&الذي حصل في مطلع تشرين / اكتوبر ان شباب العراق قرروا تحرير منطقة من بلدهم هي ساحة التحرير و اقامة جمهورية بديلة يحققون فيها على ارض الواقع ما عجزت حكومة الخضراء عن تحقيقه خلال ١٦ عاماً رغم مواردها الخرافية.. الشباب قالوا لسكان الخضراء : تلك هناك جمهوريتكم الفاسدة عبر النهر و ها نحن اقمنا جمهوريتنا الفاضلة هنا في هذا الصوب حيث يسكن الشعب. هنا ممنوع دخول الفاسدين و قادة الاحزاب و الطائفيين و القتلة و الميليشيا و رجال الدين... هنا الجو رائق و العلاقات نظيفة. فتية و فتيات العراق يجلسون جنبا الى جنب يهمهم الوطن و قد يتعرفون على بعضهم و يحب احدهم الآخر. ففي جمهورية "التحرير" الحب مباح و الكراهية ممنوعة. هنا اسسنا مكتبات تضم كتبا قدمها متبرعون. هنا رسمنا لوحاتٍ و غنينا احلى الاغاني للحب و الوطن الجديد، لقد عمرنا نفق التحرير رغم ان ميزانيتنا صفر. صلحنا السلالم الكونكريتية المتهدمة و غلفناها بالرخام. تبرع بالرخام رجل ثري لكنه يحب وطنه. طلينا الجدران بالألوان الزاهية الوان الحياة و رسمنا لوحات تمجد الوطن. زودنا نفق التحرير بالمصابيح و اوصلنا له الكهرباء و انرناه .. هنا بوسع الكل ان تأكل و تقرأ و تنشد الاناشيد دون ان تدفع فلسا واحدا . اللقمة يتقاسمها الشباب بينهم.. هنا قرر رئيس الوزراء استسماح المتظاهرين لكي يزورهم و يطلع على تجربتهم. بما يتمتع به من ذهنية منفتحة تقبل تجربة التحرير برحابة صدر. زجر رئيس الوزراء الداعين الى العنف و عنف الميليشيات و طرد سليماني الذي حاول ثنيه عن عزمه من المنطقة الخضراء قائلا له : "انت لست عراقيا ، دعني ادير شؤون بلدي كما ارغب" ثم شكل وفدا من المتخصصين في كافة المجالات لزيارة المنطقة المحررة و الاستفادة من التجربة التي تأسست هناك. فتى و فتاة من جمهورية التحرير الفاضلة لفوا انفسهم بالعلم العراقي استقبلوا رئيس الوزراء بما يليق و اطلعوه على تجربتهم ، فزار المكتبة و تصفح الكتب ثم اطلع على اللوحات و على الاعمال الفنية و استمع للاغاني و الاشعار التي مجدت الحياة و نبذت العنف . دعى ممثلو جمهورية التحرير الفاضلة رئيس وزراء الخضراء الى نقل التجرية الى بلده.. ابتسم رئيس الوزراء و عبر عن ارتياحه و دهشته و وعدهم ان تكون تجربتهم موضع اعتبار وزاراته . ورد في بيان مشترك صدر عن ممثلي جمهورية التحرير و رئيس الوزراء انه عبر عن فخره بها الجيل الواعد من الشباب و عانقهم واحدا واحدا و عاد عبر الجسر الى المنطقة الخضراء لكي يبدأ بإصلاح البلد.
في اليوم الذي تلى هاجمت قوات رئيس الوزراء المتلفعة بالسواد شبان جمهورية التحرير المتلفعين بالعلم العراقي الزاهي و اطلقت النيران و الغاز المسيل للدموع و القذائف على شعب جمهورية التحرير فقتلت 350 منهم و جرحت 15 الفا.
لم يكن لدى جمهورية التحرير اسلحة و لكنها دافعت عن نفسها ببسالة . المكتبة استمرت في اعارة الكتب. الفنانون التشكيليون واصلوا رسم لوحاتهم. الشعراء و المغنون انشدوا بصوت اعلى "بين الجسر و الساحة… الوطن عالي جناحه… رادوا يمسحون اسمه… بس كتبته المساحة".