أوردت وكالة فرانس بريس&" أن القوى السياسية الرئيسية في العراق اتفقت على الإبقاء على السلطة الحالية، حتى وإن اضطر الأمر إلى استخدام القوة لإنهاء الاحتجاجات المطالبة بـ"إسقاط النظام" . مشيرة الى "&أن الاتفاق بين الأطراف المعنية "بما فيها سائرون والحكمة" جاء بعد "لقاء الجنرال قاسم سليماني&بكل من&مقتدى الصدر ومحمد رضا السيستاني (نجل علي السيستاني) والذي تمخض عنه الاتفاق على أن يبقى عبد المهدي في منصبه&".ولكل من يهمه الأمر نوضح بأنه وفقا لهذا الإتفاق&فإن الأمور خرجت تماما من أيدي القائمين على السلطة بالعراق ، وأصبح الأمر برمته بيد السيد قاسم سليماني ، وما أدراك من قاسم سليماني..

اذن الأمور تتجه نحو التصعيد&والبلد الى خراب أكبر في حال إستمرت الإنتفاضة الحالية ، فعبارة&" إستخدام القوة لإنهاء الإحتجاجات " هي&تفويض من الجنرال للميليشيات الشيعية بفض التظاهرات بالقوة المميتة ، وعلينا أن نتوقع تبعا لهذا التفويض سيلا من دماء شباب العراق المنتفضين ضد سلطة الجنرال ومن يتبعونه من عملائه المأجورين في العراق.

عليه أعتقد بأنه حفظا لدماء الشباب وهم لايملكون غير التكتكوقناني البيبسي لمواجهة أسلحة النظام ، حان الوقت لوقف الإنتفاضة قبل أن تسيل أنهار من الدماء ، فالجنرال وأعوانه مصممون على إعلان الحرب ضد الإنتفاضة ، وهذا ديدن كل الدكتاتوريين العسكريين الحاكمين في&بلدان&العالم ، القوة القامعة مقابل&ثورات الجياع&والإنتفاضات الشعبية.

يجب أن لانغفل&حقيقة مؤكدة وهي أنه كما أن الدكتاتورية تصنعها الشعوب بذاتها ، فإن الفساد أيضا هو نتاج سكوت الشعوب . فما حصل في العراق بعد سقوط النظام السابق من إغراق البلد في الفساد ، إنما هو بسبب تغاظي الشعب عما فعلته الطبقة الحاكمةطوال السنوات الماضية&&.&وأنا أستغرب&في الحقيقة حينما أرى على صفحات الفيسبوك بعض&العراقيين وهم ينشرون صور لبرلمانيين وبرلمانيات يتهكمون على أشكالهم ويتحسرون على رواتبهم العالية وإمتيازاتهم الكثيرة ، غافلين عن حقيقة أنهم هم من إنتخبوا هؤلاء وأوصلوهم الى هذه الإمتيازات.

هذه&الإنتفاضة جاءت متأخرة جدا وفي&الوقت الضائع ، لأن الفساد إستشرى في جميع مفاصل الدولة ، وتحول قادة الأحزاب ومسؤولي السلطة الى حيتان كبيرة لايمكن إصطيادها ، وأعتقد أنه&كان من المفترض أن تندلع هذه الإنتفاضة في عهد رئيس الوزراء&الأسبق نوري المالكي الذي تداولت الأنباء عن فساد حكومته في ولايتيه الوزاريتين&، أو على الأقل في عهد خلفه حيدر العبادي الذي وقف مشلولا أمام الفاسدين ولم يستطع أن يفعل شيئا لمكافحة الفساد ، فما تفجر اليوم هو نتيجة لفساد الكابينات&السابقة للحكومة وتراكمه الذي وصل الى حد تجويع الشعب وضياع فرص التنمية والنهوض الإقتصادي.

ولا ننسى بأن وصول المالكي أو العبادي ومعهما كل هذا الرهط من الفاسدين البرلمانيين والوزراء والمسؤولين الى السلطة ، إنما كان نتيجة&إنتخابهم من قبل الشعب ، مع&التنويه بأن التيار المدني الذي شارك&في جميع تلك الإنتخابات لم يفز ولو&بمقاعد قليلة&بسبب&غياب الوعي السياسي لدى المواطن وغلبة المشاعر الطائفية على المقترعين سواء من الشيعة أو من السنة .

وعليه فإن الشعب الذي أوصل هؤلاء الى السلطة بإمكانه أيضا أن يطيح بهم في الانتخابات القادمة إذا أراد ذلك وبدون إراقة قطرة من الدماء.

لذلك ينبغي على ثوار العراق والمعتصمين في الساحات&أن يغيروا من طريقة مقاومتهم للسلطة الغاشمة عبر الدعوة فقط للإنتخابات المبكرة ، وأن يكون&شعارهم الوحيد هو تنظيم إنتخابات&مبكرة ، عندها لا الجنرال قاسم سليماني ولا القوى السياسية الفاسدة تستطيع أن تمنع الشعب من تغيير التركيبة الحالية للسلطة بآخرين ممن هم خارج&هذه الطبقة&السياسية&الفاسدة ، فإستمرار الإحتجاجات بالشكل الحالي سيزيد الأمور تعقيدا ، والجنرال وحاشيته سوف لن يقفوا&مكتوفي الإيدي إزاء مطالب الشعب بطردهم من السلطة أو الى خارج حدود العراق.

جربوا هذه الطريقة ، وسوف نرى من يفوز في النهاية.

&