق.

لقد فشلت الأحزاب الاسلامية&في إحداث التغيير المطلوب في المجتمعات العربية&التي كانت منضوية تحت حكم الدكتاتوريات العسكرية،&إبتداءا من تجربة الجمهورية الاسلامية في إيران، مرورا بالسودان وحكمي النميري والبشير&، وصولا الى&حكم الاخوان في مصر، وحركة حماس التي قسمت السلطة الفلسطينية بدل تحرير الأرض،وفشل حزب الله في&لبنان ونيته بتحويل بنادقه من&" العدو الصهيوني " الى صدور اللبنانيين العزل&، وفشل جميع الأحزاب الشيعية والسنية في العراق في معالجة أزمة الفساد، وكذلك فشل الأحزاب الاسلامية الكردية في كردستان العراق في جذب ثقة الشعب الكردي بمشاريعها الاصلاحية.

الفاشلين هم من يلجئون الى العنف للتمسك بالسلطة، لذلك ليس غريبا أن يهدد حسن نصرالله بتحويل لبنان الى حمام دم&لوقف الإنتفاضة الشعبية هناك، ولجوء قيادات الشيعة في العراق الى قاسم سليماني وحراس الثورة الايرانية لقمع إنتفاضة العراق.

إنهم خائفون من الذبح ولذلك يخوفون شعوبهم بالذبح&،&وعلى الطريقة الاسلامية.